875-
عن الأسود بن يزيد، أن ابن الزبير، قال له: حدثني بما كانت تفضي إليك أم المؤمنين يعني عائشة، فقال: حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: «لولا أن قومك حديثو عهد بالجاهلية، لهدمت الكعبة، وجعلت لها بابين» قال: فلما ملك ابن الزبير هدمها وجعل لها بابين.
: «هذا حديث حسن صحيح»
صحيح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( إِنَّ اِبْنَ الزُّبَيْرِ ) يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ الصَّحَابِيَّ الْمَشْهُورَ ( قَالَ لَهُ ) أَيْ لِلْأَسْوَدِ ( بِمَا كَانَتْ تُفْضِي إِلَيْك ) أَيْ تُسِرُّ إِلَيْك , وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ : قَالَ لِي اِبْنُ الزُّبَيْرِ كَانَتْ عَائِشَةُ تُسِرُّ إِلَيْك كَثِيرًا مَا حَدَّثَتْك فِي الْكَعْبَةِ ( لَوْلَا أَنَّ قَوْمَك حَدِيثُو عَهْدٍ ) بِالْإِضَافَةِ , وَقَالَ الْمُطَرِّزِيُّ : لَا يَجُوزُ حَذْفُ الْوَاوِ فِي مِثْلِ هَذَا وَالصَّوَابُ حَدِيثُو عَهْدٍ , كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي.
وَقَالَ السُّيُوطِيُّ فِي حَاشِيَة النَّسَائِيِّ : وَيُمْكِنُ أَنْ يُوَجَّهَ بِأَنَّ لَفْظَ الْقَوْمِ مُفْرَدٌ لَفْظًا وَجَمْعٌ مَعْنًى فَرُوعِيَ إِفْرَادُ اللَّفْظِ فِي جَانِبِ الْخَبَرِ كَمَا رُوعِيَ اللَّفْظُ فِي إِرْجَاعِ الضَّمِيرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ } حَيْثُ أَفْرَدَ آتَتْ اِنْتَهَى.
قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ : الْحَدِيثُ ضِدُّ الْقَدِيمِ , وَالْمُرَادُ بِهِ قُرْبُ عَهْدِهِمْ بِالْكُفْرِ وَالْخُرُوجُ مِنْهُ وَالدُّخُولُ فِي الْإِسْلَامِ وَأَنَّهُ لَمْ يَتَمَكَّنْ الدِّينُ فِي قُلُوبِهِمْ , فَلَوْ هَدَمْتُ الْكَعْبَةَ وَغَيَّرْتهَا رُبَّمَا نَفَرُوا مِنْ ذَلِكَ اِنْتَهَى ( وَجَعَلْت لَهَا بَابَيْنِ ) أَيْ بَابًا شَرْقِيًّا وَبَابًا غَرْبِيًّا ( فَلَمَّا مَلَكَ اِبْنُ الزُّبَيْرِ هَدَمَهَا وَجَعَلَ لَهَا بَابَيْنِ ) أَحَدُهُمَا يُدْخَلُ مِنْهُ وَالْآخَرُ يُخْرَجُ مِنْهُ.
وَرَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ قِصَّةَ هَدْمِهَا وَبِنَائِهَا مُطَوَّلًا.
قَالَ النَّوَوِيُّ : قَالَ الْعُلَمَاءُ : بُنِيَ الْبَيْتُ خَمْسَ مَرَّاتٍ : بَنَتْهُ الْمَلَائِكَةُ , ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ , ثُمَّ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَحَضَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْبِنَاءَ وَلَهُ خَمْسٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً وَقِيلَ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ وَفِيهِ سَقَطَ عَلَى الْأَرْضِ حِينَ رَفَعَ إِزَارَهُ , ثُمَّ بَنَاهُ الزُّبَيْرُ , ثُمَّ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ , وَاسْتَمَرَّ إِلَى الْآنَ عَلَى بِنَاءِ الْحَجَّاجِ.
وَقِيلَ بُنِيَ مَرَّتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.
قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَلَا يُغَيَّرُ عَنْ هَذَا الْبِنَاءِ.
