5637- عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة من العرب، فأمر أبا أسيد الساعدي أن يرسل إليها، فأرسل إليها فقدمت، فنزلت في أجم بني ساعدة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاءها، فدخل عليها، فإذا امرأة منكسة رأسها، فلما كلمها النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: أعوذ بالله منك، فقال: قد أعذتك مني، فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ قالت: لا، قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليخطبك، قالت: كنت أنا أشقى من ذلك، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه، ثم قال: اسقنا يا سهل، فخرجت لهم بهذا القدح فأسقيتهم فيه فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه، قال: ثم استوهبه عمر بن عبد العزيز بعد ذلك فوهبه له.»
أخرجه مسلم في الأشربة باب عقوبة من شرب الخمر إذا لم يتب منها.
.
رقم 2007
(امرأة) هي الجونية
(أجم) بناء يشبه القصر وهو من حصون المدينة
(منكسة.
.
) مائلة برأسها إلى الأرض تنظر إليها
(أشقى من ذلك) تريد أنها كانت شقية إذا فاتها التزويج برسول الله صلى الله عليه وسلم
(سقيفة) السقيفة كل بناء سقفت به صفة أو شبهها مما يكون بارزا وسقيفة بني ساعدة التي اجتمع فيها المهاجرون والأنصار وبايعوا أبا بكر رضي الله عنه
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
حَدِيث سَهْل بْن سَعْد فِي قِصَّة الْجَوْنِيَّة بِفَتْحِ الْجِيم وَسُكُون الْوَاو ثُمَّ نُون فِي قِصَّة اِسْتِعَاذَتهَا لَمَّا جَاءَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبهَا , وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْح قِصَّتهَا فِي أَوَّل كِتَاب الطَّلَاق , وَقَوْله فِي هَذِهِ الطَّرِيق : " فَنَزَلَتْ فِي أُجُم " بِضَمِّ الْهَمْزَة وَالْجِيم هُوَ بِنَاء يُشْبِه الْقَصْر , وَهُوَ مِنْ حُصُون الْمَدِينَة , وَالْجَمْع آجَام مِثْل أُطُم وَآطَام.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْأُطُم وَالْأُجُم بِمَعْنًى , وَأَغْرَبَ الدَّاوُدِيّ فَقَالَ : الْآجَام الْأَشْجَار وَالْحَوَائِط , وَمِثْله قَوْل الْكَرْمَانِيُّ : الْأُجُم بِفَتْحَتَيْنِ جَمْع أَجَمَة وَهِيَ الْغَيْضَة.
قَوْله : ( قَالَتْ : أَنَا كُنْت أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ ) لَيْسَ أَفْعَل التَّفْضِيل فِيهِ عَلَى ظَاهِره , بَلْ مُرَادهَا إِثْبَات الشَّقَاء لَهَا لِمَا فَاتَهَا مِنْ التَّزَوُّج بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْله : ( فَأَقْبَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَلَسَ فِي سَقِيفَة بَنِي سَاعِدَة ) هُوَ الْمَكَان الَّذِي وَقَعَتْ فِيهِ الْبَيْعَة لِأَبِي بَكْر الصِّدِّيق بِالْخِلَافَةِ.
قَوْله : ( ثُمَّ قَالَ : اِسْقِنَا يَا سَهْل ) فِي رِوَايَة مُسْلِم مِنْ هَذَا الْوَجْه " اِسْقِنَا لِسَهْلٍ " أَيْ قَالَ لِسَهْلٍ اِسْقِنَا , وَوَقَعَ عِنْد أَبِي نُعَيْم " فَقَالَ اِسْقِنَا يَا أَبَا سَعْد " وَاَلَّذِي أَعْرِفهُ فِي كُنْيَة سَهْل بْن سَعْد أَبُو الْعَبَّاس , فَلَعَلَّ لَهُ كُنْيَتَيْنِ , أَوْ كَانَ الْأَصْل يَا اِبْن سَعْد فَتَحَرَّفَتْ.
