حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

البيداء التي يكذبون فيها على رسول الله ﷺ - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب الحج باب ما جاء من أي موضع أحرم النبي صلى الله عليه وسلم (حديث رقم: 818 )


818- عن ابن عمر قال: «البيداء التي يكذبون فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من عند المسجد من عند الشجرة» هذا حديث حسن صحيح "

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (البيداء التي يكذبون فيها على رسول الله ﷺ)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( الْبَيْدَاءُ الَّتِي تَكْذِبُونَ فِيهَا إِلَخْ ) ‏ ‏وَفِي رِوَايَةِ الشَّيْخَيْنِ : بَيْدَاؤُكُمْ هَذِهِ تَكْذِبُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا.
وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ : كَانَ اِبْنُ عُمَرَ إِذَا قِيلَ لَهُ الْإِحْرَامُ مِنْ الْبَيْدَاءِ قَالَ الْبَيْدَاءُ , الَّتِي تَكْذِبُونَ فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ النَّوَوِيُّ : قَالَ الْعُلَمَاءُ هَذِهِ الْبَيْدَاءُ هِيَ الشَّرَفُ الَّذِي قُدَّامَ ذِي الْحُلَيْفَةِ إِلَى جِهَةِ مَكَّةَ , وَهِيَ بِقُرْبِ ذِي الْحُلَيْفَةِ , وَسُمِّيَتْ بَيْدَاءَ ; لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهَا بِنَاءٌ وَلَا أَثَرٌ وَكُلُّ مَفَازَةٍ تُسَمَّى بَيْدَاءَ.
وَأَمَّا هَاهُنَا فَالْمُرَادُ بِالْبَيْدَاءِ مَا ذَكَرْنَاهُ.
وَقَوْلُهُ تَكْذِبُونَ فِيهَا أَيْ تَقُولُونَ إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْرَمَ مِنْهَا وَلَمْ يُحْرِمْ مِنْهَا وَإِنَّمَا أَحْرَمَ قَبْلَهَا مِنْ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ , وَمِنْ عِنْدِ الشَّجَرَةِ الَّتِي كَانَتْ هُنَاكَ وَكَانَتْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ , وَسَمَّاهُمْ اِبْنُ عُمَرَ كَاذِبِينَ ; لِأَنَّهُمْ أَخْبَرُوا بِالشَّيْءِ عَلَى خِلَافِ مَا هُوَ , وَالْكَذِبُ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ هُوَ الْإِخْبَارُ عَنْ الشَّيْءِ بِخِلَافِ مَا هُوَ سَوَاءٌ تَعَمَّدَهُ أَمْ غَلِطَ فِيهِ وَسَهَا.
وَقَالَ الْمُعْتَزِلَةُ يُشْتَرَطُ فِيهِ الْعَمْدِيَّةُ , وَعِنْدَنَا أَنَّ الْعَمْدِيَّةَ شَرْطٌ لِكَوْنِهِ اِسْمًا لَا لِكَوْنِهِ يُسَمَّى كَذِبًا , فَقَوْلُ اِبْنِ عُمَرَ جَاءَ عَلَى قَاعِدَتِنَا اِنْتَهَى.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَاَللَّهِ مَا أَهَلَّ ) ‏ ‏أَيْ مَا وَقَعَ صَوْتُهُ بِالتَّلْبِيَةِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ.
اِعْلَمْ أَنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ اِخْتَلَفُوا فِي مَوْضِعِ إِهْلَالِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَسَبَبُ اِخْتِلَافِهِمْ مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : قُلْت لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ : يَا أَبَا الْعَبَّاسِ عَجِبْت لِاخْتِلَافِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِهْلَالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَوْجَبَ.
فَقَالَ : إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِذَلِكَ , إِنَّهَا إِنَّمَا كَانَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةٌ وَاحِدَةٌ , فَمِنْ هُنَاكَ اِخْتَلَفُوا , خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجًّا , فَلَمَّا صَلَّى فِي مَسْجِدِهِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْهِ أَوْجَبَ فِي مَجْلِسِهِ , فَأَهَلَّ بِالْحَجِّ حِينَ فَرَغَ مِنْ رَكْعَتَيْهِ , فَسَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ فَحَفِظْته عَنْهُ , ثُمَّ رَكِبَ فَلَمَّا اِسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ أَهَلَّ وَأَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ , وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ إِنَّمَا كَانُوا يَأْتُونَ أَرْسَالًا فَسَمِعُوهُ حِينَ اِسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ يُهِلُّ , فَقَالُوا : إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اِسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ , ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ وَأَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ فَقَالُوا : إِنَّمَا أَهَلَّ حِينَ عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ وَأَيْمُ اللَّهِ لَقَدْ أَوْجَبَ فِي مُصَلَّاهُ وَأَهَلَّ حِينَ اِسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ , وَأَهَلَّ حِينَ عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي إِسْنَادِهِ خُصَيْفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الطَّحَاوِيُّ بَعْدَ ذِكْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ بِتَمَامِهَا : فَبَيَّنَ اِبْنُ عَبَّاسٍ الْوَجْهَ الَّذِي جَاءَ فِيهِ اِخْتِلَافُهُمْ , وَأَنَّ إِهْلَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي اِبْتَدَأَ الْحَجَّ وَدَخَلَ فِيهِ كَانَ فِي مُصَلَّاهُ.
فَبِهَذَا نَأْخُذُ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَأَصْحَابِهِمْ.
وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ وَعَطَاءٌ وَقَتَادَةُ : الْمُسْتَحَبُّ الْإِحْرَامُ مِنْ الْبَيْدَاءِ قَالَ الْبَكْرِيُّ الْبَيْدَاءُ هَذِهِ فَوْقَ عِلْمِي ذِي الْحُلَيْفَةِ لِمَنْ صَعِدَ مِنْ الْوَادِي , وَفِي أَوَّلِ الْبَيْدَاءِ بِئْرُ مَاءٍ , كَذَا فِي عُمْدَةِ الْقَارِي.


