82-
عن حارثة، قال:جاء ناس من أهل الشام إلى عمر، فقالوا: إنا قد أصبنا أموالا وخيلا ورقيقا نحب أن يكون لنا فيها زكاة وطهور، قال: ما فعله صاحباي قبلي فأفعله.
واستشار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وفيهم علي، فقال علي: هو حسن، إن لم يكن جزية راتبة يؤخذون بها من بعدك .
هو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أبو حفص، أمير المؤمنين.
ولد قبل البعثة بثلاثين سنة، وكان في أول الأمر شديدا على المسلمين، ثم أسلم، فكان إسلامه فتحا لهم، وفرجا لهم من الضيق.
قال ابن مسعود: ما عبدنا الله جهرا حتى أسلم عمر.
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم أعز الإسلام بأبي جهل أو بعمر " فأصبح عمر فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم.
وفي حديث ابن عمر: " أعز الإسلام بأحب الرجلين أليك " فكان أحبهما إلى الله عمر.
ويكفي في فضله ما جاء في " الصحيح " أنه صلى الله عليه وسلم رأى الناس وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها دون ذلك، ورأى عمر فإذا عليه قميص يجره، فأوله بالدين.
ورأى أنه أتي له بقدح من لبن، فشرب وأعطى فضله لعمر، وأوله بالعلم.
وكانت خلافته رضي الله عنه عشر سنين وستة أشهر، ضربه أبو لؤلؤة المجوسي لأربع بقين من ذي الحجة، ومكث ثلاثا وتوفي، فصلى عليه صهيب، وقبرمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة.
انظر " أسد الغابة " ٤ / ١٤٥ - ١٨١، و" حاشية السندي " ١ / ورقة ٩.
إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة - وهو ابن مضرب - فقد روى له أصحاب السنن وهو ثقة.
سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسماع سفيان منه قديم قبل تغيره.
وأخرجه ابن خزيمة (٢٢٩٠) ، والحاكم ١ / ٤٠٠، والبيهقي ٤ / ١١٨ من طريق محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق (٦٨٨٧) عن معمر، عن أبي إسحاق قال: أتى أهل الشام .
لم يذكر فيه حارثة بن مضرب.
وسيأتي برقم (٢١٨) عن يحيى بن سعيد، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن حارثة.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "فأفعله" : بالنصب على أنه جواب النفي.
"واستشار" : بصيغة الماضي، وجعله مضارعا للمتكلم بعيد.
"هو حسن" : أي: أخذ المال ممن يتصدق به بطيب نفسه لانتفاع المسلمين حسن في ذاته، لكنه يؤدي في ثاني الحال إلى أن الأمر الذي يجيئون بعد يجعلونه بمنزلة الجزية، فينبغي تركه، فهذا إشارة إلى أنه ينبغي تركه خوفا مما يترتب عليه من المحذور في ثاني الحال، وهذا من قبيل سد الذرائع، والله تعالى أعلم.
وفي "مجمع الزوائد": رواه أحمد، والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ قَالَ جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالُوا إِنَّا قَدْ أَصَبْنَا أَمْوَالًا وَخَيْلًا وَرَقِيقًا نُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَنَا فِيهَا زَكَاةٌ وَطَهُورٌ قَالَ مَا فَعَلَهُ صَاحِبَايَ قَبْلِي فَأَفْعَلَهُ وَاسْتَشَارَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ عَلِيٌّ هُوَ حَسَنٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ جِزْيَةً رَاتِبَةً يُؤْخَذُونَ بِهَا مِنْ بَعْدِكَ
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى "
عن عبد الله بن مالك ابن بحينة، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج لصلاة الصبح، وابن القشب يصلي، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم منكبه وقال: " يا ابن القشب...
عن أبي أمية رجل من تغلب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس على المسلمين عشور إنما العشور على اليهود والنصارى "
عن صهيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر فلما كبر الساحر قال للملك: إني قد كبرت سني، وحضر أجلي فادفع إلي غ...
عن زيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تتخذوا بيوتكم قبورا صلوا فيها " " ومن فطر صائما، كتب له مثل أجر الصائم لا ينقص من...
عن أبي قتادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة.<br> فقال: " كفارة سنتين ".<br> وسئل عن صوم يوم عاشوراء.<br> فقال: " كفارة سنة "
عن أنس بن مالك، أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى تقوم الساعة؟ وعنده غلام من الأنصار يقال له: محمد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:...
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا صدقة فيما دون خمسة أواق، ولا فيما دون خمسة أوسق، ولا فيما دون خمسة ذود "
عن زياد بن أبي زياد، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، أنه بلغه عن معاذ بن جبل أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما عمل آدمي عملا قط أنجى...