قَوْله : ( فَأَخْرَجْت لَهُمْ هَذَا الْقَدَح ) فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي " فَخَرَجْت لَهُمْ بِهَذَا الْقَدَح ".
قَوْله : ( فَأَخْرَجَ لَنَا سَهْل ) قَائِل ذَلِكَ هُوَ أَبُو حَازِم الرَّاوِي عَنْهُ , وَصَرَّحَ بِذَلِكَ مُسْلِم فِي رِوَايَته.
قَوْله : ( ثُمَّ اِسْتَوْهَبَهُ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بَعْد ذَلِكَ فَوَهَبَهُ لَهُ ) كَانَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز حِينَئِذٍ قَدْ وَلِيَ إِمْرَة الْمَدِينَة , وَلَيْسَتْ الْهِبَة هُنَا حَقِيقَة , بَلْ مِنْ جِهَة الِاخْتِصَاص.
وَفِي الْحَدِيث التَّبَسُّط عَلَى الصَّاحِب وَاسْتِدْعَاء مَا عِنْده مِنْ مَأْكُول وَمَشْرُوب , وَتَعْظِيمه بِدُعَائِهِ بِكُنْيَتِهِ , وَالتَّبَرُّك بِآثَارِ الصَّالِحِينَ , وَاسْتِيهَاب الصِّدِّيق مَا لَا يَشُقّ عَلَيْهِ هِبَته , وَلَعَلَّ سَهْلًا سَمَحَ بِذَلِكَ لِبَدَلٍ كَانَ عِنْده مِنْ ذَلِكَ الْجِنْس أَوْ لِأَنَّهُ كَانَ مُحْتَاجًا فَعَوَّضَهُ الْمُسْتَوْهِب مَا يَسُدّ بِهِ حَاجَته , وَاَللَّه أَعْلَم.
وَمُنَاسَبَته لِلتَّرْجَمَةِ ظَاهِرَة مِنْ جِهَة رَغْبَة الَّذِينَ سَأَلُوا سَهْلًا أَنْ يُخْرِج لَهُمْ الْقَدَح الْمَذْكُور لِيَشْرَبُوا فِيهِ تَبَرُّكًا بِهِ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ مِنْ الْعَرَبِ فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهَا فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَقَدِمَتْ فَنَزَلَتْ فِي أُجُمِ بَنِي سَاعِدَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَهَا فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَإِذَا امْرَأَةٌ مُنَكِّسَةٌ رَأْسَهَا فَلَمَّا كَلَّمَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَقَالَ قَدْ أَعَذْتُكِ مِنِّي فَقَالُوا لَهَا أَتَدْرِينَ مَنْ هَذَا قَالَتْ لَا قَالُوا هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ لِيَخْطُبَكِ قَالَتْ كُنْتُ أَنَا أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ حَتَّى جَلَسَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ثُمَّ قَالَ اسْقِنَا يَا سَهْلُ فَخَرَجْتُ لَهُمْ بِهَذَا الْقَدَحِ فَأَسْقَيْتُهُمْ فِيهِ فَأَخْرَجَ لَنَا سَهْلٌ ذَلِكَ الْقَدَحَ فَشَرِبْنَا مِنْهُ قَالَ ثُمَّ اسْتَوْهَبَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ ذَلِكَ فَوَهَبَهُ لَهُ
عن عاصم الأحول قال: «رأيت قدح النبي صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك، وكان قد انصدع فسلسله بفضة، قال: وهو قدح جيد عريض من نضار، قال: قال أنس: لقد س...
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما هذا الحديث قال: «قد رأيتني مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد حضرت العصر، وليس معنا ماء غير فضلة، فجعل في إناء فأتي ا...
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة ي...
و 5642- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها...
عن عبد الله بن كعب، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح مرة وتعدلها مرة، ومثل المنافق كالأرزة لا تزا...
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها، فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء...
عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يصب منه.»
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم.»
عن عبد الله رضي الله عنه، «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وهو يوعك وعكا شديدا، وقلت: إنك لتوعك وعكا شديدا، قلت: إن ذاك بأن لك أجرين؟ قال: أجل،...