6604- عن حذيفة رضي الله عنه قال: «لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة، ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه، وجهله من جهله، إن كنت لأرى الشيء قد نسيت، فأعرف ما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه.»
أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون.
.
رقم 2891
(لأرى الشيء) الذي أخبر صلى الله عليه وسلم عن وقوعه.
(قد نسيت) أي ذلك الشيء وفي نسخة (نسيته)
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله ( حَدَّثَنَا مُوسَى بْن مَسْعُودٍ ) هُوَ أَبُو حُذَيْفَة النَّهْدِيُّ , وَسُفْيَان هُوَ الثَّوْرِيُّ , قَوْله ( لَقَدْ خَطَبَنَا ) فِي رِوَايَة جَرِير عَنْ الْأَعْمَش عِنْد مُسْلِم " قَامَ فِينَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا ".
قَوْله ( إِلَّا ذَكَرَهُ ) فِي رِوَايَةِ جَرِيرٍ " إِلَّا حَدَّثَ بِهِ ".
قَوْله ( عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ ) فِي رِوَايَة جَرِير " حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ " وَزَادَ " قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ " أَيْ عَلِمُوا وُقُوع ذَلِكَ الْمَقَام وَمَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ الْكَلَام , وَقَدْ سَمَّيْت فِي أَوَّل بَدْء الْخَلْق مَنْ رَوَى نَحْوَ حَدِيث حُذَيْفَة هَذَا مِنْ الصَّحَابَة كَعُمَرَ وَأَبِي زَيْد بْن أَخْطَبَ وَأَبِي سَعِيد قَالَ وَغَيْرهمْ فَلَعَلَّ حُذَيْفَة أَشَارَ إِلَيْهِمْ أَوْ إِلَى بَعْضهمْ , وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِم مِنْ طَرِيق أَبِي إِدْرِيس الْخَوْلَانِيِّ عَنْ حُذَيْفَة " وَاَللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ كُلَّ فِتْنَةٍ كَائِنَةٍ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْن السَّاعَة , وَمَا بِي أَنْ يَكُون رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَرَّ إِلَىَّ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ يُحَدِّثُ بِهِ غَيْرِي " وَقَالَ فِي آخِره " فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْط غَيْرِي " وَهَذَا لَا يُنَاقِض الْأَوَّل بَلْ يُجْمَع بِأَنْ يُحْمَل عَلَى مَجْلِسَيْنِ , أَوْ الْمُرَاد بِالْأَوَّلِ أَعَمّ مِنْ الْمُرَاد بِالثَّانِي.
قَوْله ( إِنْ كُنْت لَأَرَى الشَّيْءَ قَدْ نَسِيت ) كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِحَذْفِ الْمَفْعُولِ , وَفِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيِّ بِإِثْبَاتِهِ وَلَفْظُهُ " نَسِيته ".
قَوْله ( فَأَعْرِفُهُ كَمَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ إِذَا غَابَ عَنْهُ فَرَآهُ فَعَرَفَهُ ) فِي رِوَايَة مُحَمَّد بْن يُوسُف عَنْ سُفْيَان عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ " كَمَا يَعْرِف الرَّجُل " بِحَذْفِ الْمَفْعُول , وَفِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيِّ " الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ غَابَ عَنْهُ ثُمَّ رَآهُ فَعَرَفَهُ " قَالَ عِيَاض : فِي هَذَا الْكَلَام تَلْفِيقٌ , وَكَذَا فِي رِوَايَة جَرِير " وَأَنَّهُ لَيَكُون مِنْهُ الشَّيْء قَدْ نَسِيته فَأَرَاهُ فَأَذْكُرهُ كَمَا يَذْكُر الرَّجُل وَجْه الرَّجُل إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ " قَالَ وَالصَّوَاب كَمَا يَنْسَى الرَّجُل وَجْهَ الرَّجُل - أَوْ كَمَا لَا يَذْكُر الرَّجُل وَجْه الرَّجُل - إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ.
قُلْت : وَاَلَّذِي يَظْهَر لِي أَنَّ الرِّوَايَة فِي الْأَصْلَيْنِ مُسْتَقِيمَة , وَتَقْدِير مَا فِي حَدِيث سُفْيَان أَنَّهُ يَرَى الشَّيْء الَّذِي كَانَ نَسِيَهُ فَإِذَا رَآهُ عَرَفَهُ وَقَوْله " كَمَا يَعْرِف الرَّجُل الرَّجُل غَابَ عَنْهُ " أَيْ الَّذِي كَانَ غَابَ عَنْهُ فَنَسِيَ صُورَته ثُمَّ إِذَا رَاهَ عَرَفَهُ , وَأَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ رِوَايَة اِبْن الْمُبَارَك عَنْ سُفْيَان بِلَفْظِ " إِنِّي لَأَرَى الشَّيْءَ نَسِيته فَأَعْرِفُهُ كَمَا يَعْرِف الرَّجُل إِلَخْ ".
( تَنْبِيهٌ ) : أَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي " الشِّفَاء " مِنْ طَرِيق أَبِي دَاوُدَ بِسَنَدِهِ إِلَى قَوْله " ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ " ثُمَّ قَالَ حُذَيْفَة " مَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَصْحَابِي أَمْ تَنَاسَوْهُ " وَاَللَّهِ مَا تَرَكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَائِد فِتْنَةٍ إِلَى أَنْ تَنْقَضِيَ الدُّنْيَا يَبْلُغُ مَنْ مَعَهُ ثَلَاثمِائَةٍ إِلَّا قَدْ سَمَّاهُ لَنَا " قُلْت : وَلَمْ أَرَ هَذِهِ الزِّيَادَة فِي كِتَاب أَبِي دَاوُدَ , وَإِنَّمَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ آخَر مُسْتَقِلٍّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ حُذَيْفَة.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَقَدْ خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ إِنْ كُنْتُ لَأَرَى الشَّيْءَ قَدْ نَسِيتُ فَأَعْرِفُ مَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ إِذَا غَابَ عَنْهُ فَرَآهُ فَعَرَفَهُ
عن علي رضي الله عنه قال: «كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عود ينكت في الأرض وقال: ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار، أو من الجنة ف...
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام: هذا من أهل ا...
عن سهل : «أن رجلا من أعظم المسلمين غناء عن المسلمين في غزوة غزاها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أحب أن ينظر إلى...
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النذر، قال: إنه لا يرد شيئا وإنما يستخرج به من البخيل.»
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يأت ابن آدم النذر بشيء لم يكن قد قدرته، ولكن يلقيه القدر وقد قدرته له أستخرج به من البخيل.»
عن أبي موسى قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فجعلنا لا نصعد شرفا، ولا نعلو شرفا، ولا نهبط في واد إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير، قال:...
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما استخلف خليفة إلا له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، وا...
عن ابن عباس قال: «ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فز...
عن ابن عباس رضي الله عنهما: «{وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت ا...