4026- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نحن أحق بالشك من إبراهيم، إذ قال: رب أرني كيف تحيي الموتى، قال: أولم تؤمن؟ قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي، ويرحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي "
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٣٣٧٢)، ومسلم (١٥١) وبإثر (٢٣٧٠) / (١٥٢) من طريق يونس بن يزيد، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (٨٣٢٨) و (٨٣٢٩)، و"صحيح ابن حبان" (٦٢٠٨).
وأخرجه مسلم (١٥١) وبإثر (٢٣٧٠)، والنسائي في "الكبرى" (١٠٩٨٤) و (١١١٨٩) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي عبيد مولى ابن أزهر، والبخاري (٣٣٧٥)، ومسلم بإثر (٢٣٧٠) من طريق الأعرج، ثلاثتهم عن أبي هريرة.
واقتصر الأعرج على قصة لوط.
قال ابن حبان في "صحيحه" تعليقا على قوله - صلى الله عليه وسلم -: "نحن أحق بالشك من إبراهيم" لم يرد به إحياء الموتى، إنما أراد به في استجابة الدعاء له، وذلك أن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - قال: رب أرني كيف تحي الموتى، ولم يتيقن أنه يستجاب له فيه، يريد: في دعائه وسؤاله ربه عما سأل، فقال - صلى الله عليه وسلم - ": "نحن أحق بالشك من إبراهيم" به في الدعاء، لأنا إذا دعونا، ربما يستجاب لنا، وربما لا يستجاب، ومحصول هذا الكلام أنه لفظة إخبار مرادها التعليم للمخاطب له.
اهـ.
وقد نقل الإمام البغوي في "شرح السنة" ١/ ١١٥ بتحقيقنا، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص ٥٠٧ - ٥٠٨ نحوا من هذا عن الإمام المزني تلميذ الإمام الشافعي، ونص كلامه: لم يشك النبي ولا إبراهيم صلوات الله عليهما في أن الله قادر على أن يحيي الموتى، وإنما شكا أن يجيبهما إلى ما سالاه.
وقال الخطابي في "شرح البخاري" ٣/ ١٥٤٥ - ١٥٤٦: ليس في قوله: "نحن أحق بالشك من إبراهيم" اعتراف بالشك على نفسه ولا على إبراهيم، لكن فيه نفي الشك عنهما، يقول: إذا لم أشك أنا ولم أرتب في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، فإبراهيم أولى بأن لا يشك ولا يرتاب، وفيه الإعلام أن المسألة من قبل إبراهيم لم تعرض من جهة الشك، لكن من قبل طلب زيادة العلم، واستفادة معرفة كيفية الإحياء، والنفس تجد من الطمأنينة بعلم الكيفية ما لا تجده في العلم النظري البرهاني، والعلم في الوجهين حاصل، والشك مرفوع.
وقد قيل: إنما طلب الإيمان بذلك حسا وعيانا؛ لأنه فوق ما كان عليه من الاستدلال، والمستدل لا يزول عنه الوساوس والخواطر، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الخبر كالمعاينة".
وما قاله في يوسف عليه السلام إنما هو على سبيل التواضع، لا أنه كان في الأمر منه مبادرة وعجلة لو كان مكان يوسف، والتواضع لا يصغر كبيرا، ولا يضع رفيعا، ولا يبطل لذي حق حقا، ولكنه يوجب لصاحبه فضلا، ويكسبه جلالا وقدرا.
وترحم النبي - صلى الله عليه وسلم - على لوط عليه السلام لسهوه في الوقت الذي ضاق صدره، واشتد جزعه بما دهمه من قومه حتى قال: {قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} [هود: ٨٠] وقد كان يأوي إلى أشد الأركان من الله تعالى.
