4960- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سافرتم في الخصب، فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السنة، فبادروا بها نقيها، وإذا عرستم، فاجتنبوا الطريق، فإنها طرق الدواب، ومأوى الهوام بالليل»
(نقيها) النقي هو المخ.
ومعنى الحديث الحث على الرفق بالدواب ومراعاة مصلحتها.
فإن سافروا في الخصب قللوا السير وتركوها ترعى في بعض النهار، وفي أثناء السير، فتأخذ حظها من الأرض بما ترعاه منها.
وإن سافروا في القحط عجلوا السير ليصلوا المقصد وفيها بقية من قوتها.
ولا يقللوا السير فيلحقها الضرر.
لأنها لا تجد ما ترعى فتضعف ويذهب نقيها وربما كلت ووقفت.
(وإذا عرستم) قال أهل اللغة: التعريس النزول في أواخر الليل للنوم والراحة.
هذا قول الخليل والأكثرين.
وقال أبو زيد: هو النزول أي وقت كان من ليل أو نهار.
والمراد بهذا الحديث هو الأول.
وهذا أدب من آداب السير والنزول أرشد إليه صلى الله عليه وسلم.
لأن الحشرات ودواب الأرض من ذوات السموم والسباع وغيرها، تمشي في الليل على الطرق لسهولتها.
ولأنها تلتقط منها ما يسقط من مأكول ونحوه، وما تجد فيها من رمة ونحوها.
فإذا عرس الإنسان في الطريق ربما مر به ما يؤذيه، فلينبغي أن يتباعد عن الطريق.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْب فَأَعْطُوا الْإِبِل حَظّهَا مِنْ الْأَرْض , إِذَا سَافَرْتُمْ بِهَا فِي السَّنَة فَبَادِرُوا بِهَا نِقْيَهَا ) ( الْخِصْب ) : بِكَسْرِ الْخَاء , وَهُوَ كَثْرَة الْعُشْب وَالْمَرْعَى , وَهُوَ ضِدّ الْجَدْب , وَالْمُرَاد بِالسَّنَةِ هُنَا الْقَحْط , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : { وَلَقَدْ أَخَذْنَا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ } أَيْ : بِالْقُحُوط ; وَ ( نِقْيهَا ) بِكَسْرِ النُّون وَإِسْكَان الْقَاف , وَهُوَ : الْمُخّ.
وَمَعْنَى الْحَدِيث : الْحَثّ عَلَى الرِّفْق بِالدَّوَابِّ , وَمُرَاعَاة مَصْلَحَتهَا , فَإِنْ سَافَرُوا فِي الْخِصْب قَلَّلُوا السَّيْر وَتَرَكُوهَا تَرْعَى فِي بَعْض النَّهَار , وَفِي أَثْنَاء السَّيْر , فَتَأْخُذ حَظّهَا مِنْ الْأَرْض بِمَا تَرْعَاهُ مِنْهَا , وَإِنْ سَافَرُوا فِي الْقَحْط عَجَّلُوا السَّيْر لِيَصِلُوا الْمَقْصِد وَفِيهَا بَقِيَّة مِنْ قُوَّتهَا , وَلَا يُقَلِّلُوا السَّيْر فَيَلْحَقهَا الضَّرَر ; لِأَنَّهَا لَا تَجِد مَا تَرْعَى فَتَضْعُف , وَيَذْهَب نِقْيهَا , وَرُبَّمَا كَلَّتْ , وَوَقَفَتْ , وَقَدْ جَاءَ فِي أَوَّل هَذَا الْحَدِيث فِي رِوَايَة مَالِك فِي الْمُوَطَّأ " أَنَّ اللَّه رَفِيق يُحِبّ الرِّفْق ".
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَإِذَا عَرَّسْتُمْ فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيق , فَإِنَّهَا طُرُق الدَّوَابّ , وَمَأْوَى الْهَوَامّ بِاللَّيْلِ ) قَالَ أَهْل اللُّغَة : التَّعْرِيس : النُّزُول فِي أَوَاخِر اللَّيْل لِلنَّوْمِ وَالرَّاحَة , هَذَا قَوْل الْخَلِيل وَالْأَكْثَرِينَ , وَقَالَ أَبُو زَيْد , هُوَ : النُّزُول أَيّ وَقْت كَانَ مِنْ لَيْل أَوْ نَهَار.
وَالْمُرَاد بِهَذَا الْحَدِيث هُوَ الْأَوَّل , وَهَذَا أَدَب مِنْ آدَاب السَّيْر وَالنُّزُول , أَرْشَدَ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; لِأَنَّ الْحَشَرَات وَدَوَابّ الْأَرْض مِنْ ذَوَات السَّمُوم وَالسِّبَاع تَمْشِي فِي اللَّيْل عَلَى الطَّرِيق لِسُهُولَتِهَا , وَلِأَنَّهَا تَلْتَقِط مِنْهَا مَا يَسْقُط مِنْ مَأْكُول وَنَحْوه , وَمَا تَجِد فِيهَا مِنْ رِمَّة وَنَحْوهَا , فَإِذَا عَرَّسَ الْإِنْسَان فِي الطَّرِيق رُبَّمَا مَرَّ بِهِ مِنْهَا مَا يُؤْذِيه , فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَبَاعَد عَنْ الطَّرِيق.
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَعْطُوا الْإِبِلَ حَظَّهَا مِنْ الْأَرْضِ وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ فَبَادِرُوا بِهَا نِقْيَهَا وَإِذَا عَرَّسْتُمْ فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ فَإِنَّهَا طُرُقُ الدَّوَابِّ وَمَأْوَى الْهَوَامِّ بِاللَّيْلِ
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه، فليعجل إلى أهل...
عن أنس بن مالك، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلا، وكان يأتيهم غدوة، أو عشية»، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله...
عن جابر بن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فلما قدمنا المدينة ذهبنا لندخل، فقال: «أمهلوا حتى ندخل ليلا - أي عشاء - كي تمتش...
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قدم أحدكم ليلا، فلا يأتين أهله طروقا، حتى تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة»، حدثنا سيار، بهذا الإسنا...
عن جابر بن عبد الله، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أطال الرجل الغيبة، أن يأتي أهله طروقا»، حدثنا شعبة، بهذا الإسناد
عن جابر، قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم، أو يلتمس عثراتهم»، حدثنا سفيان، بهذا الإسناد، قال عبد الرحمن: قال سف...
عن عدي بن حاتم، قال: قلت: يا رسول الله، إني أرسل الكلاب المعلمة، فيمسكن علي، وأذكر اسم الله عليه، فقال: «§إذا أرسلت كلبك المعلم، وذكرت اسم الله عليه ف...
عن عدي بن حاتم، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: إنا قوم نصيد بهذه الكلاب، فقال: «إذا أرسلت كلابك المعلمة، وذكرت اسم الله عليها، فكل مما أ...
عن عدي بن حاتم، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعراض، فقال: «إذا أصاب بحده فكل، وإذا أصاب بعرضه فقتل، فإنه وقيذ، فلا تأكل» وسألت رسول ال...