حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الإيمان باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة (حديث رقم: 104 )


104- عن موسى بن طلحة، قال: حدثني أبو أيوب أن أعرابيا عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر، فأخذ بخطام ناقته - أو بزمامها ثم قال: يا رسول الله - أو يا محمد - أخبرني بما يقربني من الجنة، وما يباعدني من النار، قال: فكف النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نظر في أصحابه، ثم قال: «لقد وفق، أو لقد هدي»، قال: كيف قلت؟ قال: فأعاد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم، دع الناقة» وحدثني محمد بن حاتم، وعبد الرحمن بن بشر، قالا: حدثنا بهز، حدثنا شعبة، حدثنا محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب، وأبوه عثمان، أنهما سمعا موسى بن طلحة، يحدث عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الحديث

أخرجه مسلم


(فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها) هما بكسر الخاء والزاي.
قال الهروي في الغريبين: قال الأزهري: الخطام هو الذي يخطم به البعير.
وهو أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتان فيجعل في أحد طرفيه حلقة يسلك فيها الطرف الآخر، حتى يصبر كالحلقة.
ثم يقلد البعير، ثم يثني على مخطمه.
فإذا ضفر من الأدم فهو جرير.
فأما الذي يجعل في الأنف دقيق فهو الزمام.
هذا كلام الهروي عن الأزهري.
وقال صاحب المطالع: الزمام للإبل ما تشد به رؤوسها من حبل وسير ونحوه، لتقاد.
(لقد وفق هذا) قال أصحابنا المتكلمون: التوفيق خلق قدرة الطاعة.
والخذلان خلق قدرة المعصية.
(وتصل الرحم) أي تحسن إلى أقاربك ذوي رحمك بما تيسر على سبيلك حالك وحالهم.
من إنفاق أو سلام أو زيادة، أو طاعتهم أو غير ذلك.
(دع الناقة) إنما قاله لأنه كان ممسكا بخطامها أو زمامها ليتمكن من سؤاله بلا مشقة.
فلما حصل جوابه قال: دعها.

شرح حديث ( تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْل مُسْلِم رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى : ( حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر ثنا أَبِي ثنا عَمْرو بْن عُثْمَان ثنا مُوسَى بْن طَلْحَة حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوب ) ‏ ‏وَفِي الطَّرِيق الْآخَر : ( حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن حَاتِم وَعَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر قَالَا ثنا بَهْز قَالَ ثنا شُعْبَة قَالَ ثنا مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن عَبْد اللَّه بْن مَوْهَب وَأَبُوهُ عُثْمَان أَنَّهُمَا سَمِعَا مُوسَى بْن طَلْحَة ) هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع الْأُصُول فِي الطَّرِيق الْأَوَّل عَمْرو بْن عُثْمَان وَفِي الثَّانِي مُحَمَّد بْن عُثْمَان وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الثَّانِيَ وَهْمٌ وَغَلَط مِنْ شُعْبَة وَأَنَّ صَوَابه عَمْرو بْن عُثْمَان كَمَا فِي الطَّرِيق الْأَوَّل.
قَالَ الْكَلَابَاذِيّ وَجَمَاعَات لَا يُحْصَوْنَ مِنْ أَهْل هَذَا الشَّأْن : هَذَا وَهْم مِنْ شُعْبَة ; فَإِنَّهُ كَانَ يُسَمِّيه مُحَمَّدًا وَإِنَّمَا هُوَ عَمْرو.
وَكَذَا وَقَعَ عَلَى الْوَهْم مِنْ رِوَايَة شُعْبَة فِي كِتَاب الزَّكَاة مِنْ الْبُخَارِيّ.
وَاَللَّه أَعْلَمُ.
وَ ( مَوْهَب ) بِفَتْحِ الْمِيم وَالْهَاء وَإِسْكَان الْوَاو بَيْنهمَا.
‏ ‏قَوْله : ( أَنَّ أَعْرَابِيًّا ) ‏ ‏هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَهُوَ الْبَدْوِيّ أَيْ الَّذِي يَسْكُن الْبَادِيَة وَقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيبًا بَيَانهَا.
‏ ‏قَوْله : ( فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَته أَوْ بِزِمَامِهَا ) ‏ ‏هُمَا بِكَسْرِ الْخَاء وَالزَّاي.
قَالَ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ : قَالَ الْأَزْهَرِيّ : الْخِطَام هُوَ الَّذِي يُخْطَم بِهِ الْبَعِير وَهُوَ أَنْ يُؤْخَذ حَبْل مِنْ لِيف أَوْ شَعْر أَوْ كَتَّان فَيُجْعَل فِي أَحَد طَرَفَيْهِ حَلَقَة يُسْلَك فِيهَا الطَّرَف الْآخَر حَتَّى يَصِير كَالْحَلْقَةِ , ثُمَّ يُقَلَّد الْبَعِير , ثُمَّ يُثْنَى عَلَى مِخْطَمه , فَإِذَا ضُفِّرَ مِنْ الْأَدَم فَهُوَ جَرِير.
فَأَمَّا الَّذِي يُجْعَل فِي الْأَنْف دَقِيقًا فَهُوَ الزِّمَام.
هَذَا كَلَام الْهَرَوِيِّ عَنْ الْأَزْهَرِيّ.
وَقَالَ صَاحِب الْمَطَالِع : الزِّمَام لِلْإِبِلِ مَا تُشَدّ بِهِ رُءُوسهَا مِنْ حَبْل وَسَيْر وَنَحْوه لِتُقَادَ بِهِ.
وَاَللَّه أَعْلَمُ.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقَدْ وُفِّقَ هَذَا ) ‏ ‏قَالَ أَصْحَابنَا الْمُتَكَلِّمُونَ : التَّوْفِيق خَلْق قُدْرَة الطَّاعَة , وَالْخِذْلَان خَلْق قُدْرَة الْمَعْصِيَة.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَعْبُد اللَّه لَا تُشْرِك بِهِ شَيْئًا ) ‏ ‏قَدْ تَقَدَّمَ بَيَان حِكْمَة الْجَمْع بَيْن هَذَيْنِ اللَّفْظَيْنِ وَتَقَدَّمَ بَيَان الْمُرَاد بِإِقَامَةِ الصَّلَاة وَسَبَب تَسْمِيَتهَا مَكْتُوبَةً وَتَسْمِيَة الزَّكَاة مَفْرُوضَةً وَبَيَان قَوْله لَا أَزِيد وَلَا أَنْقُص , وَبَيَان اِسْم أَبِي زُرْعَة الرَّاوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَأَنَّهُ هَرَم , وَقِيلَ : عَمْرو , وَقِيلَ : عَبْد الرَّحْمَن , وَقِيلَ : عُبَيْد اللَّه.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَتَصِل الرَّحِم ) ‏ ‏أَيْ تُحْسِن إِلَى أَقَارِبك ذَوِي رَحِمِك بِمَا تَيَسَّرَ عَلَى حَسَب حَالك وَحَالهمْ مِنْ إِنْفَاق , أَوْ سَلَام أَوْ زِيَادَة أَوْ طَاعَتهمْ أَوْ غَيْر ذَلِكَ.
وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ( وَتَصِل ذَا رَحِمك ) وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَان جَوَاز إِضَافَة ذِي إِلَى الْمُفْرَدَات فِي آخِر الْمُقَدِّمَة.
‏ ‏وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( دَعْ النَّاقَةَ ) ‏ ‏إِنَّمَا قَالَهُ لِأَنَّهُ كَانَ مُمْسِكًا بِخِطَامِهَا أَوْ زِمَامهَا لِيَتَمَكَّنَ مِنْ سُؤَاله بِلَا مَشَقَّة فَلَمَّا حَصَلَ جَوَابُهُ قَالَ دَعْهَا.


حديث لقد وفق أو لقد هدي قال كيف قلت قال فأعاد فقال النبي صلى الله عليه

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ‏أَبُو أَيُّوبَ ‏ ‏أَنَّ أَعْرَابِيًّا ‏ ‏عَرَضَ ‏ ‏لِرَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَهُوَ فِي سَفَرٍ فَأَخَذَ ‏ ‏بِخِطَامِ ‏ ‏نَاقَتِهِ ‏ ‏أَوْ ‏ ‏بِزِمَامِهَا ‏ ‏ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏أَوْ يَا ‏ ‏مُحَمَّدُ ‏ ‏أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنْ الْجَنَّةِ وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنْ النَّارِ قَالَ فَكَفَّ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ لَقَدْ وُفِّقَ ‏ ‏أَوْ لَقَدْ هُدِيَ ‏ ‏قَالَ كَيْفَ قُلْتَ قَالَ فَأَعَادَ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ‏ ‏وَتَصِلُ ‏ ‏الرَّحِمَ ‏ ‏دَعْ النَّاقَةَ ‏ ‏و حَدَّثَنِي ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ‏ ‏وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ ‏ ‏قَالَا حَدَّثَنَا ‏ ‏بَهْزٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ ‏ ‏وَأَبُوهُ ‏ ‏عُثْمَانُ ‏ ‏أَنَّهُمَا سَمِعَا ‏ ‏مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ ‏ ‏يُحَدِّثُ عَنْ ‏ ‏أَبِي أَيُّوبَ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بِمِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكا...

عن أبي أيوب، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: دلني على عمل أعمله يدنيني من الجنة، ويباعدني من النار، قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئا،...

تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وت...

عن أبي هريرة، أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئا،...

إذا صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلال دخلت...

عن جابر، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم النعمان بن قوقل، فقال: يا رسول الله أرأيت إذا صليت المكتوبة، وحرمت الحرام، وأحللت الحلال، أأدخل الجنة؟ فقال...

إذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحل...

عن جابر، أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شي...

بني الإسلام على خمسة

عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بني الإسلام على خمسة، على أن يوحد الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج»، فقال رجل: الح...

بني الإسلام على خمس

عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بني الإسلام على خمس، على أن يعبد الله، ويكفر بما دونه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رم...

قول عبد الله بني الإسلام على خمس

قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وح...

إني سمعت رسول الله ﷺ يقول إن الإسلام بني على خمس

عكرمة بن خالد، يحدث طاوسا، أن رجلا قال لعبد الله بن عمر: ألا تغزو؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " إن الإسلام بني على خمس: شهادة...

آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع

عن ابن عباس، قال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، إنا هذا الحي من ربيعة، وقد حالت بيننا، وبينك كفار مضر، فلا...