حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

علمت النظائر التي كان النبي ﷺ يقرؤهن اثنين اثنين في كل ركعة - صحيح البخاري

صحيح البخاري | كتاب فضائل القرآن باب تأليف القرآن (حديث رقم: 4996 )


4996- قال ‌عبد الله : «قد علمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهن اثنين اثنين في كل ركعة، فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه، فقال: عشرون سورة من أول المفصل، على تأليف ابن مسعود، آخرهن الحواميم، {حم} الدخان، و {عم يتساءلون}».

أخرجه البخاري


(تأليف ابن مسعود) ترتيبه لسور القرآن وهو يختلف عن الترتيب المشهور والترتيب المشهور هو المجمع عليه

شرح حديث ( علمت النظائر التي كان النبي ﷺ يقرؤهن اثنين اثنين في كل ركعة)

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

الْحَدِيث الْرَّابِع : حَدِيث ابْن مَسْعُود أَيْضا ‏ ‏قَوْله : ( عَنْ شَقِيق ) ‏ ‏هُوَ اِبْن سَلَمَة وَهُوَ أَبُو وَائِل مَشْهُور بِكُنْيَتِهِ أَكْثَر مِنْ اِسْمه : وَفِي رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ عَنْ شُعْبَة عَنْ الْأَعْمَش " سَمِعْت أَبَا وَائِل " أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ.
‏ ‏قَوْله : ( قَالَ عَبْد اللَّه ) ‏ ‏سَيَأْتِي فِي " بَاب التَّرْتِيل " بِلَفْظِ " غَدَوْنَا عَلَى عَبْد اللَّه " وَهُوَ اِبْن مَسْعُود.
‏ ‏قَوْله : ( لَقَدْ تَعَلَّمْت النَّظَائِر ) ‏ ‏تَقَدَّمَ شَرْحه مُسْتَوْفًى فِي " بَاب الْجَمْع بَيْن سُورَتَيْنِ فِي الصَّلَاة " مِنْ أَبْوَاب صِفَة الصَّلَاة , وَفِيهِ أَسْمَاء السُّوَر الْمَذْكُورَة , وَأَنَّ فِيهِ دَلَالَة عَلَى أَنَّ تَأْلِيف مُصْحَف اِبْن مَسْعُود عَلَى غَيْر تَأْلِيف الْعُثْمَانِيّ , وَكَانَ أَوَّله الْفَاتِحَة ثُمَّ الْبَقَرَة ثُمَّ النِّسَاء ثُمَّ آلَ عِمْرَان وَلَمْ يَكُنْ عَلَى تَرْتِيب النُّزُول , وَيُقَال إِنَّ مُصْحَف عَلِيّ كَانَ عَلَى تَرْتِيب النُّزُول أَوَّله اِقْرَأْ ثُمَّ الْمُدَّثِّر ثُمَّ ن وَالْقَلَم ثُمَّ الْمُزَّمِّل ثُمَّ تَبَّتْ ثُمَّ التَّكْوِير ثُمَّ سَبِّحْ وَهَكَذَا إِلَى آخِر الْمَكِّيّ ثُمَّ الْمَدَنِيّ وَاَللَّه أَعْلَم.
‏ ‏وَأَمَّا تَرْتِيب الْمُصْحَف عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ الْآن فَقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر الْبَاقِلَّانِيّ : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي أَمَرَ بِتَرْتِيبِهِ هَكَذَا , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مِنْ اِجْتِهَاد الصَّحَابَة , ثُمَّ رُجِّحَ الْأَوَّل بِمَا سَيَأْتِي فِي الْبَاب الَّذِي بَعْد هَذَا أَنَّهُ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَارِض بِهِ جِبْرِيل فِي كُلّ سَنَة.
فَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّهُ عَارَضَهُ بِهِ هَكَذَا عَلَى هَذَا التَّرْتِيب , وَبِهِ جَزَمَ اِبْن الْأَنْبَارِيّ , وَفِيهِ نَظَر , بَلْ الَّذِي يَظْهَر أَنَّهُ كَانَ يُعَارِضهُ بِهِ عَلَى تَرْتِيب النُّزُول.
نَعَمْ تَرْتِيب بَعْض السُّوَر عَلَى بَعْض أَوْ مُعْظَمهَا لَا يَمْتَنِع أَنْ يَكُون تَوْقِيفًا وَإِنْ كَانَ بَعْضه مِنْ اِجْتِهَاد بَعْض الصَّحَابَة , وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَد وَأَصْحَاب السُّنَن وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس قَالَ " قُلْت لِعُثْمَان : مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى الْأَنْفَال وَهِيَ مِنْ الْمَثَانِي وَإِلَى بَرَاءَة وَهِيَ مِنْ الْمُبِين فَقَرَنْتُمْ بِهِمَا وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنهمَا سَطْر بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم وَوَضَعْتُمُوهُمَا فِي السَّبْع الطِّوَال ؟ فَقَالَ عُثْمَان : كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرًا مَا يَنْزِل عَلَيْهِ السُّورَة ذَات الْعَدَد , فَإِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الشَّيْء - يَعْنِي مِنْهَا - دَعَا بَعْض مَنْ كَانَ يَكْتُب فَيَقُول : ضَعُوا هَؤُلَاءِ الْآيَات فِي السُّورَة الَّتِي يُذْكَر فِيهَا كَذَا , وَكَانَتْ الْأَنْفَال مِنْ أَوَائِل مَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ وَبَرَاءَة مِنْ آخِر الْقُرْآن وَكَانَ قِصَّتهَا شَبِيهَة بِهَا فَظَنَنْت أَنَّهَا مِنْهَا.
فَقُبِضَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيِّن لَنَا أَنَّهَا مِنْهَا ا ه.
فَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ تَرْتِيب الْآيَات فِي كُلّ سُورَة كَانَ تَوْقِيفًا , وَلَمَّا لَمْ يُفْصِح النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمْرِ بَرَاءَة أَضَافَهَا عُثْمَان إِلَى الْأَنْفَال اِجْتِهَادًا مِنْهُ رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ.
وَنَقَلَ صَاحِب " الْإِقْنَاع " أَنَّ الْبَسْمَلَة لِبَرَاءَة ثَابِتَة فِي مُصْحَف اِبْن مَسْعُود , قَالَ : وَلَا يُؤْخَذ بِهَذَا.
وَكَانَ مِنْ عَلَامَة اِبْتِدَاء السُّورَة نُزُول " بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم " أَوَّل مَا يَنْزِل شَيْء مِنْهَا كَمَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان وَالْحَاكِم مِنْ طَرِيق عَمْرو بْن دِينَار عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ " كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَعْلَم خَتْم السُّورَة حَتَّى يَنْزِل بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم " وَفِي رِوَايَة " فَإِذَا نَزَلَتْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم عَلِمُوا أَنَّ السُّورَة قَدْ اِنْقَضَتْ " وَمِمَّا يَدُلّ عَلَى أَنَّ تَرْتِيب الْمُصْحَف كَانَ تَوْقِيفًا مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَغَيْرهمَا عَنْ أَوْس بْن أَبِي أَوْس حُذَيْفَة الثَّقَفِيّ قَالَ " كُنْت فِي الْوَفْد الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِنْ ثَقِيف " فَذَكَرَ الْحَدِيث وَفِيهِ " فَقَالَ لَنَا رَسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبِي مِنْ الْقُرْآن فَأَرَدْت أَنْ لَا أَخْرُج حَتَّى أَقْضِيه.
قَالَ فَسَأَلْنَا أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا : كَيْف تُحَزِّبُونَ الْقُرْآن ؟ قَالُوا : نُحَزِّبُهُ ثَلَاث سُوَر وَخَمْس سُوَر وَسَبْع سُوَر وَتِسْع سُوَر وَإِحْدَى عَشْرَة وَثَلَاث عَشْرَة , وَحِزْب الْمُفَصَّل مِنْ ق حَتَّى تَخْتِم.
‏ ‏قُلْت : فَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ تَرْتِيب السُّوَر عَلَى مَا هُوَ فِي الْمُصْحَف الْآن كَانَ فِي عَهْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَيَحْتَمِل أَنَّ الَّذِي كَانَ مُرَتَّبًا حِينَئِذٍ حِزْب الْمُفَصَّل خَاصَّة , بِخِلَافِ مَا عَدَاهُ فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون كَانَ فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير كَمَا ثَبَتَ مِنْ حَدِيث حُذَيْفَة " أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ النِّسَاء بَعْد الْبَقَرَة قَبْل آلَ عُمْرَانِ " وَيُسْتَفَاد مِنْ هَذَا الْحَدِيث - حَدِيث أَوْس - أَنَّ الرَّاجِح فِي الْمُفَصَّل أَنَّهُ مِنْ أَوَّل سُورَة ق إِلَى آخِر الْقُرْآن , لَكِنَّهُ مَبْنِيّ عَلَى أَنَّ الْفَاتِحَة لَمْ تُعَدّ فِي الثُّلُث الْأَوَّل فَإِنَّهُ يَلْزَم مِنْ عَدّهَا أَنْ يَكُون أَوَّل الْمُفَصَّل مِنْ الْحُجُرَات وَبِهِ جَزَمَ جَمَاعَة مِنْ الْأَئِمَّة , وَقَدْ نَقَلْنَا الِاخْتِلَاف فِي تَحْدِيده فِي " بَاب الْجَهْر بِالْقِرَاءَةِ فِي الْمُغْرِب " مِنْ أَبْوَاب صِفَة الصَّلَاة , وَاَللَّه أَعْلَم.


