1517- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى على جنازة في المسجد، فليس له شيء»
إسناده ضعيف، صالح مولى التوأمة قد اختلط، وهو ضعيف فيما انفرد به، لا سيما وقد خالف في روايته هذه حديث عائشة الصحيح الذي أخرجه مسلم (٩٧٣)، والذي سيأتي بعده، وفيه: والله ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سهيل ابن بيضاء إلا في المسجد.
ولصالح مولى التوأمة في روالة ابن أبي ذئب عنه غير ما حديث فيه نكارة وتخليط، وانظر على سبيل المثال في ذلك ما علقاه على حديثه في "المسند" (٨٨٠٣)، وربما يكون ابن أبي ذئب سمع منه هذه الأحاديث التي فيها نكارة ومخالفة بعد الاختلاط أيضا لاجتماع دارهما ومكثهما فيها، وهي مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله: "فليس له شيء" رواه أحمد في "مسنده" (٩٧٣٠) عن وكيع بإسناده ولفظه، وكل من خرج هذا الحديث من الأئمة ذكره بلفظ "فلا شيء له" وكذلك هو عند أبي داود (٣١٩١) في رواية ابن العبد وابن داسه، وأما رواية اللؤلؤي فجاءت على الشك: "له أو عليه" والصواب كما رواه الجميع "لا شيء له" على الجزم دون شك.
وقد ضعف هذا الحديث غير واحد من الأئمة، قال الإمام أحمد: هو مما تفرد به صالح مولى التوأمة، وليس بشئ فيما تفرد به، وقال ابن حبان: خبر باطل، ورد بحديث عائشة، وقال البيهقي: هذا الحديث يعد في أفراد صالح، وحديث عائشة أصح منه، وصالح مولى التوأمة مختلف في عدالته، كان مالك بن أنس يجرحه، وقال ابن عبد البر: لا يثبت عن أبي هريرة، وقال ابن الجوزي: لا يصح.
وقد صحح الإمام أحمد السنة في الصلاة على الجنائز في المسجد وقال بذلك، وهو قول الشافعي وجمهور أهل العلم، وهي السنة المعمول بها في أيام الخليفتين بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، صلى عمر على أبي بكر الصديق في المسجد، وصلى صهيب على عمر في المسجد بمحضر كبار الصحابة وصدر السلف من غير نكير.
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( فَلَيْسَ لَهُ شَيْء ) ظَاهِره أَنَّ الْمَعْنَى فَلَيْسَ لَهُ أَجْر كَمَا فِي رِوَايَة وَسَلْب الْأَجْر مِنْ الْفِعْل الْمَوْضُوع لِلْأَجْرِ يَقْتَضِي عَدَم الصِّحَّة وَلِذَا جَاءَ فِي رِوَايَة اِبْن أَبِي شَيْبَة فِي مُصَنَّفه فَلَا صَلَاة لَهُ لَكِنْ يَشْكُل بِأَنَّ الصَّلَاة صَحِيحَة إِجْمَاعًا فَيُحْمَل أَنْ لَيْسَ لَهُ أَجْر كَامِل وَأَجَابَ النَّوَوِيّ بِأَنَّ الْحَدِيث ضَعِيف تَفَرَّدَ بِهِ صَالِح مَوْلَى التَّوْأَمَة وَهُوَ ضَعِيف وَأَيْضًا قَدْ جَاءَ فِي نُسَخ أَبِي دَاوُدَ فَلَا شَيْء عَلَيْهِ فَلَا حَجَّة عَلَيْهِ فِيهِ وَرَدَّهُ الْمُحَقِّق اِبْن الْهُمَام فِي الْفَتْح بِأَنَّ مَوْلَى التَّوْأَمَة ثِقَة لَكِنَّهُ اِخْتَلَطَ فِي آخِر عُمْره فَمَنْ سَمِعَ قَبْل ذَلِكَ فَهُوَ حُجَّة وَكُلّهمْ عَلَى أَنَّ اِبْن أَبِي ذِئْب رَوَى الْحَدِيث عَنْهُ قَبْل الِاخْتِلَاط فَوَجَبَ قَبُوله وَرِوَايَة لَا شَيْء عَلَيْهِ لَا يُعَارِض الْمَشْهُور ا ه وَيُمْكِن أَنْ يُقَال مَعْنَى فَلَا شَيْء فَلَا أَجْر لَهُ لِأَجْلِ كَوْنه صَلَّى فِي الْمَسْجِد فَالْحَدِيث لِبَيَانِ أَنَّ صَلَاة الْجِنَازَة فِي الْمَسْجِد لَيْسَ لَهَا أَجْر لِأَجْلِ كَوْنهَا فِي الْمَسْجِد كَمَا فِي الْمَكْتُوبَات فَأَجْر أَصْل الصَّلَاة بَاقٍ وَإِنَّمَا الْحَدِيث لِإِفَادَةِ سَلْب الْأَجْر بِوَاسِطَةِ مَا يُتَوَهَّم مِنْ أَنَّهَا فِي الْمَسْجِد فَيَكُون الْحَدِيث مُقَيِّدًا لِإِبَاحَةِ الصَّلَاة فِي الْمَسْجِد مِنْ غَيْر أَنْ يَكُون لَهَا بَذْلك فَضِيلَة زَائِدَة عَلَى كَوْنهَا خَارِجهَا وَيَنْبَغِي أَنْ يَتَعَيَّن هَذَا الِاحْتِمَال دَفْعًا لِلتَّعَارُضِ وَتَوْفِيقًا بَيْن الْأَدِلَّة بِحَسَبِ الْإِمْكَان عَلَى هَذَا فَالْقَوْل بِكَرَاهَةِ الصَّلَاة فِي الْمَسْجِد مُشْكِل نَعَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُون الْأَفْضَل خَارِج الْمَسْجِد بِنَاء عَلَى الْغَالِب أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي خَارِج الْمَسْجِد وَفِعْله فِي الْمَسْجِد كَانَ مَرَّة أَوْ مَرَّتَيْنِ وَاَللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَلَيْسَ لَهُ شَيْءٌ
عن عائشة، قالت: «والله ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل ابن بيضاء إلا في المسجد» قال ابن ماجة: حديث عائشة أقوى
عن عقبة بن عامر الجهني، يقول: " ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن أو نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة، وحين يقوم ق...
عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أدخل رجلا قبره ليلا، وأسرج في قبره»
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدفنوا موتاكم بالليل، إلا أن تضطروا»
عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا على موتاكم بالليل والنهار»
عن ابن عمر، قال لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أكفنه فيه، فقال رسول الله صلى الله عل...
عن جابر، قال: مات رأس المنافقين بالمدينة، وأوصى أن يصلي عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يكفنه في قميصه، فصلى عليه، وكفنه في قميصه، وقام على قبره،...
عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلوا على كل ميت، وجاهدوا مع كل أمير»
عن جابر بن سمرة، أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جرح، فآذته الجراحة، فدب إلى مشاقص، فذبح بها نفسه «فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم» قا...