3353-
عن سعيد بن يسار، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت بقرية تأكل القرى يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد "،حدثنا عبد الوهاب، جميعا عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، وقالا: «كما ينفي الكير الخبث».
لم يذكرا: «الحديد»
(أمرت بقرية تأكل القرى) معناه أمرت بالهجرة إليها واستيطانها.
وذكروا في معنى أكلها القرى وجهين: أحدهما أنها مركز جيوش الإسلام في أول الأمر.
فمنها فتحت القرى وغنمت أموالها وسباياها.
والثاني.
معناه أن أكلها وميرتها تكون من القرى المفتتحة، وإليها تساق غنائمها.
(يقولون يثرب وهي المدينة) يعني أن بعض الناس من المنافقين وغيرهم يسمونها يثرب.
وإنما اسمها المدينة وطابة وطيبة.
ففي هذا كراهة تسميتها يثرب.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُمِرْت بَقَرْيَةٍ تَأْكُل الْقُرَى ) مَعْنَاهُ أُمِرْت بِالْهِجْرَةِ إِلَيْهَا وَاسْتِيطَانهَا , وَذَكَرُوا فِي مَعْنَى ( أَكْلهَا الْقُرَى ) وَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا : أَنَّهَا مَرْكَز جُيُوش الْإِسْلَام فِي أَوَّل الْأَمْر , فَمِنْهَا فُتِحَتْ الْقُرَى وَغُنِمَتْ أَمْوَالهَا وَسَبَايَاهَا.
وَالثَّانِي : مَعْنَاهُ : أَنَّ أَكْلهَا وَمِيرَتهَا تَكُون مِنْ الْقُرَى الْمُفْتَتِحَة , وَإِلَيْهَا تُسَاق غَنَائِمهَا.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَقُولُونَ يَثْرِب وَهِيَ الْمَدِينَة ) يَعْنِي أَنَّ بَعْض النَّاس مِنْ الْمُنَافِقِينَ وَغَيْرهمْ يُسَمُّونَهَا ( يَثْرِب ) وَإِنَّمَا اِسْمهَا ( الْمَدِينَة ) وَ ( طَابَة ) وَ ( طَيْبَة ) فَفِي هَذَا كَرَاهَة تَسْمِيَتهَا ( يَثْرِب ) , وَقَدْ جَاءَ فِي مُسْنَد أَحْمَد بْن حَنْبَل حَدِيث عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَرَاهَة تَسْمِيَتهَا ( يَثْرِب ) , وَحُكِيَ عَنْ عِيسَى بْن دِينَار أَنَّهُ قَالَ : مَنْ سَمَّاهَا ( يَثْرِب ) كُتِبَتْ عَلَيْهِ خَطِيئَة , قَالُوا : وَسَبَب كَرَاهَة تَسْمِيَتهَا ( يَثْرِب ) لَفْظ ( التَّثْرِيب ) الَّذِي هُوَ التَّوْبِيخ وَالْمَلَامَة , وَسُمِّيَتْ ( طَيْبَة وَطَابَة ) لِحُسْنِ لَفْظهمَا , وَكَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبّ الِاسْم الْحَسَن , وَيَكْرَه الِاسْم الْقَبِيح , وَأَمَّا تَسْمِيَتهَا فِي الْقُرْآن ( يَثْرِب ) فَإِنَّمَا هُوَ حِكَايَة عَنْ قَوْل الْمُنَافِقِينَ وَاَلَّذِينَ فِي قُلُوبهمْ مَرَض , قَالَ الْعُلَمَاء : وَلِمَدِينَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَاء ( الْمَدِينَة ) قَالَ اللَّه تَعَالَى : { مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَة } وَقَالَ تَعَالَى : { وَمِنْ أَهْل الْمَدِينَة }.
وَطَابَة وَطَيْبَة.
وَالدَّار.
فَأَمَّا ( الدَّار ) فَلِأَمْنِهَا وَالِاسْتِقْرَار بِهَا , وَأَمَّا ( طَابَة وَطَيْبَة ) فَمِنْ الطِّيب وَهُوَ الرَّائِحَة الْحَسَنَة , وَالطَّاب وَالطِّيب لُغَتَانِ , وَقِيلَ : مِنْ الطَّيِّب - بِفَتْحِ الطَّاء وَتَشْدِيد الْيَاء - وَهُوَ الطَّاهِر , لِخُلُوصِهَا مِنْ الشِّرْك , وَطَهَارَتهَا , وَقِيلَ : مِنْ طِيب الْعَيْش بِهَا , وَأَمَّا ( الْمَدِينَة ) فَفِيهَا قَوْلَانِ لِأَهْلِ الْعَرَبِيَّة أَحَدهمَا وَبِهِ جَزَمَ قُطْرُب وَابْن فَارِس وَغَيْرهمَا : أَنَّهَا مُشْتَقَّة مِنْ ( دَانَ ) إِذَا أَطَاعَ , وَالدِّين الطَّاعَة.
وَالثَّانِي : أَنَّهَا مُشْتَقَّة مِنْ ( مَدَن ) بِالْمَكَانِ إِذَا أَقَامَ بِهِ , وَجَمْع الْمَدِينَة : مُدُن وَمُدْن بِإِسْكَانِ الدَّال وَضَمّهَا , وَمَدَائِن بِالْهَمْزِ وَتَرْكه وَالْهَمْز أَفْصَح , بِهِ جَاءَ الْقُرْآن الْعَزِيز.
وَاَللَّه أَعْلَم.
و حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحُبَابِ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى يَقُولُونَ يَثْرِبَ وَهِيَ الْمَدِينَةُ تَنْفِي النَّاسَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ و حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ح و حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَالَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ الْخَبَثَ لَمْ يَذْكُرَا الْحَدِيدَ
عن جابر بن عبد الله، أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، أقلني بي...
عن زيد بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنها طيبة - يعني - المدينة، وإنها تنفي الخبث، كما تنفي النار خبث الفضة»
عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله تعالى سمى المدينة طابة»
عن أبي عبد الله القراظ، أنه قال: أشهد على أبي هريرة أنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «من أراد أهل هذه البلدة بسوء - يعني المدينة - أذابه ال...
عن ابن جريج.<br> قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة؛ أنه سمع القراظ (وكان من أصحاب أبي هريرة) أذابه الله كما يذوب الملح في الماء".<br> قال ابن حاتم، ف...
عن سعد بن أبي وقاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أراد أهل المدينة بسوء، أذابه الله كما يذوب الملح في الماء".<br> وحدثنا قتيبة بن سعيد....
عن سفيان بن أبي زهير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «§تفتح الشام، فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم تف...
عن سفيان بن أبي زهير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «يفتح اليمن، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كان...
عن سعيد بن المسيب، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للمدينة ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي» يعني السباع والطي...