حديث الرسول ﷺ الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

اللهم وليديه فاغفر - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الإيمان باب الدليل على أن قاتل نفسه لا يكفر (حديث رقم: 311 )


311- عن جابر؛ أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! هل لك في حصن حصين ومنعة؟ ٠ قال (حصن كان لدوس في الجاهلية) فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
للذي ذخر الله للأنصار.
فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
هاجر إليه الطفيل بن عمرو.
وهاجر معه رجل من قومه.
فاجتووا المدينة.
فمرض، فجزع، فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات.
فرآه الطفيل ابن عمرو في منامه.
فرآه وهيئته حسنة.
ورآه مغطيا يديه.
فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم.
فقال: ما لي أراك مغطيا يديك؟ قال قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت.
فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم! وليديه فاغفر".



(هل لك في حصن حصين) قال ابن حجر: يعني أرض دوس.
(ومنعة) بفتح النون وإسكانها، وهي العزة والامتناع.
وقيل: منة جمع مانع كظلمة وظالم أي جماعة يمنعوك ممن يقصدك بمكروه.
(فاجتووا المدينة) معناه كرهوا المقام بها لضجر ونوع من سقم.
قال أبو عبيد والجوهري وغيرهما: اجتويت البلد إذا كرهت المقام به، وإن كنت في نعمة.
قال الخطابي: وأصله من الجوي، وهو داء يصيب الجوف.
(مشاقص) جمع مشقص.
قال الخليل وابن فارس وغيرهما: وهذا هو الظاهر هنا لقوله: فقطع بها براجمه.
ولا يحصل ذلك إلا بالعريض.
(براجمه) البراجم مفاصل الأصابع، واحدتها برجمة.
(فشخبت يداه) أي سال دمها، وقيل: سال بقوة.

شرح حديث ( اللهم وليديه فاغفر)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

فِيهِ حَدِيث جَابِر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ( أَنَّ الطُّفَيْل بْن عَمْرو الدَّوْسِيّ هَاجَرَ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُل مِنْ قَوْمه فَاجْتَوُوا الْمَدِينَة فَمَرِضَ فَجَزَع فَأَخَذَ مَشَاقِص فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ فَرَآهُ الطُّفَيْل فِي مَنَامه وَهَيْئَته حَسَنَة وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ : مَا صَنَعَ بِك رَبُّك ؟ فَقَالَ : غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَالِي أَرَاك مُغَطِّيًا يَدَيْك ؟ قَالَ : قِيلَ لِي : لَنْ نُصْلِح مِنْك مَا أَفْسَدْت.
فَقَصَّهَا الطُّفَيْل عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ ).
‏ ‏قَوْله : ( فَاجْتَوُوا الْمَدِينَة ) ‏ ‏هُوَ بِضَمِّ الْوَاو الثَّانِيَة ضَمِير جَمْع وَهُوَ ضَمِير يَعُود عَلَى الطُّفَيْل وَالرَّجُل الْمَذْكُور وَمَنْ يَتَعَلَّق بِهِمَا , وَمَعْنَاهُ : كَرِهُوا الْمَقَام بِهَا لِضَجَرٍ , وَنَوْع مِنْ سَقَم.
قَالَ أَبُو عُبَيْد وَالْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرهمَا : اِجْتَوَيْت الْبَلَد إِذَا كَرِهْت الْمَقَام بِهِ , وَإِنْ كُنْت فِي نِعْمَة.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَأَصْله مِنْ الْجَوَى وَهُوَ دَاء يُصِيب الْجَوْف.
‏ ‏قَوْله : ( فَأَخَذَ مَشَاقِص ) ‏ ‏هِيَ بِفَتْحِ الْمِيم وَبِالشِّينِ الْمُعْجَمَة وَبِالْقَافِ وَالصَّاد الْمُهْمَلَة وَهِيَ جَمْع مِشْقَص بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْح الْقَاف.
قَالَ الْخَلِيل , وَابْن فَارِس , وَغَيْرهمَا : هُوَ سَهْم فِيهِ نَصْل عَرِيض.
وَقَالَ آخَرُونَ : سَهْم طَوِيل لَيْسَ بِالْعَرِيضِ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ : الْمِشْقَص مَا طَالَ وَعَرُضَ , وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر هُنَا لِقَوْلِهِ قَطَعَ بِهَا بَرَاجِمه , وَلَا يَحْصُل ذَلِكَ إِلَّا بِالْعَرِيضِ.
‏ ‏وَأَمَّا ( الْبَرَاجِم ) ‏ ‏بِفَتْحِ الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَبِالْجِيمِ فَهِيَ مَفَاصِل الْأَصَابِع وَاحِدَتهَا ( بُرْجُمَة ).
‏ ‏قَوْله : ( فَشَخَبَتْ يَدَاهُ ) ‏ ‏هُوَ بِفَتْحِ الشِّين وَالْخَاء الْمُعْجَمَتَيْنِ أَيْ سَالَ دَمُهُمَا , وَقِيلَ : سَالَ بِقُوَّةٍ.
‏ ‏وَقَوْله : ( هَلْ لَك فِي حِصْن حَصِين وَمَنَعَة ) ‏ ‏هِيَ بِفَتْحِ الْمِيم وَبِفَتْحِ النُّون وَإِسْكَانهَا لُغَتَانِ ذَكَرهمَا اِبْن السِّكِّيت وَالْجَوْهَرِيُّ , وَغَيْرهمَا.
الْفَتْح أَفْصَح , وَهِيَ الْعِزّ وَالِامْتِنَاع مِمَّنْ يُرِيدهُ , وَقِيلَ الْمَنَعَة جَمْع مَانِع كَظَالِمِ وَظَلَمَة أَيْ جَمَاعَة يَمْنَعُونَك مِمَّنْ يَقْصِدك بِمَكْرُوهٍ.
‏ ‏أَمَّا أَحْكَام الْحَدِيث فَفِيهِ حُجَّة لِقَاعِدَةٍ عَظِيمَةٍ لِأَهْلِ السُّنَّة أَنَّ مَنْ قَتَلَ نَفْسه أَوْ اِرْتَكَبَ مَعْصِيَة غَيْرهَا وَمَاتَ مِنْ غَيْر تَوْبَةٍ فَلَيْسَ بِكَافِرٍ , وَلَا يُقْطَع لَهُ بِالنَّارِ , بَلْ هُوَ فِي حُكْم الْمَشِيئَة.
وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَان الْقَاعِدَة وَتَقْرِيرهَا.
وَهَذَا الْحَدِيث شَرْح لِلْأَحَادِيثِ الَّتِي قَبْله الْمُوهِم ظَاهِرهَا تَخْلِيد قَاتِل النَّفْس وَغَيْره مِنْ أَصْحَاب الْكَبَائِر فِي النَّار , وَفِيهِ إِثْبَات عُقُوبَة بَعْض أَصْحَاب الْمَعَاصِي فَإِنَّ هَذَا عُوقِبَ فِي يَدَيْهِ فَفِيهِ رَدّ عَلَى الْمُرْجِئَة الْقَائِلِينَ بِأَنَّ الْمَعَاصِي لَا تَضُرّ.
وَاَللَّه أَعْلَم.


