599-
عن أبي جحيفة، قال: سألنا عليا: هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء بعد القرآن؟ قال: لا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إلا فهم يؤتيه الله عز وجل رجلا في القرآن، أو ما في الصحيفة.
قلت: وما في الصحيفة؟ قال: " العقل، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
سفيان: هو ابن عيينة، ومطرف: هو ابن طريف الحارثي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، وأبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السوائي مشهور بكنيته صحابي معروف، صحب عليا وسماه وهب الخير.
وأخرجه الشافعي ٢/١٠٤، والحميدي (٤٠) ، والبخاري (٦٩٠٣) ، والنسائي ٨/٢٣، وابن الجارود (٧٩٤) ، وأبو يعلى (٤٥١) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٢/١٩٢، والبيهقي ٨/٢٨ من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (٩١) ، وعبد الرزاق (١٨٥٠٨) ، والدارمي (٢٣٥٦) ، والبخاري (١١١) و (٣٠٤٦) و (٦٩١٥) ، وابن ماجه (٢٦٥٨) ، والترمذي (١٤١٢) ، والطحاوي ٢/١٩٢، والبيهقي ٨/٢٨ من طرق عن مطرف، به.
وأخرجه البزار (٤٨٦) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، به.
وانظر الحديث رقم (٦١٥) .
وقوله: "العقل" أي: الدية، وإنما سميت به، لأنهم كانوا يعقلون فيها الإبل، ويربطونها بفناء دار المقتول بالعقال، وهو الحبل، ووقع في رواية ابن ماجه بدل العقل= الديات، والمراد أحكامها ومقاديرها وأصنافها.
وقوله: "وفكاك الأسير" بفتح الفاء وكسرها، أي: أن فيها حكم تخليص الأسير من يد العدو والترغيب في ذلك.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "قال: سألنا عليا.
.
.
إلخ" : كانت الشيعة يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم خصه بعلوم دون سائر الصحابة، وأيضا كان مظهرا لعلوم عجيبة، فكان يتوهم ذلك، فلذلك سأله.
"عندكم" : أي: أهل البيت.
"شيء" : أي: مخصوص بكم.
"بعد القرآن" : أي: سوى القرآن، وما في حكمه من العلوم العامة التي يخص بها أحدا دون أحد.
"إلا فهما" : استثناء منقطع; أي: لكن عندنا فهم في القرآن صار سببا لظهور العجائب التي تظهر منا.
"أو ما في الصحيفة" : أي: وكذا عندنا ما في الصحيفة الذي هو من العلوم العامة، ويمكن أن يقال: معنى هل عندكم شيء؟ أي: مكتوب من العلوم سوى القرآن، ومعنى "إلا فهما" أي: إلا آثار فهم على أنه قد كتب بعض نتائج فهمه الصائب، والاستثناء متصل، ولكن على هذا الوجه ينبغي رفع "فهم" كما في بعض النسخ.
"العقل" : بفتح فسكون - ; أي: الدية.
"وفكاك الأسير" : - بفتح الفاء أو كسرها - ; أي: بيان أنه ينبغي أن يفك الأسير.
"بكافر" : ظاهره العموم، ومن لا يقول به، يخصه بغير الذمي، فلا يقتل بقتل المستأمن عنده، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ سَأَلْنَا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ بَعْدَ الْقُرْآنِ قَالَ لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِلَّا فَهْمٌ يُؤْتِيهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلًا فِي الْقُرْآنِ أَوْ مَا فِي الصَّحِيفَةِ قُلْتُ وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ قَالَ الْعَقْلُ وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ وَلَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ
عن عبيد الله بن أبي رافع، - وقال: مرة إن عبيد الله بن أبي رافع أخبره - أنه، سمع عليا، يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد،...
عن موسى بن سالم أبي جهضم، أن أبا جعفر، حدثه عن أبيه، أن عليا، حدثهم: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاني عن ثلاث - قال: فما أدري له خاصة، أم للناس...
عن علي، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر، وعمر، فقال: " يا علي، هذان سيدا كهول أهل الجنة، وشبابها بعد النبيين والمرسلين "
عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل، سمع عليا، يقول: أردت أن أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته، فقلت: ما لي من شيء فكيف؟ ثم ذكرت صلته وعائدته،...
عن علي، أن فاطمة، أتت النبي صلى الله عليه وسلم تستخدمه، فقال: " ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك تسبحين ثلاثا وثلاثين، وتكبرين ثلاثا وثلاثين، وتحمدين...
عن محمد ابن الحنفية، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب العبد المؤمن المفتن التواب "
عن علي، قال: كنت رجلا مذاء فكنت أستحيي أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته، فأمرت المقداد فسأله، فقال: " يغسل ذكره ويتوضأ "
عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن علي، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة "
عن عبد الله بن نجي قال: قال علي، كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدخلان بالليل والنهار، وكنت إذا دخلت عليه وهو يصلي تنحنح، فأتيته ذات ليلة، فقا...