حديث الرسول ﷺ الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

تحلفون خمسين يمينا وتستحقون قاتلكم - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات باب القسامة (حديث رقم: 3067 )


3067- عن بشير بن يسار، أن عبد الله بن سهل بن زيد، ومحيصة بن مسعود بن زيد الأنصاريين، ثم من بني حارثة خرجا إلى خيبر في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي يومئذ صلح، وأهلها يهود، فتفرقا لحاجتهما، فقتل عبد الله بن سهل، فوجد في شربة مقتولا، فدفنه صاحبه، ثم أقبل إلى المدينة، فمشى أخو المقتول عبد الرحمن بن سهل، ومحيصة، وحويصة، فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم شأن عبد الله وحيث قتل، فزعم بشير وهو يحدث عمن أدرك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال لهم: «تحلفون خمسين يمينا وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم»، قالوا: يا رسول الله، ما شهدنا ولا حضرنا، فزعم أنه قال: «فتبرئكم يهود بخمسين»، فقالوا: يا رسول الله، كيف نقبل أيمان قوم كفار؟ فزعم بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقله من عنده، عن بشير بن يسار، أن رجلا من الأنصار من بني حارثة يقال له: عبد الله بن سهل بن زيد انطلق هو وابن عم له يقال له: محيصة بن مسعود بن زيد وساق الحديث بنحو حديث الليث إلى قوله فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده، قال يحيى، فحدثني بشير بن يسار، قال: أخبرني سهل بن أبي حثمة، قال: لقد ركضتني فريضة من تلك الفرائض بالمربد، عن سهل بن أبي حثمة الأنصاري، أنه أخبره أن نفرا منهم انطلقوا إلى خيبر فتفرقوا فيها، فوجدوا أحدهم قتيلا وساق الحديث، وقال فيه: فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبطل دمه فوداه مائة من إبل الصدقة



(فوجد في شربة) هو حوض يكون في أصل النخلة.
وجمعه شرب كثمرة وثمر.
(ركضتني فريضة) المراد بالفريضة، هنا، الناقة من تلك النوق المفروضة في الدية.
وتسمى المدفوعة في الزكاة أو في الدية فريضة، لأنها مفروضة، أي مقدرة بالسن والعدد.
(من إبل الصدقة) قال بعض العلماء: إنها غلط من الرواة.
لأن الصدقة المفروضة لا تصرف هذا المصرف.
بل هي لإصناف سماهم الله تعالى.
وقال الإمام أبو إسحاق المروزي، من أصحابنا.
يجوز صرفها من إبل الزكاة لهذا الحديث.
فأخذ بظاهره.
وقال جمهور أصحابنا وغيرهم: معناه اشتراه من أهل الصدقات بعد أن ملكوها، ثم دفعها تبرعا إلى أهل القتيل.
قال النووي: فالمختار ما حكيناه عن الجمهور أنه اشتراها من إبل الصدقة.

شرح حديث (تحلفون خمسين يمينا وتستحقون قاتلكم)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله : ( فَوُجِدَ فِي شَرَبَة ) ‏ ‏بِفَتْحِ الشِّين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء , وَهُوَ حَوْض يَكُون فِي أَصْل النَّخْلَة , وَجَمْعه شَرَب كَثَمَرَةٍ وَثَمَر.
‏ ‏قَوْله : ( لَقَدْ رَكَضَتْنِي فَرِيضَة مِنْ تِلْكَ الْفَرَائِض ) ‏ ‏الْمُرَاد بِالْفَرِيضَةِ هُنَا : النَّاقَة مِنْ تِلْكَ النُّوق الْمَفْرُوضَة فِي الدِّيَة , وَتُسَمَّى الْمَدْفُوعَة فِي الزَّكَاة أَوْ فِي الدِّيَة فَرِيضَة ; لِأَنَّهَا مَفْرُوضَة أَيْ مُقَدَّرَة بِالسِّنِّ وَالْعَدَد , وَأَمَّا قَوْل الْمَازِرِيّ : إِنَّ الْمُرَاد بِالْفَرِيضَةِ هُنَا النَّاقَة الْهَرِمَة , فَقَدْ غَلِطَ فِيهِ.
وَاللَّهُ أَعْلَم.
‏ ‏قَوْله : ( فَكَرِهَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبْطِل دَمه فَوَدَاهُ مِائَة مِنْ إِبِل الصَّدَقَة ) ‏ ‏هَذَا آخِر الْفَوَات الَّذِي لَمْ يَسْمَعهُ إِبْرَاهِيم بْن سُفْيَان مِنْ مُسْلِم , وَقَدْ قَدَّمْنَا بَيَان أَوَّله , وَقَوْله عَقِيب هَذَا : ( حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْن مَنْصُور قَالَ : أَخْبَرَنَا بِشْر بْن عُمَر قَالَ : سَمِعْت مَالِك بْن أَنَس يَقُول : حَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى ) هُوَ أَوَّل سَمَاع إِبْرَاهِيم بْن سُفْيَان مِنْ مُسْلِم مِنْ هَذَا الْمَوْضِع , هَكَذَا هُوَ فِي مُعْظَم النُّسَخ , فِي نُسْخَة الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر أَنَّ آخِر الْفَوَات آخَر حَدِيث إِسْحَاق بْن مَنْصُور هَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ , وَأَوَّل السَّمَاع قَوْله عَقِبَهُ : حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِر وَحَرْمَلَة بْنُ يَحْيَى , وَالْأَوَّل أَصَحُّ.


الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلِ بْنِ زَيْدٍ ‏ ‏وَمُحَيِّصَةَ بْنَ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّيْنِ ‏ ‏ثُمَّ مِنْ ‏ ‏بَنِي حَارِثَةَ ‏ ‏خَرَجَا إِلَى ‏ ‏خَيْبَرَ ‏ ‏فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ وَأَهْلُهَا ‏ ‏يَهُودُ ‏ ‏فَتَفَرَّقَا لِحَاجَتِهِمَا فَقُتِلَ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ ‏ ‏فَوُجِدَ فِي ‏ ‏شَرَبَةٍ ‏ ‏مَقْتُولًا فَدَفَنَهُ صَاحِبُهُ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى ‏ ‏الْمَدِينَةِ ‏ ‏فَمَشَى أَخُو الْمَقْتُولِ ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ ‏ ‏وَمُحَيِّصَةُ ‏ ‏وَحُوَيِّصَةُ ‏ ‏فَذَكَرُوا لِرَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏شَأْنَ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏وَحَيْثُ قُتِلَ فَزَعَمَ ‏ ‏بُشَيْرٌ ‏ ‏وَهُوَ يُحَدِّثُ عَمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ ‏ ‏أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ ‏ ‏تَحْلِفُونَ خَمْسِينَ يَمِينًا وَتَسْتَحِقُّونَ قَاتِلَكُمْ ‏ ‏أَوْ صَاحِبَكُمْ ‏ ‏قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَهِدْنَا وَلَا حَضَرْنَا فَزَعَمَ أَنَّهُ قَالَ فَتُبْرِئُكُمْ ‏ ‏يَهُودُ ‏ ‏بِخَمْسِينَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نَقْبَلُ أَيْمَانَ قَوْمٍ كُفَّارٍ فَزَعَمَ ‏ ‏بُشَيْرٌ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏عَقَلَهُ ‏ ‏مِنْ عِنْدِهِ ‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏هُشَيْمٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ ‏ ‏أَنَّ رَجُلًا مِنْ ‏ ‏الْأَنْصَارِ ‏ ‏مِنْ ‏ ‏بَنِي حَارِثَةَ ‏ ‏يُقَالُ لَهُ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ زَيْدٍ ‏ ‏انْطَلَقَ هُوَ وَابْنُ عَمٍّ لَهُ يُقَالُ لَهُ ‏ ‏مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ ‏ ‏وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ حَدِيثِ ‏ ‏اللَّيْثِ ‏ ‏إِلَى قَوْلِهِ ‏ ‏فَوَدَاهُ ‏ ‏رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مِنْ عِنْدِهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏يَحْيَى ‏ ‏فَحَدَّثَنِي ‏ ‏بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَقَدْ ‏ ‏رَكَضَتْنِي ‏ ‏فَرِيضَةٌ ‏ ‏مِنْ تِلْكَ ‏ ‏الْفَرَائِضِ ‏ ‏بِالْمِرْبَدِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ الْأَنْصَارِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ ‏ ‏أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏نَفَرًا ‏ ‏مِنْهُمْ انْطَلَقُوا إِلَى ‏ ‏خَيْبَرَ ‏ ‏فَتَفَرَّقُوا فِيهَا فَوَجَدُوا أَحَدَهُمْ ‏ ‏قَتِيلًا ‏ ‏وَسَاقَ الْحَدِيثَ وَقَالَ فِيهِ فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنْ يُبْطِلَ دَمَهُ ‏ ‏فَوَدَاهُ ‏ ‏مِائَةً مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

أحاديث أخرى من صحيح مسلم

مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال...

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة...

اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتي...

عن زيد، أنه سمع أبا سلام، يقول: حدثني أبو أمامة الباهلي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصح...

من أراد أهلها بسوء يريد المدينة أذابه الله كما يذ...

عن ابن جريج.<br> قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة؛ أنه سمع القراظ (وكان من أصحاب أبي هريرة) أذابه الله كما يذوب الملح في الماء".<br> قال ابن حاتم، ف...

كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حية فيذهب الذاهب إلى...

عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، أنه أخبره: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حية، فيذهب الذاهب إلى العوالي، فيأتي العوالي وال...

إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون

عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.<br> فقالوا: فلان شهيد.<br> فلان شهيد.<br> حتى مروا على رجل فقالوا:...

ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي

عن سعيد بن المسيب، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للمدينة ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي» يعني السباع والطي...

قول عبد الله بني الإسلام على خمس

قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وح...

حديث يمين الحالف على نية المستحلف

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك»، وقال عمرو: يصدقك به صاحبك

يا عائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من...

عن عروة بن الزبير، قال: حدثتني عائشة، أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ائذنوا له، فلبئس ابن العشيرة، أو بئس رجل العشيرة» فلما دخل...