5505- عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ أخبره «أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنما بسلع، فأصيبت شاة منها فأدركتها فذبحتها بحجر، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كلوها.»
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله ( فَذَبَحَتْهَا ) فِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيّ " فَذَكَّتْهَا " وَوَقَعَ فِي رِوَايَة مَعْن بْن عِيسَى عَنْ مَالِك فِي " الْمُوَطَّأ " فَأَدْرَكَتْ ذَكَاتهَا بِحَجَرٍ.
قَوْله ( فَسُئِلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) فِي رِوَايَة اللَّيْث " فَكَسَرَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْهَا بِهِ فَأَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ : كُلُوهَا " فَيُسْتَفَاد مِنْ رِوَايَته تَعْيِين الَّذِي سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ , وَقَدْ سَبَقَ فِي الْبَاب الَّذِي قَبْله مِنْ رِوَايَة جُوَيْرِيَةَ عَنْ نَافِع فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنْ رِوَايَة عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر فِيهِ عَلَى الشَّكّ وَاَللَّه أَعْلَم.
وَفِي الْحَدِيث تَصْدِيق الْأَجِير الْأَمِين فِيمَا اؤْتُمِنَ عَلَيْهِ حَتَّى يَظْهَر عَلَيْهِ دَلِيل الْخِيَانَة.
وَفِيهِ جَوَاز تَصَرُّف الْأَمِين كَالْمُودِعِ بِغَيْرِ إِذْن الْمَالِك بِالْمَصْلَحَةِ , وَقَدْ تَقَدَّمَتْ تَرْجَمَة الْمُصَنِّف بِذَلِكَ فِي كِتَاب الْوَكَالَة , وَقَالَ اِبْن الْقَاسِم : إِذَا ذَبَحَ الرَّاعِي شَاة بِغَيْرِ إِذْن الْمَالِك وَقَالَ خَشِيت عَلَيْهَا الْمَوْت لَمْ يَضْمَن عَلَى ظَاهِر هَذَا الْحَدِيث , وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الْجَارِيَة كَانَتْ أَمَة لِصَاحِبِ الْغَنَم فَلَا يُتَصَوَّر تَضْمِينهَا , وَعَلَى تَقْدِير أَنْ تَكُون غَيْر مِلْكه فَلَمْ يُنْقَل فِي الْحَدِيث أَنَّهُ أَرَادَ تَضْمِينهَا , وَكَذَا لَوْ أَنْزَى عَلَى الْإِنَاث فَحْلًا بِغَيْرِ إِذْن فَهَلَكَتْ , قَالَ اِبْن الْقَاسِم لَا يَضْمَن لِأَنَّهُ مِنْ صَلَاح الْمَال , وَقَدْ أَوْمَأَ الْبُخَارِيّ فِي كِتَاب الْوَكَالَة إِلَى مُوَافَقَته حَيْثُ قَدَّمَ الْجَوَاز بِقَصْدِ الْإِصْلَاح , وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَان ذَلِكَ , وَفِيهِ جَوَاز أَكْل مَا ذُبِحَ بِغَيْرِ إِذْن مَالِكه وَلَوْ ضَمِنَ الذَّابِح , وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ طَاوُسٌ وَعِكْرِمَة كَمَا سَيَأْتِي فِي أَوَاخِر كِتَاب الذَّبَائِح , وَهُوَ قَوْل إِسْحَاق وَأَهْل الظَّاهِر , وَإِلَيْهِ جَنَحَ الْبُخَارِيّ لِأَنَّهُ أَوْرَدَ فِي الْبَاب الْمَذْكُور حَدِيث رَافِع بْن خَدِيج فِي الْأَمْر بِإِكْفَاءِ الْقُدُور وَقَدْ سَبَقَ مَا فِيهِ , وَعُورِضَ بِحَدِيثِ الْبَاب , وَبِمَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ قَوِيّ مِنْ طَرِيق عَاصِم بْن كُلَيْب عَنْ أَبِيهِ فِي قِصَّة الشَّاة الَّتِي ذَبَحَتْهَا الْمَرْأَة بِغَيْرِ إِذْن صَاحِبهَا فَامْتَنَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَكْلهَا لَكِنَّهُ قَالَ " أَطْعِمُوهَا الْأُسَارَى " فَلَوْ لَمْ تَكُنْ ذَكِيَّة مَا أَمَرَ بِإِطْعَامِهَا الْأُسَارَى.
وَفِيهِ جَوَاز أَكْل مَا ذَبَحَتْهُ الْمَرْأَة سَوَاء كَانَتْ حُرَّة أَوْ أَمَة كَبِيرَة أَوْ صَغِيرَة مُسْلِمَة أَوْ كِتَابِيَّة طَاهِرًا أَوْ غَيْر طَاهِر , لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِأَكْلِ مَا ذَبَحَتْهُ وَلَمْ يَسْتَفْصِل , نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الشَّافِعِيّ , وَهُوَ قَوْل الْجُمْهُور , وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي صَدْر الْبَاب.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ سَعْدٍ أَوْ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا بِسَلْعٍ فَأُصِيبَتْ شَاةٌ مِنْهَا فَأَدْرَكَتْهَا فَذَبَحَتْهَا بِحَجَرٍ فَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ كُلُوهَا
عن رافع بن خديج قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل يعني ما أنهر الدم إلا السن والظفر.»
عن عائشة رضي الله عنها: «أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن قوما يأتونا باللحم لا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا، فقال: سموا عليه أنتم وكلوه»...
عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: «كنا محاصرين قصر خيبر فرمى إنسان بجراب فيه شحم، فنزوت لآخذه فالتفت، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم فاستحييت منه»...
عن رافع بن خديج قال: «قلت: يا رسول الله، إنا لاقو العدو غدا وليست معنا مدى، فقال: اعجل أو أرن ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل، ليس السن والظفر، وسأحدث...
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: «نحرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرسا فأكلناه.»
عن أسماء قالت: «ذبحنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا ونحن بالمدينة فأكلناه.»
عن أسماء بنت أبي بكر قالت: «نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا فأكلناه» تابعه وكيع وابن عيينة عن هشام في النحر.<br>
عن هشام بن زيد قال: «دخلت مع أنس على الحكم بن أيوب، فرأى غلمانا أو فتيانا نصبوا دجاجة يرمونها، فقال أنس: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تصبر البهائم...
عن ابن عمر رضي الله عنهما، «أنه دخل على يحيى بن سعيد، وغلام من بني يحيى رابط دجاجة يرميها، فمشى إليها ابن عمر حتى حلها، ثم أقبل بها وبالغلام معه، فقا...