38- عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حدث عني حديثا وهو يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين»
حديث صحيح، ابن أبي ليلى -واسمه محمد- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع.
وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" ٨/ ٥٩٥.
وأخرجه البزار في "مسنده" (٦٢١) من طريق عبيد الله بن موسى، عن محمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (١٦٥) من طريق محمد بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب.
وهو في "مسند أحمد" (٩٠٣) من طريق الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، به.
وسيأتي برقم (٤٠) بإسناد صحيح.
قال السندي: قوله: "وهو يرى أنه كذب" بضم الياء من "يرى"، أي: يظن، قال النووي: وذكر بعض الأئمة جواز فتح الياء من "يرى"، ومعناه: يعلم، ويجوز أن يكون بمعنى: يظن أيضا، فقد حكي "رأى" بمعنى: ظن.
قلت: اعتبار الظن أبلغ وأشمل، فهو أولى، قال النووي: وقيد بذلك، لأنه لا يأثم إلا برواية ما يعلمه أو يظنه كذبا، وأما ما لا يعلمه ولا يظنه فلا إثم عليه في روايته وإن ظنه غيره كذبا أو علمه.
قلت: وهذا يدل على أنه لا إثم على من يروي وهو في شك في كونه صادقا أو كاذبا، وكذا من يروي وهو غافل عن ملاحظة الأمرين، والأقرب أن الحديث يدل مفهوما على أن غير الظان لا يعد من جملة الكاذبين عليه - صلى الله عليه وسلم -، وأما أنه لا يأثم فلا، فليتأمل.
قوله: "فهو أحد الكاذبين"، قال النووي: المشهور روايته بصيغة الجمع، أي: فهو واحد من جملة الواضعين للحديث، والمقصود أن الرواية مع العلم بوضع الحديث كوضعه، قالوا: هذا إذا لم يبين وضعه، وقد جاء بصيغة التثنية والمراد: أن الراوي له يشارك الواضع في الإثم، قال الطيبي: فهو كقولهم: القلم أحد اللسانين، والجد أحد الأبوين، كأنه يشير إلى ترجيح التثنية بكثرة وقوعها في أمثاله، فهو المتبادر إلى الأفهام.
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( وَهُوَ يُرَى أَنَّهُ كَذِب ) بِضَمِّ الْيَاء مِنْ يَرَى أَيْ مَنْ يَظُنّ قَالَ النَّوَوِيّ وَذَكَرَ بَعْض الْأَئِمَّة جَوَاز فَتْح الْيَاء مِنْ يَرَى وَمَعْنَاهُ يَعْلَم وَيَجُوز أَنْ يَكُون بِمَعْنَى يَظُنّ أَيْضًا فَقَدْ حُكِيَ رَأَى بِمَعْنَى ظَنَّ قُلْت اِعْتِبَار الظَّنّ أَبْلَغ وَأَشْمَل فَهُوَ أَوْلَى قَالَ النَّوَوِيّ وَقَيَّدَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يَأْثَم إِلَّا بِرِوَايَةِ مَا يَعْلَمهُ أَوْ يَظُنّهُ كَذِبًا وَأَمَّا مَا لَا يَعْلَمهُ وَلَا يَظُنّهُ فَلَا إِثْم عَلَيْهِ فِي رِوَايَته وَإِنْ ظَنَّهُ غَيْره كَذِبًا أَوْ عَلِمَهُ قُلْت وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ لَا إِثْم عَلَى مَنْ يَرْوِي وَهُوَ فِي شَكّ فِي كَوْنه صَادِقًا أَوْ كَاذِبًا وَكَذَا مَنْ يَرْوِي وَهُوَ غَافِل عَنْ مُلَاحَظَة الْأَمْرَيْنِ وَالْأَقْرَب أَنَّ الْحَدِيث يَدُلّ مَفْهُومًا عَلَى أَنَّ غَيْر الظَّانّ لَا يُعَدّ مِنْ جُمْلَة الْكَاذِبِينَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّا أَنَّهُ لَا يَأْثَم فَلَا فَلْيَتَأَمَّلْ قَوْله ( فَهُوَ أَحَد الْكَاذِبِينَ ) قَالَ النَّوَوِيّ الْمَشْهُور رِوَايَته بِصِيغَةِ الْجَمْع أَيْ فَهُوَ وَاحِد مِنْ جُمْلَة الْوَاضِعِينَ الْحَدِيث وَالْمَقْصُود أَنَّ الرِّوَايَة مَعَ الْعِلْم بِوَضْعِ الْحَدِيث كَوَضْعِهِ قَالُوا هَذَا إِذَا لَمْ يُبَيِّن وَضْعه وَقَدْ جَاءَ بِصِيغَةِ التَّثْنِيَة وَالْمُرَاد أَنَّ الرَّاوِي لَهُ يُشَارِك الْوَاضِع فِي الْإِثْم قَالَ الطِّيبِيُّ فَهُوَ كَقَوْلِهِمْ الْقَلَم أَحَد اللِّسَانَيْنِ وَالْجَدّ أَحَد الْأَبَوَيْنِ كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى تَرْجِيح التَّثْنِيَة بِكَثْرَةِ وُقُوعهَا فِي أَمْثَاله فَهُوَ الْمُتَبَادَر إِلَى الْأَفْهَام.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَيْنِ
عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حدث عني حديثا وهو يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين»
عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين» حدثنا محمد بن عبد الله قال: أنبأنا الحسن بن موسى الأشيب،...
عن المغيرة بن شعبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين»
حدثنا عبد الله بن العلاء يعني ابن زبر قال: حدثني يحيى بن أبي المطاع، قال: سمعت العرباض بن سارية، يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم،...
عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، أنه سمع العرباض بن سارية، يقول: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا...
عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، كأنه منذر جيش يقول: «صبحكم مساكم» ويقول: «بعثت...
عن عبد الله بن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنما هما اثنتان، الكلام والهدي، فأحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد، ألا وإياكم...
عن عائشة، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} [آل عمران: ٧] إلى قول...
عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل» ثم تلا هذه الآية {بل هم قوم خصمون} [الزخرف: ٥٨]