حديث البيداء التي يكذبون فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما أهل رسول

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَاتِمُ بْنُ إِسْمَعِيلَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عُمَرَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏الْبَيْدَاءُ ‏ ‏الَّتِي يَكْذِبُونَ فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَاللَّهِ ‏ ‏مَا ‏ ‏أَهَلَّ ‏ ‏رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِلَّا مِنْ عِنْدِ الْمَسْجِدِ مِنْ عِنْدِ الشَّجَرَةِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

النبي ﷺ أهل في دبر الصلاة

عن ابن عباس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل في دبر الصلاة». هذا حديث حسن غريب لا نعرف أحدا رواه غير عبد السلام بن حرب، وهو الذي يستحبه أهل العلم: أن...

رسول الله ﷺ أفرد الحج

عن عائشة، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج» وفي الباب عن جابر، وابن عمر.<br>: «حديث عائشة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم»

إن أفردت الحج فحسن وإن قرنت فحسن

عن ابن عمر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم» أفرد الحج «، وأفرد أبو بكر، وعمر، وعثمان» حدثنا بذلك قتيبة قال: حدثنا عبد الله بن نافع الصائغ، عن عبد الله ب...

لبيك بعمرة وحجة

عن أنس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لبيك بعمرة وحجة» وفي الباب عن عمر، وعمران بن حصين.<br> حديث أنس حديث حسن صحيح، وقد ذهب بعض أهل العلم...

لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله

عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، أنه سمع سعد بن أبي وقاص، والضحاك بن قيس وهما يذكران التمتع بالعمرة إلى الحج، فقال الضحاك بن قيس: لا يصنع ذلك إل...

لقد صنعها رسول الله ﷺ

عن ابن شهاب، أن سالم بن عبد الله، حدثه، أنه سمع رجلا من أهل الشام، وهو يسأل عبد الله بن عمر عن التمتع بالعمرة إلى الحج؟ فقال عبد الله بن عمر: هي حلال،...

تمتع رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر وعثمان

عن ابن عباس قال: «تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وأبو بكر، وعمر، وعثمان "، وأول من نهى عنها معاوية 824- وفي الباب عن علي، وعثمان، وجابر، وسعد، وأ...

لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك

عن ابن عمر، أن تلبية النبي صلى الله عليه وسلم كانت: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك» وفي الباب عن ابن م...

هذه تلبية رسول الله ﷺ

عن ابن عمر، أنه أهل فانطلق يهل، فيقول: «لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، وكان عبد الله بن عمر يقول: " هذه تل...