4891-
عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من رأى عورة فسترها، كان كمن أحيا موءودة»(1) 4892- عن كعب بن علقمة، أنه سمع أبا الهيثم يذكر أنه سمع دخينا كاتب عقبة بن عامر قال: كان لنا جيران يشربون الخمر فنهيتهم فلم ينتهوا، فقلت لعقبة بن عامر: إن جيراننا هؤلاء يشربون الخمر وإني نهيتهم فلم ينتهوا، فأنا داع لهم الشرط، فقال: دعهم، ثم رجعت إلى عقبة مرة أخرى فقلت: إن جيراننا قد أبوا أن ينتهوا عن شرب الخمر وأنا داع لهم الشرط، قال: ويحك دعهم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر معنى حديث مسلم قال أبو داود: قال هاشم بن القاسم، عن ليث في هذا الحديث قال: لا تفعل ولكن عظهم وتهددهم.
(2)
(١) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف.
أبو الهيثم -واسمه كثير المصري- مجهول.
تفرد بالرواية عنه كعب بن علقمة، وقال ابن يونس: حديثه معلول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، ومع هذا فقد صححه الحاكم في "المستدرك" ٤/ ٣٨٤، ووافقه الذهبي! وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٧٥٨) عن بشر بن محمد، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وفي أوله: عن أبي الهيثم قال: جاء قوم إلى عقبة بن عامر فقالوا: إن لنا جيرانا يشربون ويفعلون، أفنرفعهم إلى الإمام؟ قال: لا .
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٧٢٤٢) من طريق عبد الله بن وهب، عن إبراهيم ابن نشيط، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٧٢٤١) عن علي بن حجر، عن المبارك، عن إبراهيم بن نشيط، عن كعب بن علقمة، عن عقبة بن عامر.
فذكره هكذا مرسلا.
وهو في "المسند" (١٧٣٣١).
وانظر ما سيأتي بعده.
وله شاهد من حديث مسلمة بن مخلد عند الخطيب في "الرحلة" ص ١٢١ - ١٢٢ وفيه انقطاع، ووصله الطبراني في "الأوسط" (٨١٢٩) بلفظ " من ستر على مؤمن، فكأنما أحيا موءودة، فضرب بعيره راجعا".
وفي سنده: عيسى بن سنان أبو سنان القسملي، قال الحافظ في "التقريب": لين الحديث، وباقي رجاله ثقات.
وقد روي عن مسلمة بغير هذا اللفظ، أخرجه أحمد في "مسنده" (١٦٩٦٠) عنه وعن عقبة بلفظ: " من علم من أخيه سيئة فسترها، ستره الله بها يوم القيامة"، وأخرجه أحمد في "المسند" برقم (١٧٣٩١) عن عقبة.
وانظر "المسند" الأحاديث ذات الأرقام (١٦٩٥٩) و (١٦٩٦٠) و (١٧٣٩١).
وله شاهد آخر من حديث شهاب رجل من الصحابة عند الطبراني في "الكبير" (٧٢٣١)، وفي سنده أبو سنان المدني راويه عن جابر بن عبد الله لا يعرف، وباقي رجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني محمد بن معاذ الحلبي، وهو ثقة.
وفي الباب عن ابن عمر بلفظ: " .
ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة"، سيأتي عند المصنف برقم (٤٨٩٣) وهو في "الصحيحين"، وسيأتي تخريجه هناك.
وعن أبي هريرة، عند مسلم (٢٦٩٩)، وهو في "المسند" برقم (٧٤٢٧).
ولفظه " .
ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة".
وانظر تمام تخريجه في "المسند".
(٢)حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الهيثم.
كما سلف بيانه في الذي قبله.
دخين: هو ابن عامر الحجري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٧٢٤٣) من طريق آم بن أبي إياس، عن الليث، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند" أحمد (١٧٣٩٥)، و"صحيح ابن حبان" (٥١٧).
وقوله: فذكر معنى حديث مسلم: يعني مسلم بن إبراهيم شيخ أبي داود السالف في الحديث (٤٨٩١).
والشرط: جمع شرطة وشرطي: هم أعوان السلطان لتتبع أحوال الناس وحفظهم لإقامة الحدود.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( مَنْ رَأَى عَوْرَة ) : وَهِيَ مَا يَكْرَه الْإِنْسَان ظُهُوره.
فَالْمَعْنَى مَنْ عَلِمَ عَيْبًا أَوْ أَمْرًا قَبِيحًا فِي مُسْلِم , وَقَالَ الْعَزِيزِيُّ أَيْ خَصْلَة قَبِيحَة مِنْ أَخِيهِ الْمُؤْمِن وَلَوْ مَعْصِيَة قَدْ اِنْقَضَتْ وَلَمْ يَتَجَاهَر بِفِعْلِهَا ( كَانَ كَمَنْ أَحْيَى ) : أَيْ كَانَ ثَوَابه كَثَوَابِ مِنْ أَحْيَى ( مَوْءُودَة ) : بِأَنْ رَأَى أَحَدًا يُرِيد وَأْد بِنْت فَمَنَعَ أَوْ سَعَى فِي خَلَاصهَا وَلَوْ بِحِيلَةٍ.
وَقِيلَ بِأَنْ رَأَى حَيًّا مَدْفُونًا فِي قَبْر فَأَخْرَجَ ذَلِكَ الْمَدْفُون مِنْ الْقَبْر كَيْلَا يَمُوت.
