3355- عن جابر بن عبد الله، أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، أقلني بيعتي، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه، فقال: أقلني بيعتي، فأبى، ثم جاءه، فقال: أقلني بيعتي فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما §المدينة كالكير، تنفي خبثها، وينصع طيبها»
(وعك) هو مغث الحمى وألمها.
ووعك كل شيء معظمه وشدته.
(ينصع) أي يصفو ويخلص ويتميز.
والناصع الصافي الخالص.
ومنه قولهم: ناصع اللون أي صافية وخالصه.
ومعنى الحديث أنه يخرج من المدينة من لم يخلص إيمانه، ويبقي فيها من خلص إيمانه قال أهل اللغة: يقال نصع الشيء ينصع، بفتح الصاد فيهما، نصوعا إذا خلص ووضح.
والناصع الخالص من كل شيء.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَايَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصَابَ الْأَعْرَابِيّ وَعَك بِالْمَدِينَةِ , فَأَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّد أَقِلْنِي بَيْعَتِي , فَأَبَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ : أَقِلْنِي بَيْعَتِي , فَأَبَى , ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ : أَقِلْنِي بَيْعَتِي , فَأَبَى , فَخَرَجَ الْأَعْرَابِيّ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا الْمَدِينَة كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثهَا ) , قَالَ الْعُلَمَاء : إِنَّمَا لَمْ يُقِلْهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَته لِأَنَّهُ لَا يَجُوز لِمَنْ أَسْلَمَ أَنْ يَتْرُك الْإِسْلَام , وَلَا لِمَنْ هَاجَرَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمَقَامِ عِنْده أَنْ يَتْرُك الْهِجْرَة وَيَذْهَب إِلَى وَطَنه أَوْ غَيْره , قَالُوا : وَهَذَا الْأَعْرَابِيّ كَانَ مِمَّنْ هَاجَرَ وَبَايَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَقَام مَعَهُ , قَالَ الْقَاضِي : وَيَحْتَمِل أَنَّ بَيْعَة هَذَا الْأَعْرَابِيّ كَانَتْ بَعْد فَتْح مَكَّة وَسُقُوط الْهِجْرَة إِلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِنَّمَا بَايَعَ عَلَى الْإِسْلَام , وَطَلَب الْإِقَالَة مِنْهُ فَلَمْ يُقِلْهُ , وَالصَّحِيح الْأَوَّل.
وَاَللَّه أَعْلَم.
قَوْله : ( فَأَصَابَ الْأَعْرَابِيّ وَعَك ) هُوَ بِفَتْحِ الْعَيْن وَهُوَ مَغْث الْحُمَّى وَأَلَمُهَا , وَوَعَك كُلّ شَيْء مُعْظَمه وَشِدَّته.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّمَا الْمَدِينَة كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثهَا وَيَنْصَع طِيبهَا ) هُوَ بِفَتْحِ الْيَاء وَالصَّاد الْمُهْمَلَة , أَيْ : يَصْفُو وَيَخْلُص وَيَتَمَيَّز , وَالنَّاصِع : الصَّافِي الْخَالِص , وَمِنْهُ قَوْلهمْ : نَاصِع اللَّوْن , أَيْ : صَافِيه وَخَالِصه , وَمَعْنَى الْحَدِيث : أَنَّهُ يَخْرُج مِنْ الْمَدِينَة مَنْ لَمْ يَخْلُص إِيمَانه , وَيَبْقَى فِيهَا مَنْ خَلَصَ إِيمَانه , قَالَ أَهْل اللُّغَة : يُقَال نَصَعَ الشَّيْء يَنْصَع بِفَتْحِ الصَّاد فِيهِمَا نُصُوعًا إِذَا خَلَصَ وَوَضَح , وَالنَّاصِع : الْخَالِص مِنْ كُلّ شَيْء.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصَابَ الْأَعْرَابِيَّ وَعْكٌ بِالْمَدِينَةِ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَقِلْنِي بَيْعَتِي فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ أَقِلْنِي بَيْعَتِي فَأَبَى ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ أَقِلْنِي بَيْعَتِي فَأَبَى فَخَرَجَ الْأَعْرَابِيُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا وَيَنْصَعُ طَيِّبُهَا
عن زيد بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنها طيبة - يعني - المدينة، وإنها تنفي الخبث، كما تنفي النار خبث الفضة»
عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله تعالى سمى المدينة طابة»
عن أبي عبد الله القراظ، أنه قال: أشهد على أبي هريرة أنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «من أراد أهل هذه البلدة بسوء - يعني المدينة - أذابه ال...
عن ابن جريج.<br> قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة؛ أنه سمع القراظ (وكان من أصحاب أبي هريرة) أذابه الله كما يذوب الملح في الماء".<br> قال ابن حاتم، ف...
عن سعد بن أبي وقاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أراد أهل المدينة بسوء، أذابه الله كما يذوب الملح في الماء".<br> وحدثنا قتيبة بن سعيد....
عن سفيان بن أبي زهير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «§تفتح الشام، فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم تف...
عن سفيان بن أبي زهير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «يفتح اليمن، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كان...
عن سعيد بن المسيب، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للمدينة ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي» يعني السباع والطي...
عن سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يتركون المدينة على خير ما كانت، لا يغشاها إلا العوافي - يريد عوافي السب...