337-
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من استجمر فليوتر، من فعل ذلك فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن تخلل فليلفظ، ومن لاك فليبتلع، من فعل ذاك فقد أحسن، ومن لا فلا حرج.
ومن أتى الخلاء فليستتر.
فإن لم يجد إلا كثيبا من رمل فليمدده عليه، فإن الشيطان يلعب بمقاعد ابن آدم.
من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج» .
(1) 338- حدثنا عبد الرحمن بن عمر قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح بإسناده نحوه.
وزاد فيه «ومن اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن لاك فليبتلع» (2)
(١) إسناده ضعيف، حصين الحميري- ثم الحبراني- مجهول تفرد بالرواية عنه ثور بن يزيد الحمصي، وقوله: "عن أبي سعد الخير" وهم من بعض الرواة، وإنما هو أبو سعيد الحبراني، فالصواب التفريق بينهما كما قال الحافظ في "التهذيب"، فقد نص على كون أبي سعد الخير صحابيا: البخاري وأبو حاتم وابن حبان والبغوي وابن قانع وجماعة، وأما أبو سعيد فتابعي قطعا، وهو مجهول تفرد بالرواية عنه حصين الحبراني.
وأخرجه أبو داود (٣٥) من طريق ثور بن يزيد، بهذا الإسناد.
وقال: عن أبي سعيد.
وهو في "مسند أحمد" (٨٨٣٨)، و"صحيح ابن حبان" (١٤١٠).
وانظر ما بعده.
(٢) إسناده ضعيف كسابقه.
وسيأتي برقم (٣٤٩٨).
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( مَنْ اِسْتَجْمَرَ ) أَيْ مَنْ اِسْتَعْمَلَ الْجِمَار وَهِيَ الْأَحْجَار الصِّغَار لِلِاسْتِنْجَاءِ قَوْله ( فَلْيُوتِرْ ) يَشْمَل الْإِنْقَاء بِالْوَاحِدِ أَيْضًا لَكِنَّ كَثِيرًا مَا يُحْمَل الْمُطْلَق عَلَى الْمُقَيَّد فِي الرِّوَايَات الْأُخَر سِيَّمَا الْعَادَة تَقْتَضِيه لِأَنَّ الْإِنْقَاء عَادَة لَا يَحْصُل بِالْوَاحِدِ وَقَوْله وَمَنْ لَا فَلَا حَرَج يُفِيد أَنَّ الْوِتْر هُوَ الْأَوْلَى وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ فَمَا جَاءَ مِنْ الْأَمْر بِالثَّلَاثِ يُحْمَل عَلَى النَّدْب وَمَا جَاءَ مِنْ النَّهْي عَنْ التَّنْقِيص عَنْهَا يُحْمَل عَلَى التَّنْزِيه وَالِاسْتِدْلَال بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ الْوِتْر غَيْر مَطْلُوب وَإِنَّمَا الْمَطْلُوب الْإِنْقَاء بَعِيدٌ فَإِنَّهُ صَرِيح فِي أَنَّ الْوِتْر مَطْلُوب نَدْبًا قَوْله ( وَمَنْ تَخَلَّلَ ) أَخْرَجَ مِنْ بَيْن أَسْنَانه بِعُودٍ وَنَحْوه وَفَلْيَلْفِظْ بِكَسْرِ الْفَاء أَيْ فَلْيَرْمِ بِهِ وَلْيُخْرِجْهُ مِنْ فَمه وَمَا لَاكَ اللَّوْك وَإِدَارَة الشَّيْء فِي الْفَم قِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْآكِلِ أَنْ يُلْقِي مَا يَخْرُج مِنْ بَيْن أَسْنَانه بِعُودٍ وَنَحْوه لِمَا فِيهِ مِنْ الِاسْتِقْذَار وَيَبْتَلِع مَا يَخْرُج بِلِسَانِهِ وَهُوَ مَعْنَى لَاكَ لِأَنَّهُ لَا يُسْتَقْذَر وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد مَا لَاكَ مَا بَقِيَ مِنْ آثَار الطَّعَام عَلَى لَحْم الْأَسْنَان وَسَقْف الْحَلْق وَأَخْرَجَهُ بِإِدَارَةِ لِسَانه وَأَمَّا الَّذِي يَخْرُج مِنْ بَيْن أَسْنَانه فَيَرْمِيه مُطْلَقًا سَوَاء أَخْرَجَهُ بِعُودٍ أَوْ بِاللِّسَانِ لِأَنَّهُ حَصَلَ لَهُ التَّغَيُّر غَالِبًا وَيَحْتَمِل أَنَّ الْمُرَاد بِمَا لَاكَ إِلَخْ كَرَاهَة رَمْي اللُّقْمَة بَعْد مَضْغهَا لِمَا فِيهِ مِنْ إِضَاعَة الْمَال إِذْ لَا يُنْتَفَع بِهَا بَعْد الْمَضْغ عَادَة وَاسْتِقْذَار الْحَاضِرِينَ قُلْت قَدْ يُقَال هَذَا الْمَعْنَى لَا