197- عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يمين الله ملأى، لا يغيضها شيء، سحاء الليل والنهار، وبيده الأخرى الميزان، يرفع القسط ويخفض، قال: أرأيت ما أنفق منذ خلق الله السموات والأرض؟ فإنه لم ينقص مما في يديه شيئا "
حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن رواه بالعنعنة- تابعه السفيانان وغيرهما.
وأخرجه البخاري (٤٦٨٤)، ومسلم (٩٩٣) (٣٦)، والترمذي (٣٢٩٤)، والنسائي في "الكبرى" (٧٦٨٦) و (١١١٧٥) من طريق أبي الزناد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٧٤١٩)، ومسلم (٩٩٣) (٣٧) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وهو في "مسند أحمد" (١٠٥٠٠)، و"صحيح ابن حبان" (٧٢٥).
قوله: "سحاء"، قال السندي: بتشديد الحاء والمد: دائمة الصب بالعطاء، من سح سحا، وروي بالتنوين مصدرا، قيل: ما أتم هذه البلاغة، وأحسن هذه الاستعارة، فلقد نبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ على معاني دقيقة، منها: وصف يده تعالى في الإعطاء بالتفوق والاستعلاء، فإن السح إنما يكون من علو، ومنها: أن العطية عن ظهر غنى، لأن المائع إذا انصب من فوق انصب بسهولة، ومنها جزالة عطاياه سبحانه، فإن السح يستعمل فيما ارتفع عن حد التقاطر إلى حد السيلان، ومنها: أنه لا مانع لها، لأن الماء إذا أخذ في الانصباب من فوق لم يستطع أحد أن يرده.
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( يَمِين اللَّه ) قِيلَ أُرِيدَ بِالْيَمِينِ النِّعَم وَمَعْنَى مَلْأَى كَثِيرَة الْعَطَاء وَقِيلَ أُرِيدَ بِالْيَمِينِ الْخَزَائِن الَّتِي تَتَصَرَّف فِيهَا بِالْيَمِينِ ( لَا يَغِيضهَا ) لَا يُنْقِصهَا خَيْر بَعْد خَيْر ( سَحَّاء ) بِتَشْدِيدِ الْحَاء وَالْمَدّ دَائِمَة الصَّبّ بِالْعَطَاءِ مِنْ سَحَّ سَحًّا وَرُوِيَ بِالتَّنْوِينِ مَصْدَرًا قِيلَ مَا أَتَمّ هَذِهِ الْبَلَاغَة وَأَحْسَن هَذِهِ الِاسْتِعَارَة فَلَقَدْ نَبَّهَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا اللَّفْظ عَلَى مَعَانٍ دَقِيقَة مِنْهَا وَصْف يَده تَعَالَى فِي الْإِعْطَاء بِالتَّفَوُّقِ وَالِاسْتِعْلَاء فَإِنَّ السُّحّ إِنَّمَا يَكُون مِنْ عُلُوّ وَمِنْهَا أَنَّهَا الْمُعْطِيَة عَنْ ظَهْر غِنًى لِأَنَّ الْمَائِع إِذَا اِنْصَبَّ مِنْ فَوْق اِنْصَبَّ بِسُهُولَةِ وَمِنْهَا جَزَالَة عَطَايَاهُ سُبْحَانه فَإِنَّ السُّحّ يَسْتَعْمِل فِيمَا اِرْتَفَعَ عَنْ حَدّ التَّقَاطُر إِلَى حَدّ السَّيْلَانِ وَمِنْهَا أَنَّهُ لَا مَانِع لَهَا لِأَنَّ الْمَاء إِذَا أَخَذَ فِي الِانْصِبَاب مِنْ فَوْق لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَد أَنْ يَرُدّهُ قَوْله ( اللَّيْل وَالنَّهَار ) ظَرْف لِسَحَّاء وَالْمُرَاد بِهِ عَدَم الِانْقِطَاع لِمَادَّةِ عَطَائِهِ تَعَالَى قَوْله ( وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى ) قُلْت هَذَا اللَّفْظ مَعْنَاهُ كَمَا ذَكَرُوا فِي الْيَمِين مِنْ الْمَجَاز فَلْيُتَأَمَّلْ وَالْوَجْه مَذْهَب السَّلَف فَالْوَاجِب فِيهِ وَفِي أَمْثَاله الْإِيمَان بِمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث وَالتَّسْلِيم وَتَرْك التَّصَرُّف فِيهِ لِلْعَقْلِ وَيَسْتَقِلّ بِنَوْعِ بَسْط قَوْله ( يَرْفَع الْقِسْط وَيَخْفِضهُ ) قِيلَ هُوَ إِشَارَة إِلَى إِنْزَال الْعَدْل إِلَى الْأَرْض مَرَّة وَرَفْعه أُخْرَى قَوْله ( مَا أَنْفَقَ ) أَيْ قَدْر مَا أَنْفَقَ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَقَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينُ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا شَيْءٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْمِيزَانُ يَرْفَعُ الْقِسْطَ وَيَخْفِضُ قَالَ أَرَأَيْتَ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَمْ يَنْقُصْ مِمَّا فِي يَدَيْهِ شَيْئًا
عن عبد الله بن عمر، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: «يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده، وقبض بيده فجعل يقبضها ويبسطها» ،...
عن النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه» وكان...
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليضحك إلى ثلاثة: للصف في الصلاة، وللرجل يصلي في جوف الليل، وللرجل يقاتل، أراه قا...
عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في الموسم، فيقول: «ألا رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ...
عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {كل يوم هو في شأن} [الرحمن: ٢٩] ، قال: «من شأنه أن يغفر ذنبا، ويفرج كربا، ويرفع قوما، ويخفض...
عن المنذر بن جرير، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سن سنة حسنة فعمل بها، كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها، لا ينقص من أجورهم شيئا،...
عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم: فحث عليه، فقال رجل، عندي كذا وكذا، قال، فما بقي في المجلس رجل إلا تصدق عليه بما قل أو كثر، فق...
عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «أيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع، فإن له مثل أوزار من اتبعه، ولا ينقص من أوزارهم شيئا، وأيما دا...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة،...