حديث قد علمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهن اثنين اثنين في كل

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدَانُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي حَمْزَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْأَعْمَشِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏شَقِيقٍ ‏ ‏قَالَ قَالَ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ ‏ ‏لَقَدْ تَعَلَّمْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقْرَؤُهُنَّ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَقَامَ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ ‏ ‏وَدَخَلَ مَعَهُ ‏ ‏عَلْقَمَةُ ‏ ‏وَخَرَجَ ‏ ‏عَلْقَمَةُ ‏ ‏فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ عِشْرُونَ سُورَةً مِنْ أَوَّلِ ‏ ‏الْمُفَصَّلِ ‏ ‏عَلَى تَأْلِيفِ ‏ ‏ابْنِ مَسْعُودٍ ‏ ‏آخِرُهُنَّ الْحَوَامِيمُ ‏ ‏حم الدُّخَانِ ‏ ‏وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح البخاري

كان جبريل يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ

عن ‌ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رم...

كان يعرض على النبي ﷺ القرآن كل عام مرة

عن ‌أبي هريرة قال: «كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين ف...

قول رسول الله ﷺ خذوا القرآن من أربعة

عن ‌مسروق: «ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: خذوا القرآن من أربعة، من عبد الله بن مسعود،...

لقد أخذت من في رسول الله ﷺ بضعا وسبعين سورة

عن ‌شقيق بن سلمة قال: خطبنا ‌عبد الله فقال: «والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله ع...

قرأ ابن مسعود سورة يوسف فقال رجل ما هكذا أنزلت

عن ‌علقمة قال: «كنا بحمص، فقرأ ابن مسعود سورة يوسف، فقال رجل: ما هكذا أنزلت، قال:قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحسنت، ووجد منه ريح الخمر...

ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت

عن ‌مسروق قال: قال ‌عبد الله رضي الله عنه: «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله: إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله، إل...

جمع القرآن على عهد النبي ﷺ أربعة كلهم من الأنصار...

حدثنا ‌قتادة قال: «سألت أنس بن مالك رضي الله عنه: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل...

مات النبي ﷺ ولم يجمع القرآن غير أربعة

عن ‌أنس قال: «مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه».<br>

قال عمر أبي أقرؤنا وإنا لندع من لحن أبي

عن ‌سعيد بن جبير، عن ‌ابن عباس قال: قال ‌عمر : «أبي أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبي»، وأبي يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أتركه لشيء...