حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب السير باب ما جاء في الهجرة (حديث رقم: 1590 )


1590- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا» وفي الباب عن أبي سعيد، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن حبشي: هذا حديث حسن صحيح وقد رواه سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر نحو هذا

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ ) ‏ ‏أَيْ فَتْحِ مَكَّةَ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْرُهُ : كَانَتْ الْهِجْرَةُ فَرْضًا فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ لِقِلَّةِ الْمُسْلِمِينَ بِالْمَدِينَةِ وَحَاجَتِهِمْ إِلَى الِاجْتِمَاعِ , فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ مَكَّةَ دَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَقَطَ فَرْضُ الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَبَقِيَ فَرْضُ الْجِهَادِ وَالنِّيَّةِ عَلَى مَنْ قَامَ بِهِ أَوْ نَزَلَ بِهِ عَدُوٌّ اِنْتَهَى.
وَكَانَتْ الْحِكْمَةُ أَيْضًا فِي وُجُوبِ الْهِجْرَةِ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ لِيَسْلَمَ مِنْ أَذَى ذَوِيهِ مِنْ الْكُفَّارِ , فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُعَذِّبُونَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ , إِلَى أَنْ يَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ , وَفِيهِمْ نَزَلَتْ { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا } الْآيَةَ , وَهَذِهِ الْهِجْرَةُ بَاقِيَةُ الْحُكْمِ فِي حَقِّ مَنْ أَسْلَمَ فِي دَارِ الْكُفْرِ وَقَدَرَ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْهَا.
وَقَدْ رَوَى النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا : " لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ مُشْرِكٍ عَمَلًا بَعْدَمَا أَسْلَمَ وَيُفَارِقُ الْمُشْرِكِينَ ".
وَلِأَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ سَمُرَةَ مَرْفُوعًا : " أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ ".
وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَأْمَنْ عَلَى دِينِهِ ‏ ‏( وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ ) ‏ ‏قَالَ الطِّيبِيُّ وَغَيْرُهُ : هَذَا الِاسْتِدْرَاكُ يَقْتَضِي مُخَالَفَةَ حُكْمِ مَا بَعْدَهُ لِمَا قَبْلَهُ , وَالْمَعْنَى أَنَّ الْهِجْرَةَ الَّتِي هِيَ مُفَارَقَةُ الْوَطَنِ الَّتِي كَانَتْ مَطْلُوبَةً عَلَى الْأَعْيَانِ إِلَى الْمَدِينَةِ اِنْقَطَعَتْ , إِلَّا أَنَّ الْمُفَارَقَةَ بِسَبَبِ الْجِهَادِ بَاقِيَةٌ , وَكَذَلِكَ الْمُفَارَقَةُ بِسَبَبِ نِيَّةٍ صَالِحَةٍ كَالْفِرَارِ مِنْ دَارِ الْكُفْرِ وَالْخُرُوجِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ , وَالْفِرَارِ بِالدِّينِ مِنْ الْفِتَنِ , وَالنِّيَّةِ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ ‏ ‏( وَإِذَا اُسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا ) ‏ ‏قَالَ النَّوَوِيُّ : يُرِيدُ أَنَّ الْخَيْرَ الَّذِي اِنْقَطَعَ بِانْقِطَاعِ الْهِجْرَةِ يُمْكِنُ تَحْصِيلُهُ بِالْجِهَادِ وَالنِّيَّةِ الصَّالِحَةِ , وَإِذَا أَمَرَكُمْ الْإِمَامُ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْجِهَادِ وَنَحْوِهِ مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ فَاخْرُجُوا إِلَيْهِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبَشِيٍّ ) ‏ ‏وَأَمَّا حَدِيثُ هَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ فَلْيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهَا.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ إِلَّا اِبْنَ مَاجَهْ.


حديث لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا وفي الباب عن أبي سعيد

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُجَاهِدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏طَاوُسٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏يَوْمَ فَتْحِ ‏ ‏مَكَّةَ ‏ ‏لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِذَا ‏ ‏اسْتُنْفِرْتُمْ ‏ ‏فَانْفِرُوا ‏ ‏قَالَ ‏ ‏وَفِي ‏ ‏الْبَاب ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ ‏ ‏وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ‏ ‏وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُبْشِيٍّ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏ ‏وَقَدْ رَوَاهُ ‏ ‏سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ ‏ ‏نَحْوَ هَذَا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

بايعنا رسول الله ﷺ على أن لا نفر ولم نبايعه على ال...

عن جابر بن عبد الله، في قوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} [الفتح: ١٨] قال جابر: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أ...

بايعتم رسول الله ﷺ يوم الحديبية قال على الموت

عن يزيد بن أبي عبيد، قال: قلت لسلمة بن الأكوع على أي شيء بايعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية؟ قال: «على الموت» هذا حديث حسن صحيح

كنا نبايع رسول الله ﷺ على السمع والطاعة

عن ابن عمر قال: كنا نبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، فيقول لنا: «فيما استطعتم»

لم نبايع رسول الله ﷺ على الموت

عن جابر بن عبد الله قال: «لم نبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت، إنما بايعناه على أن لا نفر»: هذا حديث حسن صحيح

ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل بايع إماما فإن أعطاه وفى له، و...

جاء عبد فبايع رسول الله ﷺ على الهجرة

عن جابر، أنه قال: جاء عبد فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الهجرة، ولا يشعر النبي صلى الله عليه وسلم أنه عبد، فجاء سيده، فقال النبي صلى الله علي...

إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة

عن محمد بن المنكدر، سمع أميمة بنت رقيقة، تقول: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة، فقال لنا: «فيما استطعتن وأطقتن»، قلت: الله ورسوله أرحم بنا...

أصحاب بدر يوم بدر كعدة أصحاب طالوت ثلاث مائة وثلاث...

عن البراء قال: «كنا نتحدث أن أصحاب بدر يوم بدر كعدة أصحاب طالوت ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا» وفي الباب عن ابن عباس: هذا حديث حسن صحيح وقد رواه الثوري، و...

آمركم أن تؤدوا خمس ما غنمتم

عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لوفد عبد القيس: «آمركم أن تؤدوا خمس ما غنمتم» وفي الحديث قصة.<br>: هذا حديث حسن صحيح.<br> حدثنا قتيبة قال...