وَقَدْ ذَكَرُوا أَنَّ هَارُونَ الرَّشِيدَ سَأَلَ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ هَدْمِهَا وَرَدِّهَا إِلَى بِنَاءِ اِبْنِ الزُّبَيْرِ لِلْأَحَادِيثِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْبَابِ , فَقَالَ مَالِكٌ : نَشَدْتُك اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ لَا تَجْعَلَ هَذَا الْبَيْتَ لُعْبَةً لِلْمُلُوكِ , لَا يَشَاءُ أَحَدٌ إِلَّا نَقَضَهُ وَبَنَاهُ , فَتَذْهَبُ هَيْبَتُهُ مِنْ صُدُورِ النَّاسِ اِنْتَهَى.
قَالَ الْحَافِظُ : وَيُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَرْكُ الْمَصْلَحَةِ لِأَمْنِ الْوُقُوعِ فِي الْمَفْسَدَةِ , وَمِنْهُ تَرْكُ إِنْكَارِ الْمُنْكَرِ خَشْيَةَ الْوُقُوعِ فِي أَنْكَرَ مِنْهُ , وَأَنَّ الْإِمَامَ يَسُوسُ رَعِيَّتَهُ بِمَا فِيهِ إِصْلَاحُهُمْ وَلَوْ كَانَ مَفْضُولًا مَا لَمْ يَكُنْ مُحَرَّمًا اِنْتَهَى.
بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي الْحِجْرِ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْجِيمِ وَهُوَ مَعْرُوفٌ عَلَى صِفَةِ نِصْفِ الدَّائِرَةِ , كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي.
وَقَالَ فِي الْقَامُوسِ : الْحِجْرُ بِالْكَسْرِ الْعَقْلُ وَمَا حَوَاهُ الْحَطِيمُ الْمُدَارُ بِالْكَعْبَةِ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ جَانِبِ الشَّمَالِ اِنْتَهَى.
وَقَالَ فِي النِّهَايَةِ : الْحِجْرُ بِالْكَسْرِ اِسْمُ الْحَائِطِ الْمُسْتَدِيرِ إِلَى جَانِبِ الْكَعْبَةِ الْغَرْبِيِّ اِنْتَهَى , قُلْتُ : فِي قَوْلِهِ الْغَرْبِيِّ نَظَرٌ كَمَا لَا يَخْفَى.
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ لَهُ حَدِّثْنِي بِمَا كَانَتْ تُفْضِي إِلَيْكَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِي عَائِشَةَ فَقَالَ حَدَّثَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ قَالَ فَلَمَّا مَلَكَ ابْنُ الزُّبَيْرِ هَدَمَهَا وَجَعَلَ لَهَا بَابَيْنِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
عن عائشة قالت: كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأدخلني الحجر، فقال: «صلي في الحجر إن أردت دخول البيت، فإنما هو...
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم» وفي الباب عن عبد الله بن ع...
عن رجاء أبي يحيى، قال: سمعت مسافعا الحاجب، قال: سمعت عبد الله بن عمرو، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الركن، والمقام ياقوتتان من يا...
عن ابن عباس قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، ثم غدا إلى عرفات»: «وإسماعيل بن مسلم قد تكلموا في...
عن ابن عباس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمنى الظهر والفجر، ثم غدا إلى عرفات» وفي الباب عن عبد الله بن الزبير، وأنس.<br>: «حديث مقسم، عن ابن عباس...
عن عائشة قالت: قلنا يا رسول الله، ألا نبني لك بيتا يظلك بمنى؟ قال: «لا، منى مناخ من سبق»: «هذا حديث حسن»
عن حارثة بن وهب، قال: «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى، آمن ما كان الناس وأكثره ركعتين» وفي الباب عن ابن مسعود، وابن عمر، وأنس.<br>: «حديث حارثة...
عن يزيد بن شيبان، قال: أتانا ابن مربع الأنصاري ونحن وقوف بالموقف مكانا يباعده عمرو، فقال: إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يقول: «كونوا على...
عن عائشة قالت: " كانت قريش ومن كان على دينها وهم الحمس يقفون بالمزدلفة يقولون: نحن قطين الله، وكان من سواهم يقفون بعرفة، فأنزل الله تعالى: {ثم أفيضوا...