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( نَحْنُ أَحَقّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيم ) لَمْ يُرِدْ وَاَللَّه أَعْلَم بِنَحْنُ نَفْسه الْكَرِيم بَلْ الْأَنْبِيَاء مُطْلَقًا غَيْر إِبْرَاهِيم شَكَّ لَكَانَ غَيْر إِبْرَاهِيم مِنْ الْأَنْبِيَاء أَحَقّ بِهِ لِأَنَّ إِبْرَاهِيم قَدْ أُعْطِيَ رُشْده وَفُتِحَ عَلَيْهِ مَا فُتِحَ فَقَالَ تَعَالَى { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيم مَلَكُوت السَّمَوَات وَالْأَرْض وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ } فَهُوَ كَانَ عَلَمًا فِي الْإِيقَان فَإِذَا فَرَضْنَاهُ شَاكًّا فِي شَيْء كَانَ غَيْره مِنْ الْأَنْبِيَاء أَحَقّ بِالشَّكِّ فِيهِ وَمَعْلُوم أَنَّهُ مَا شَكَّ غَيْره فِي الْبَعْث وَالْقُدْرَة عَلَى الْإِحْيَاء فَكَيْفَ هُوَ فَهَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّهُ مَا شَكَّ وَقَوْله ( إِذْ قَالَ رَبّ أَرِنِي إِلَخْ ) تَقْدِيره لَوْ كَانَ مِنْ إِبْرَاهِيم شَكّ إِذْ قَالَ رَبّ إِلَخْ وَلَيْسَ الْمَعْنَى نَحْنُ أَحَقّ إِذْ قَالَ إِلَخْ فَإِنْ قُلْت فَمَا مَعْنَى سُؤَال إِبْرَاهِيم قُلْت سُؤَاله مَا كَانَ إِلَّا عَنْ رُؤْيَة كَرُؤْيَةِ إِحْيَاء الْمَوْتَى لَكِنْ لَمَّا كَانَ مِثْل ذَلِكَ السُّؤَال قَدْ يَنْشَأ عَنْ شَكّ فِي الْقُدْرَة عَلَى الْإِحْيَاء فَرُبَّمَا يُتَوَهَّم مَنْ يَبْلُغهُ السُّؤَال أَنَّهُ قَدْ شَكَّ أَرَادَ اللَّه تَعَالَى أَنْ يُزِيل ذَلِكَ التَّوَهُّم بِتَحْقِيقِ مَنْشَأ سُؤَاله فَقَالَ لَهُ أَوَلَمْ تُؤْمِن أَيْ بِالْقُدْرَةِ فَقَالَ بَلَى أَنَا مُؤْمِن بِالْقُدْرَةِ وَلَكِنْ سَأَلْت لِيَطْمَئِنّ قَلْبِي بِرُؤْيَةِ كَيْفِيَّة الْإِحْيَاء فَكَانَ قَلْبه اِشْتَاقَ إِلَى ذَلِكَ فَأَرَادَ أَنْ يَطْمَئِنّ بِوَصْلِهِ إِلَى الْمَطْلُوب وَهَذَا لَا غُبَار عَلَيْهِ أَصْلًا وَهَذَا هُوَ ظَاهِر الْقُرْآن كَمَا لَا يَخْفَى وَمَنْ قَالَ أَرَادَ زِيَادَة الْإِيقَان وَنَحْوه فَقَدْ بَعُدَ إِذْ مَعْلُوم أَنَّ مَرْتَبَة إِبْرَاهِيم فَوْق مَرْتَبَة مَنْ قَالَ لَوْ كُشِفَ الْغِطَاء مَا اِزْدَدْت يَقِينًا وَاَللَّه أَعْلَم قَوْله ( وَلَوْ لَبِثْت فِي السِّجْن ) الْمَقْصُود مَدْح يُوسُف بِإِنَّهُ بَلَغَ مِنْ الصَّبْر وَالتَّأَنِّي غَايَته.
حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي وَيَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ يُوسُفُ لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ
عن أنس بن مالك، قال: لما كان يوم أحد كسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشج، فجعل الدم يسيل على وجهه، وجعل يمسح الدم عن وجهه، ويقول: «كيف يفلح...
عن أنس، قال: جاء جبريل عليه السلام ذات يوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو جالس حزين قد خضب بالدماء، قد ضربه بعض أهل مكة، فقال: ما لك؟ فقال: «ف...
عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحصوا لي كل من تلفظ بالإسلام» ، قلنا: يا رسول الله أتخاف علينا، ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟...
عن أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ليلة أسري به وجد ريحا طيبة، فقال: «يا جبريل ما هذه الريح الطيبة؟» قال: هذه ريح قبر الماشطة وابنيها...
عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله ال...
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أ...
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان - وقال بندار: حلاوة الإيمان - من كان يحب المرء، لا يحبه إلا لل...
عن أبي الدرداء، قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن: «لا تشرك بالله شيئا، وإن قطعت وحرقت، ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا، فمن تركها متعمدا، فقد برئت...
عن معاوية، يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة»