حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

الحياء خير كله - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الإيمان باب الدليل على أن من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، فهو مؤمن، ولإن [وإن؟؟] ارتكب المعاصي الكبائر (حديث رقم: 156 )


156- عن أبا قتادة حدث، قال: كنا عند عمران بن حصين في رهط، وفينا بشير بن كعب، فحدثنا عمران، يومئذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء خير كله» قال: أو قال: «الحياء كله خير» فقال بشير بن كعب: إنا لنجد في بعض الكتب - أو الحكمة - أن منه سكينة ووقارا لله، ومنه ضعف، قال: فغضب عمران حتى احمرتا عيناه، وقال: ألا أرى أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعارض فيه، قال: فأعاد عمران الحديث، قال: فأعاد بشير، فغضب عمران، قال: فما زلنا نقول فيه إنه منا يا أبا نجيد، إنه لا بأس به، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا النضر، حدثنا أبو نعامة العدوي، قال: سمعت حجير بن الربيع العدوي، يقول عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث حماد بن زيد

أخرجه مسلم


(حتى احمرتا عيناه) كذا هو في الأصول.
وهو صحيح جار على لغة: أكلوني البراغيث.
ومثله: وأسروا النجوى الذين ظلموا.
ومثله: يتعاقبون فيكم ملائكة.
(إنه منا، إنه لا بأس به) معناه ليس هو ممن يتهم بنفاق أو زندقة أو بدعة أو غيرها مما يخالف به أهل الاستقامة.

شرح حديث (الحياء خير كله )

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏وَأَمَّا الرَّهْط ‏ ‏فَهُوَ مَا دُون الْعَشَرَة مِنْ الرِّجَال خَاصَّة لَا يَكُون فِيهِمْ اِمْرَأَة وَلَيْسَ لَهُ وَاحِد مِنْ اللَّفْظ وَالْجَمْع أَرْهُط وَأَرْهَاط وَأَرَاهِط وَأَرَاهِيط.
‏ ‏قَوْله : ( فَقَالَ بُشَيْر بْن كَعْب إِنَّا لَنَجِدُ فِي بَعْض الْكُتُب أَوْ الْحِكْمَة أَنَّ مِنْهُ سَكِينَة وَوَقَارًا لِلَّهِ تَعَالَى , وَمِنْهُ ضَعْف.
فَغَضَب عِمْرَانُ حَتَّى اِحْمَرَّتَا عَيْنَاهُ وَقَالَ أَنَا أُحَدِّثُك عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُعَارِض فِيهِ إِلَى قَوْله فَمَا زِلْنَا نَقُول : إِنَّهُ مِنَّا يَا أَبَا نُجَيْد , إِنَّهُ لَا بَأْس بِهِ ) ‏ ‏أَمَّا ( بُشَيْر ) فَبِضَمِّ الْبَاء وَفَتْح الشِّين وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانه وَبَيَان أَمْثَاله فِي آخَر الْفُصُول , وَقَدْ تَقَدَّمَ هُوَ أَيْضًا فِي أَوَّل الْمُقَدِّمَة.
‏ ‏وَأَمَّا نُجَيْدُ فَبِضَمِّ النُّون وَفَتْح الْجِيم وَآخِره دَال مُهْمَلَة.
وَأَبُو نُجَيْد هُوَ عِمْرَانُ بْن الْحُصَيْن كُنِّي بِابْنِهِ نُجَيْد.
‏ ‏وَأَمَّا الضَّعْف فَبِفَتْحِ الضَّاد وَضَمَّهَا لُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ.
‏ ‏وَقَوْله ( حَتَّى اِحْمَرَّتَا عَيْنَاهُ ) كَذَا هُوَ فِي الْأُصُول وَهُوَ صَحِيح جَارٍ عَلَى لُغَة أَكَلُونِي الْبَرَاغِيث وَمِثْله { وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } عَلَى أَحَد الْمَذَاهِب فِيهَا وَمِثْله " يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَة " وَأَشْبَاهه كَثِيرَة مَعْرُوفَة.
وَرَوَيْنَاهُ فِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ ( وَاحْمَرَّتْ عَيْنَاهُ ) مِنْ غَيْر أَلِفٍ وَهَذَا ظَاهِر.
‏ ‏وَأَمَّا إِنْكَار عِمْرَانَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَلِكَوْنِهِ قَالَ : ( مِنْهُ ضَعْف ) بَعْد سَمَاعه قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَيْر كُلّه.
وَمَعْنَى تُعَارِض تَأْتِي بِكَلَامٍ فِي مُقَابَلَته وَتَعْتَرِض بِمَا يُخَالِفهُ.
‏ ‏وَقَوْلهمْ : ( إِنَّهُ مِنَّا لَا بَأْس بِهِ ) مَعْنَاهُ لَيْسَ هُوَ مِمَّنْ يُتَّهَم بِنِفَاقٍ أَوْ زَنْدَقَة أَوْ بِدْعَة أَوْ غَيْرهَا مِمَّا يُخَالِف بِهِ أَهْل الِاسْتِقَامَة.
وَاَللَّه أَعْلَم.
‏ ‏قَوْل مُسْلِم رَحِمَهُ اللَّه : ( أَنْبَأَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم أَنْبَأَنَا النَّضْر حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَة الْعَدَوِيُّ قَالَ : سَمِعْت حُجَيْرَ بْن الرَّبِيع الْعَدَوِيَّ يَقُول : عَنْ عِمْرَانَ بْن الْحُصَيْن ) ‏ ‏هَذَا الْإِسْنَاد أَيْضًا كُلّه بَصْرِيُّونَ إِلَّا إِسْحَاق فَإِنَّهُ مَرْوَزِيُّ.
‏ ‏فَأَمَّا ( النَّضْر ) فَهُوَ اِبْن شُمَيْلٍ الْإِمَام الْجَلِيل.
وَأَمَّا ( أَبُو نَعَامَة ) فَبِفَتْحِ النُّون وَاسْمه عَمْرو بْن عِيسَى بْن سُوَيْد وَهُوَ مِنْ الثِّقَات الَّذِينَ اِخْتَلَطُوا قَبْل مَوْتهمْ.
‏ ‏وَقَدْ قَدَّمْنَا فِي الْفُصُول وَبَعْدهَا أَنَّ مَا كَانَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ الْمُخْتَلِطِينَ فَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُ أَخَذَ عَنْهُمْ قَبْل الِاخْتِلَاط.
وَأَمَّا ( حُجَيْرٌ ) فَبِضَمِّ الْحَاء وَبَعْدهَا جِيم مَفْتُوحَة وَآخِره رَاءٌ.
وَاَللَّه أَعْلَم بِالصَّوَابِ وَلَهُ الْحَمْد وَالْمِنَّة.


حديث الحياء خير كله قال أو قال الحياء كله خير فقال بشير بن كعب إنا لنجد

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏إِسْحَقَ وَهُوَ ابْنُ سُوَيْدٍ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏أَبَا قَتَادَةَ ‏ ‏حَدَّثَ قَالَ ‏ ‏كُنَّا عِنْدَ ‏ ‏عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ‏ ‏فِي رَهْطٍ مِنَّا وَفِينَا ‏ ‏بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ ‏ ‏فَحَدَّثَنَا ‏ ‏عِمْرَانُ ‏ ‏يَوْمَئِذٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ قَالَ ‏ ‏أَوْ قَالَ الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ ‏ ‏إِنَّا لَنَجِدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ ‏ ‏أَوْ الْحِكْمَةِ ‏ ‏أَنَّ مِنْهُ سَكِينَةً وَوَقَارًا لِلَّهِ وَمِنْهُ ضَعْفٌ قَالَ فَغَضِبَ ‏ ‏عِمْرَانُ ‏ ‏حَتَّى احْمَرَّتَا عَيْنَاهُ وَقَالَ أَلَا أَرَانِي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَتُعَارِضُ ‏ ‏فِيهِ قَالَ فَأَعَادَ ‏ ‏عِمْرَانُ ‏ ‏الْحَدِيثَ قَالَ فَأَعَادَ ‏ ‏بُشَيْرٌ ‏ ‏فَغَضِبَ ‏ ‏عِمْرَانُ ‏ ‏قَالَ فَمَا زِلْنَا نَقُولُ فِيهِ إِنَّهُ مِنَّا يَا ‏ ‏أَبَا نُجَيْدٍ ‏ ‏إِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏النَّضْرُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏حُجَيْرَ بْنَ الرَّبِيعِ الْعَدَوِيَّ ‏ ‏يَقُولُ عَنْ ‏ ‏عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نَحْوَ حَدِيثِ ‏ ‏حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

قل آمنت بالله فاستقم

عن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك - وفي حديث أبي أسامة غيرك - قال: " قل: آمنت بالله، فا...

أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من...

عن عبد الله بن عمرو، أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت، ومن لم تعرف»

أي المسلمين خير قال من سلم المسلمون من لسانه ويده

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المسلمين خير؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده»

المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

عن جابرا، يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»

أي الإسلام أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده

عن أبي موسى، قال: قلت: يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده» وحدثنيه إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني...

ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان

عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله...

ثلاث خصال من كن فيه وجد طعم الإيمان

عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان: من كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان الله ورسوله أحب إليه مما سو...

لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والنا...

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن عبد - وفي حديث عبد الوارث: الرجل - حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين "

لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده وال...

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين