4822-
عن مسروق قال: «دخلت على عبد الله فقال: إن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم، إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} إن قريشا لما غلبوا النبي صلى الله عليه وسلم واستعصوا عليه، قال: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف، فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد، حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع قالوا: {ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} فقيل له: إن كشفنا عنهم عادوا، فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا، فانتقم الله منهم يوم بدر، فذلك قوله تعالى: {يوم تأتي السماء بدخان مبين} إلى قوله جل ذكره: {إنا منتقمون}».
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله فِي الْبَاب الثَّانِي ( عَنْ مَسْرُوق قَالَ دَخَلْت عَلَى عَبْد اللَّه ) أَيْ اِبْن مَسْعُود.
قَوْله : ( إِنَّ مِنْ الْعِلْم أَنْ تَقُول لِمَا لَا تَعْلَم : اللَّه أَعْلَم ) تَقَدَّمَ سَبَب قَوْل اِبْن مَسْعُود هَذَا فِي سُورَة الرُّوم مِنْ وَجْه آخَر عَنْ الْأَعْمَش وَلَفْظه " عَنْ مَسْرُوق قَالَ : بَيْنَمَا رَجُل يُحَدِّث فِي كِنْدَة فَقَالَ : يَجِيء دُخَان يَوْم الْقِيَامَة فَيَأْخُذ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارهمْ وَيَأْخُذ الْمُؤْمِن كَهَيْئَةِ الزُّكَام , فَفَزِعْنَا , فَأَتَيْت اِبْن مَسْعُود وَكَانَ مُتَّكِئًا فَغَضِبَ فَجَلَسَ فَقَالَ : مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ , وَمَنْ لَمْ يَعْلَم فَلْيَقُلْ : اللَّه أَعْلَم.
وَقَدْ جَرَى الْبُخَارِيّ عَلَى عَادَته فِي إِيثَار الْخَفِيّ عَلَى الْوَاضِح , فَإِنَّ هَذِهِ السُّورَة كَانَتْ أَوْلَى بِإِيرَادِ هَذَا السِّيَاق مِنْ سُورَة الرُّوم لِمَا تَضَمَّنَتْهُ مِنْ ذِكْر الدُّخَان , لَكِنْ هَذِهِ طَرِيقَته يَذْكُر الْحَدِيث فِي مَوْضِع ثُمَّ يَذْكُرهُ فِي الْمَوْضِع اللَّائِق بِهِ عَارِيًا عَنْ الزِّيَادَة اِكْتِفَاء بِذِكْرِهَا فِي الْمَوْضِع الْآخَر , شَحْذًا لِلْأَذْهَانِ وَبَعْثًا عَلَى مَزِيد الِاسْتِحْضَار , وَهَذَا الَّذِي أَنْكَرَهُ اِبْن مَسْعُود قَدْ جَاءَ عَنْ عَلِيّ , فَأَخْرَجَ عَبْد الرَّزَّاق وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ طَرِيق الْحَارِث عَنْ عَلِيّ قَالَ " آيَة الدُّخَان لَمْ تَمْضِ بَعْد , يَأْخُذ الْمُؤْمِن كَهَيْئَةِ الزُّكَام , وَيَنْفُخ الْكَافِر حَتَّى يَنْفَد ".
ثُمَّ أَخْرَجَ عَبْد الرَّزَّاق مِنْ طَرِيق اِبْن أَبِي مُلَيْكَة قَالَ " دَخَلْت عَلَى اِبْن عَبَّاس يَوْمًا فَقَالَ لِي : لَمْ أَنَمْ الْبَارِحَة حَتَّى أَصْبَحْت , قَالُوا طَلَعَ الْكَوْكَب ذُو الذَّنَب فَخَشِينَا الدُّخَان قَدْ خَرَجَ " وَهَذَا أَخْشَى أَنْ يَكُون تَصْحِيفًا وَإِنَّمَا هُوَ الدَّجَّال بِالْجِيمِ الثَّقِيلَة وَاللَّام , وَيُؤَيِّد كَوْن آيَة الدُّخَان لَمْ تَمْضِ مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث أَبِي شُرَيْحَةَ رَفَعَهُ " لَا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى تَرَوْا عَشْر آيَات : طُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا , وَالدُّخَان , وَالدَّابَّة " الْحَدِيث.
وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ حَدِيث رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَة مَرْفُوعًا فِي خُرُوج الْآيَات وَالدُّخَان " قَالَ حُذَيْفَة : يَا رَسُول اللَّه وَمَا الدُّخَان ؟ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَة قَالَ : أَمَّا الْمُؤْمِن فَيُصِيبهُ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزَّكْمَةِ , وَأَمَّا الْكَافِر فَيَخْرُج مِنْ مَنْخِرَيْهِ وَأُذُنَيْهِ وَدُبُره " وَإِسْنَاده ضَعِيف أَيْضًا.
وَرَوَى اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد نَحْوه وَإِسْنَاده ضَعِيف أَيْضًا , وَأَخْرَجَهُ مَرْفُوعًا بِإِسْنَادٍ أَصْلَح مِنْهُ , وَلِلطَّبَرِيِّ مِنْ حَدِيث أَبِي مَالِك الْأَشْعَرِيّ رَفَعَهُ " إِنَّ رَبّكُمْ أَنْذَرَكُمْ ثَلَاثًا : الدُّخَان يَأْخُذ الْمُؤْمِن كَالزَّكْمَةِ " الْحَدِيث , وَمِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر نَحْوه وَإِسْنَادهمَا ضَعِيف أَيْضًا , لَكِنْ تَضَافُر هَذِهِ الْأَحَادِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ لِذَلِكَ أَصْلًا , وَلَوْ ثَبَتَ طَرِيق حَدِيث حُذَيْفَة لَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُون هُوَ الْقَاصّ الْمُرَاد فِي حَدِيث اِبْن مَسْعُود.
حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ تَقُولَ لِمَا لَا تَعْلَمُ اللَّهُ أَعْلَمُ إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ } إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا غَلَبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ قَالَ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ أَكَلُوا فِيهَا الْعِظَامَ وَالْمَيْتَةَ مِنْ الْجَهْدِ حَتَّى جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَرَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنْ الْجُوعِ قَالُوا { رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ } فَقِيلَ لَهُ إِنْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَادُوا فَدَعَا رَبَّهُ فَكَشَفَ عَنْهُمْ فَعَادُوا فَانْتَقَمَ اللَّهُ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ إِلَى قَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ }
عن مسروق قال: «دخلت على عبد الله ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه، فقال: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف، ف...
عن مسروق قال: قال عبد الله : «إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وقال: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} فإن رسول الله صلى الله عليه...
عن عبد الله قال: «خمس قد مضين: اللزام، والروم، والبطشة، والقمر، والدخان».<br>
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: «يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنه...
عن يوسف بن ماهك قال: «كان مروان على الحجاز، استعمله معاوية، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا،...
عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم.<br> 4829...
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال له: مه، قالت: هذا مقام...
عن زيد بن أسلم، عن أبيه : «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطاب يسير معه ليلا، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه...
عن أنس رضي الله عنه: «{إنا فتحنا لك فتحا مبينا} قال: الحديبية».<br>