ترجمة الحديث باللغة الانجليزية

حديث اللهم وليديه فاغفر

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏ ‏وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏جَمِيعًا ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سُلَيْمَانَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي الزُّبَيْرِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏جَابِرٍ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ ‏ ‏أَتَى النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنْعَةٍ قَالَ حِصْنٌ كَانَ ‏ ‏لِدَوْسٍ ‏ ‏فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لِلَّذِي ‏ ‏ذَخَرَ ‏ ‏اللَّهُ ‏ ‏لِلْأَنْصَارِ ‏ ‏فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِلَى ‏ ‏الْمَدِينَةِ ‏ ‏هَاجَرَ إِلَيْهِ ‏ ‏الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ‏ ‏وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ ‏ ‏فَاجْتَوَوْا ‏ ‏الْمَدِينَةَ ‏ ‏فَمَرِضَ فَجَزِعَ فَأَخَذَ ‏ ‏مَشَاقِصَ ‏ ‏لَهُ فَقَطَعَ بِهَا ‏ ‏بَرَاجِمَهُ ‏ ‏فَشَخَبَتْ ‏ ‏يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ فَرَآهُ ‏ ‏الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ‏ ‏فِي مَنَامِهِ فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ فَقَالَ غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ قَالَ قِيلَ لِي لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ فَقَصَّهَا ‏ ‏الطُّفَيْلُ ‏ ‏عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

أحاديث أخرى من صحيح مسلم

إنما مثل الذي يتصدق بصدقة ثم يعود في صدقته كمثل ا...

عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إنما مثل الذي يتصدق بصدقة، ثم يعود في صدقته، كمثل الكلب يقيء، ثم يأكل قيئه»

إن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها، إلا دارات وج...

حدثنا جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها، إلا دارات وجوههم حتى يدخلون الجنة»

إن أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد ألا كل شيء ما خل...

عن أبي هريرة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل "ما زاد على ذلك

إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع...

عن أبي سعيد الخدري، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله، اعدل، قال...

لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصو...

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوما، فليصمه»حدثنا أيوب، ح وحدث...

خشيت الصبح نزلت فأوترت ثم أدركته

عن سعيد بن يسار، أنه قال: كنت أسير مع ابن عمر بطريق مكة، قال سعيد: فلما خشيت الصبح نزلت، فأوترت، ثم أدركته، فقال لي ابن عمر: أين كنت؟ فقلت له: خشيت ال...

الذهب بالذهب والفضة بالفضة وزنا بوزن مثلا بمثل فم...

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذهب بالذهب وزنا بوزن، مثلا بمثل، والفضة بالفضة وزنا بوزن، مثلا بمثل، فمن زاد أو استزاد فهو ربا...

قال رسول الله ﷺ كل مما يليك

عن عمر بن أبي سلمة، أنه قال: أكلت يوما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت آخذ من لحم حول الصحفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل مما يليك»...

حلقت قبل أن أرمي فقال ارم ولا حرج

عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتاه رجل يوم النحر وهو واقف عند الجمرة، فقال: يا رسول الله، إني حلقت قبل أن أر...