6610- عن أبي موسى قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فجعلنا لا نصعد شرفا، ولا نعلو شرفا، ولا نهبط في واد إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير، قال: فدنا منا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنما تدعون سميعا بصيرا، ثم قال: يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة، لا حول ولا قوة إلا بالله.»
(شرفا) موضعا مرتفعا يشرف على ما حوله.
(من كنوز الجنة) أي إن قولها يحصل ثوابا نفيسا مدخرا لصاحبه في الجنة
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
حَدِيث أَبِي مُوسَى وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الدَّعَوَات بِهَذَا الْإِسْنَاد بِعَيْنِهِ لَكِنْ فِيهِ سُلَيْمَان التَّيْمِيُّ بَدَل خَالِد الْحَذَّاء الْمَذْكُور هُنَا , وَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّ لِعَبْدِ اللَّه - وَهُوَ اِبْن الْمُبَارَك - فِيهِ شَيْخَيْنِ , وَقَدْ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَة سُوَيْد اِبْن نَصْر عَنْ اِبْن الْمُبَارَك عَنْ خَالِد الْحَذَّاء.
قَوْله ( كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاة ) تَقَدَّمَ فِي غَزْوَة خَيْبَر مِنْ كِتَاب الْمَغَازِي بَيَان أَنَّهَا غَزْوَةُ خَيْبَرَ.
قَوْله ( إِلَّا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ ) فِي رِوَايَة سُلَيْمَان التَّيْمِيِّ الْمَذْكُورَة " فَلَمَّا عَلَا عَلَيْهَا رَجُل نَادَى فَرَفَعَ صَوْته لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ " لَمْ أَقِفْ عَلَى اِسْم هَذَا الرَّجُل , وَيُجْمَع بِأَنَّ الْكُلّ كَبَّرُوا وَزَادَ هَذَا عَلَيْهِمْ بِالتَّهْلِيلِ , وَتَقَدَّمَ فِي رِوَايَة عَبْد الْوَاحِد مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالتَّكْبِيرِ قَوْل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ.
قَوْله ( اِرْبَعُوا ) بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَة أَيْ اُرْفُقُوا , وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانه فِي أَوَائِل الدُّعَاء , قَالَ يَعْقُوب بْن السِّكِّيت : رَبَعَ الرَّجُل يَرْبَع إِذَا رَفَقَ وَكَفَّ , وَكَذَا بَقِيَّة أَلْفَاظه.
قَالَ اِبْن بَطَّال : كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام مُعَلِّمًا لِأُمَّتِهِ فَلَا يَرَاهُمْ عَلَى حَالَة مِنْ الْخَيْر إِلَّا أَحَبَّ لَهُمْ الزِّيَادَة , فَأَحَبَّ لِلَّذِينَ رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِكَلِمَةِ الْإِخْلَاص وَالتَّكْبِير أَنْ يُضِيفُوا إِلَيْهَا التَّبَرِّي مِنْ الْحَوْل وَالْقُوَّة فَيَجْمَعُوا بَيْن التَّوْحِيد وَالْإِيمَان بِالْقَدَرِ , وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيث : " إِذَا قَالَ الْعَبْد لَا حَوْل وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ قَالَ اللَّه أَسْلَمَ عَبْدِي وَاسْتَسْلَمَ ".
قُلْت : أَخْرَجَهُ الْحَاكِم مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة بِسَنَدٍ قَوِيّ , وَفِي رِوَايَة لَهُ " قَالَ لِي يَا أَبَا هُرَيْرَة أَلَا أَدُلّك عَلَى كَنْز مِنْ كُنُوز الْجَنَّة ؟ قُلْت : بَلَى يَا رَسُول اللَّه.
قَالَ : تَقُول لَا حَوْل وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ.
فَيَقُول اللَّه أَسْلَمَ عَبْدِي وَاسْتَسْلَمَ " وَزَادَ فِي رِوَايَة لَهُ " وَلَا مَنْجَا وَلَا مَلْجَأَ مِنْ اللَّه إِلَّا إِلَيْهِ " قَوْله ( مِنْ كُنُوز الْجَنَّة ) تَقَدَّمَ الْقَوْل فِيهِ , وَحَاصِله أَنَّ الْمُرَاد أَنَّهَا مِنْ ذَخَائِر الْجَنَّة أَوْ مُحَصِّلَات نَفَائِس الْجَنَّة , قَالَ النَّوَوِيّ : الْمَعْنَى أَنَّ قَوْلهَا يُحَصِّل ثَوَابًا نَفِيسًا يُدَّخَر لِصَاحِبِهِ فِي الْجَنَّة.
وَأَخْرَجَ أَحْمَد وَالتِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان عَنْ أَيُّوب " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيم عَلَى نَبِيَّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَقَالَ : يَا مُحَمَّد مُرْ أُمَّتَك أَنْ يُكْثِرُوا مِنْ غِرَاس الْجَنَّة , قَالَ : وَمَا غِرَاس الْجَنَّة ؟ قَالَ : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاَللَّهِ ".
قَوْله ( لَا تَدْعُونَ ) كَذَا أَطْلَقَ عَلَى التَّكْبِيرِ وَنَحْوِهِ دُعَاءً مِنْ جِهَة أَنَّهُ بِمَعْنَى النِّدَاء لِكَوْنِ الذَّاكِر يُرِيد إِسْمَاع مَنْ ذَكَرَهُ وَالشَّهَادَةَ لَهُ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ فَجَعَلْنَا لَا نَصْعَدُ شَرَفًا وَلَا نَعْلُو شَرَفًا وَلَا نَهْبِطُ فِي وَادٍ إِلَّا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ قَالَ فَدَنَا مِنَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ثُمَّ قَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هِيَ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما استخلف خليفة إلا له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، وا...
عن ابن عباس قال: «ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فز...
عن ابن عباس رضي الله عنهما: «{وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت ا...
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «احتج آدم وموسى فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم: يا موسى اصطفاك الله...
عن وراد مولى المغيرة بن شعبة، قال: «كتب معاوية إلى المغيرة: اكتب إلي ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة، فأملى علي المغيرة قال: سمعت ال...
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.»
عن عبد الله قال: «كثيرا مما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلف: لا ومقلب القلوب.»
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد: خبأت لك خبيئا قال: الدخ، قال: اخسأ، فلن تعدو قدرك قال عمر: ائذن لي فأضرب عنقه...
عن عائشة رضي الله عنها: «أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فقال: كان عذابا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، ما من عب...