قَالَ الْمَنَاوِيُّ : وَجْه الشَّبَه أَنَّ السَّاتِر دُفِعَ عَنْ الْمَسْتُور الْفَضِيحَة بَيْن النَّاس الَّتِي هِيَ كَالْمَوْتِ فَكَأَنَّهُ أَحْيَاهُ كَمَا دُفِعَ الْمَوْت عَنْ الْمَوْءُودَة مِنْ أَخْرَجَهَا مِنْ الْقَبْر قَبْل أَنْ تَمُوت اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ.
( إِبْرَاهِيم بْن نَشِيط ) بِفَتْحِ النُّون وَكَسْر الْمُعْجَمَة ( دُخَيْنًا ) بِالتَّصْغِيرِ ( كَانَ لَنَا جِيرَان ) : بِكَسْرِ الْجِيم جَمْع جَارٍ ( وَأَنَا دَاعٍ لَهُمْ الشَّرْط ) : قَالَ فِي الْمَجْمَع : هِيَ جَمْع شُرْطَة وَشَرْطِيّ وَهُمْ أَعْوَان السُّلْطَان لِتَتَبُّعِ أَحْوَال النَّاس وَحِفْظهمْ وَلِإِقَامَةِ الْحُدُود.
وَقَالَ فِي فَتْح الْوَدُود : الشُّرَط عَلَى وَزْن صُرَد مَنْ نَصَبَهُ الْإِمَام لِتَنْفِيذِ الْأَوَامِر وَمَا يَتَعَلَّق بِهِ مِنْ حَبْس وَضَرْب وَأَخْذ بِمَنْ يَسْتَحِقّهُ ( قَالَ وَيْحك ) : وَيْح كَلِمَة يُقَال لِمَنْ يُنْكَر عَلَيْهِ فِعْله مَعَ تَرَفُّق وَتَرَحُّم فِي حَال الشَّفَقَة ( فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيث مُسْلِم ) : يَعْنِي اِبْن إِبْرَاهِيم الَّذِي قَبْل هَذَا ( وَلَكِنْ عِظْهُمْ ) : أَمْر مِنْ الْوَعْظ ( وَتَهَدَّدْهُمْ ) : كَذَا فِي النُّسَخ , وَالظَّاهِر أَنْ يَكُون هَدِّدْهُمْ , قَالَ فِي الْقَامُوس : هَدَّدَهُ خَوَّفَهُ وَاَللَّه أَعْلَم.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ.
قَالَ اِبْن شَاهِين : غَرِيب مِنْ حَدِيث إِبْرَاهِيم بْن نَشِيط , وَذَكَرَ أَبُو سَعِيد بْن يُونُس أَنَّهُ حَدِيث مَعْلُول.
هَذَا آخِر كَلَامه.
وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى إِبْرَاهِيم بْن نَشِيط اِخْتِلَافًا كَثِيرًا , فَرَوَى عَنْهُ عَنْ كَعْب بْن عَلْقَمَة عَنْ أَبِي الْهَيْثَم كَثِير بْن عُقْبَة وَرَوَى عَنْهُ عَنْ كَعْب بْن عَلْقَمَة عَنْ أَبِي الْهَيْثَم عَنْ دُخَيْن عَنْ عُقْبَةَ كَمَا تَقَدَّمَ , وَرُوِيَ عَنْهُ عَنْ كَعْب بْن عَلْقَمَة عَنْ عُقْبَةَ وَهُوَ مُنْقَطِع كَعْب لَمْ يَسْمَع مِنْ عُقْبَةَ , وَرَوَى عَنْهُ عَنْ كَعْب بْن عَلْقَمَة عَنْ أَبِي الْهَيْثَم كَثِير عَنْ مَوْلَى لِعُقْبَةَ عَنْ عُقْبَةَ.
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ رَأَى عَوْرَةً فَسَتَرَهَا كَانَ كَمَنْ أَحْيَا مَوْءُودَةً حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْهَيْثَمِ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ دُخَيْنًا كَاتِبَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ كَانَ لَنَا جِيرَانٌ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ فَنَهَيْتُهُمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا فَقُلْتُ لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ إِنَّ جِيرَانَنَا هَؤُلَاءِ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَإِنِّي نَهَيْتُهُمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا فَأَنَا دَاعٍ لَهُمْ الشُّرَطَ فَقَالَ دَعْهُمْ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى عُقْبَةَ مَرَّةً أُخْرَى فَقُلْتُ إِنَّ جِيرَانَنَا قَدْ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ وَأَنَا دَاعٍ لَهُمْ الشُّرَطَ قَالَ وَيْحَكَ دَعْهُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مُسْلِمٍ قَالَ أَبُو دَاوُد قَالَ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ لَيْثٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ لَا تَفْعَلْ وَلَكِنْ عِظْهُمْ وَتَهَدَّدْهُمْ
عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه فإن الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كرب...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «المستبان ما قالا فعلى البادي منهما ما لم يعتد المظلوم»
عن عياض بن حمار، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد»
عن سعيد بن المسيب، أنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ومعه أصحابه وقع رجل بأبي بكر، فآذاه، فصمت عنه أبو بكر ثم آذاه الثانية، فصمت عنه أب...
حدثنا ابن عون، قال: كنت أسأل عن الانتصار {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} [الشورى: ٤١] فحدثني علي بن زيد بن جدعان، عن أم محمد، امرأة أبيه...
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات صاحبكم فدعوه، ولا تقعوا فيه»
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم»
قال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب، والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال الم...
عن أبي بكرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخر له في الآخرة مثل البغي وقط...