1521- عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدفنوا موتاكم بالليل، إلا أن تضطروا»
إسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن يزيد المكي متروك.
لكن أخرج مسلم (٩٤٣)، وأبو داود (٣١٤٨)، والنسائي ٤/ ٣٣ و ٨٢ من طريق ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يحدث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب يوما، فذكر رجلا من أصحابه قبض، فكفن في كفن غير طائل، وقبر ليلا، فزجر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه، إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه" واللفظ لمسلم.
وهو في "مسند أحمد" (١٤١٤٥)، و"صحيح ابن حبان" (٣٠٣٤).
قوله: "حتى يصلى عليه": ضبطها النووي في "شرح مسلم" ٧/ ١١ بفتح اللام بالبناء للمفعول، والمراد: حتى يصلي عليه جماعة المسلمين، وضبطت مجودة في إحدى نسخ "مسند أحمد" بكسر اللام بالبناء للفاعل، وكذلك ضبطها ابن حجر في "فتح الباري" ٣/ ٢٠٨، فقال: مضبوط بكسر اللام، والمراد: حتى يصلي عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
واختلف أهل العلم في الدفن ليلا: فكره الحسن البصري ذلك إلا لضرورة، ومما يستدل له به حديث جابر هذا، والصحيح أن النهي في هذا الحديث ليس هو من طريق منع الدفن ليلا على إطلاقه، وإنما هو لعلة، وقد قيل في تعليله: إن الدفن نهارا يحضره كثير من الناس، ويصلون علبه، ولا يحضره في الليل إلا أفراد قليلون، فيفوته كثرة دعاء المسلمين المرغب فيه، وقيل: إنه لإرادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي على جميع موتى المسلمين، لما يكون لهم في ذلك من الفضل والخير بصلاته عليهم، وقيل: إن سبب ذلك أن قوما كانوا يسيئون أكفان موتاهم، فيدفنونهم ليلا، لئلا تبين رداءة الكفن.
والعلتان الأخيرتان بينتان في الحديث، والظاهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قصدهما معا كما ذكر الطحاوي والقاضي عياض.
وذهب عامة أهل العلم إلى إباحة الدفن ليلا، وأجابوا عن حديث جابر بما ذكرنا من التعليل، واستدلوا أيضا بحديث أبي هريرة- الذي أخرجه أحمد (٩٠٣٧) -: أن إنسانا كان يقم المسجد أسود، فمات -أو ماتت-، ففقدها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما فعل الإنسان الذي كان يقم المسجد؟ " فقيل له: مات، قال: "فهلا آذنتموني به" فقالوا: إنه كان ليلا.
قال: "فدلوني على قبرها" فأتى القبر فصلى عليها.
ومثله حديث أنس عند أحمد (١٢٥١٧)، وحديث ابن عباس عند البخاري (١٣٤٠)، وأحمد (١٩٦٢).
ولم ينكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الأحاديث دفنهم بالليل، بل كان إنكاره لعدم إعلامه بأمرهم.
واستدلوا أيضا بما رواه أبو داود (٣١٦٤)، والطحاوي ١/ ٥١٣ عن جابر قال: رأى ناس نارا في المقبرة، فأتوها، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القبر، وإذا هو يقول: "ناولوني صاحبكم" فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر.
وإسناده حسن.
واستدلوا بحديث عائشة الذي أخرجه أحمد (٢٤٣٣٣) قالت: ما علمنا بدفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل ليلة الأربعاء.
ومعلوم أن دفنه - صلى الله عليه وسلم - كان بحضرة أصحابه، ولم يؤثر عن أحد منهم إنكار ذلك.
واستدلوا بآثار ثابتة عن الصحابة أنهم دفنوا ليلا.
انظر "شرح معاني الآثار" ١/ ٥١٣ - ٥١٥، و"فتح الباري" ٣/ ٢٠٧ - ٢٠٨، و"المغني" ٣/ ٥٠٣ - ٥٠٤، و"شرح مسلم" ٧/ ١١ - ١٢.
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( لَا تَدْفِنُوا مَوْتَاكُمْ إِلَخْ ) يَدُلّ عَلَى عَدَم الْجَوَاز وَالْقَائِل بِالْجَوَازِ يَحْمِلهُ عَلَى أَنَّهُ نَهَى الصَّحَابَة عَنْ ذَلِكَ إِرَادَة أَنْ يُصَلِّي عَلَى جَمِيع مَوْتَى الْمُسْلِمِينَ وَقِيلَ نَهَاهُمْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يُحْسِنُونَ أَكْفَان مَوْتَاهُمْ وَيَدْفِنُونَهُمْ بِاللَّيْلِ.
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ الْمَكِّيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَدْفِنُوا مَوْتَاكُمْ بِاللَّيْلِ إِلَّا أَنْ تُضْطَرُّوا
عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا على موتاكم بالليل والنهار»
عن ابن عمر، قال لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أكفنه فيه، فقال رسول الله صلى الله عل...
عن جابر، قال: مات رأس المنافقين بالمدينة، وأوصى أن يصلي عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يكفنه في قميصه، فصلى عليه، وكفنه في قميصه، وقام على قبره،...
عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلوا على كل ميت، وجاهدوا مع كل أمير»
عن جابر بن سمرة، أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جرح، فآذته الجراحة، فدب إلى مشاقص، فذبح بها نفسه «فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم» قا...
عن أبي هريرة، أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها بعد أيام، فقيل له: إنها ماتت، قال: «فهلا آذنتموني، فأتى...
عن يزيد بن ثابت، وكان أكبر من زيد، قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ورد البقيع فإذا هو بقبر جديد، فسأل عنه، فقالوا: فلانة، قال: فعرفها وقا...
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، أن امرأة سوداء ماتت، لم يؤذن بها النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر بذلك، فقال: «هلا آذنتموني بها» ثم قال لأصحابه...
عن ابن عباس، قال: مات رجل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده، فدفنوه بالليل، فلما أصبح أعلموه، فقال «ما منعكم أن تعلموني؟» قالوا: كان الليل، وكا...