يُنَاسِبُهُ قَوْله وَمَنْ لَا فَلَا حَرَج فَلْيُتَأَمَّلْ قَوْله ( إِلَّا كَثِيبًا مِنْ رَمْل ) هُوَ التَّلّ فَلْيُمِرَّهُ عَلَيْهِ هَكَذَا فِي بَعْض نُسَخ الْكِتَاب وَفِي بَعْضهَا فَلْيُمْدِدْهُ وَفِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ فَلْيَسْتَدْبِرْهُ وَهُوَ ظَاهِر وَأَمَّا فَلْيُمِرَّهُ عَلَيْهِ فَمِنْ الْإِمْرَار أَيْ فَلْيَجْعَلْهُ أَيْ الْكَثِيب مَارًّا عَلَيْهِ أَيْ قَرِيبًا مِنْهُ مُلْتَصِقًا بِهِ مُتَّصِلًا بِعَجُزِهِ كَمَا يَفْعَل مَنْ يَسْتَتِر بِالشَّيْءِ فَإِنَّ الْمُرُور عَلَى الشَّيْء وَبِالشَّيْءِ يَسْتَلْزِم الْقُرْب وَالْإِلْصَاق فَأُرِيدَ ذَلِكَ وَأَمَّا فَلْيُمْدِدْهُ عَلَيْهِ فَمِنْ الْإِمْدَاد أَيْ فَلْيَسْتَمِدَّ بِهِ وَلْيَجْعَلْهُ مَدَدًا لِأَجْلِهِ قَوْله ( فَإِنَّ الشَّيْطَان يَلْعَب إِلَخْ ) أَيْ يَقْصِد الْإِنْسَان بِالشَّرِّ فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع وَالْمَقَاعِد جَمْع مَقْعَدَة يُطْلَق عَلَى أَسْفَل الْبَدَن وَعَلَى مَوْضِع الْقُعُود لِقَضَاءِ الْحَاجَة وَكِلَاهُمَا يَصِحّ إِرَادَته وَعَلَى الْأَوَّل الْبَاء لِلْإِلْصَاقِ وَعَلَى الثَّانِي لِلظَّرْفِيَّةِ قُلْت لَا بُدّ مِنْ اِعْتِبَار قَيْد عَلَى الْأَوَّل أَيْ يَلْعَب بِالْمَقَاعِدِ إِذَا وَجَدَهَا مَكْشُوفَة فَيَسْتَتِرُ مَا أَمْكَنَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ حُصَيْنٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَبِي سَعْدِ الْخَيْرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ وَمَنْ تَخَلَّلَ فَلْيَلْفِظْ وَمَنْ لَاكَ فَلْيَبْتَلِعْ مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ وَمَنْ أَتَى الْخَلَاءَ فَلْيَسْتَتِرْ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا كَثِيبًا مِنْ رَمْلٍ فَلْيَمْدُدْهُ عَلَيْهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَلْعَبُ بِمَقَاعِدِ ابْنِ آدَمَ مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ وَزَادَ فِيهِ وَمَنْ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ وَمَنْ لَاكَ فَلْيَبْتَلِعْ
عن يعلى بن مرة، عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأراد أن يقضي حاجته، فقال لي: «ائت تلك الأشاءتين» - قال: وكيع: يعني النخل الصغار...
عن عبد الله بن جعفر قال: «كان أحب ما استتر به النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته، هدف، أو حائش نخل»
عن ابن عباس قال: «عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشعب فبال، حتى أني آوي له من فك وركيه حين بال»
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يتناجى اثنان على غائطهما، ينظر كل واحد منهما إلى عورة صاحبه، فإن الله عز وجل يمقت على ذلك»...
عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه «نهى عن أن يبال في الماء الراكد»
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبولن أحدكم في الماء الراكد»
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبولن أحدكم في الماء الناقع»
عن عبد الرحمن ابن حسنة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يده الدرقة، فوضعها ثم جلس، فبال إليها، فقال بعضهم: انظروا إليه، يبول كما تبول...
عن ابن عباس، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين جديدين، فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من بوله، وأما الآ...