1670-
عن البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ائتوني بالكتف، أو اللوح»، فكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} [النساء: ٩٥]، وعمرو ابن أم مكتوم خلف ظهره، فقال: هل لي من رخصة؟ فنزلت: {غير أولي الضرر} [النساء: ٩٥].
وفي الباب عن ابن عباس، وجابر، وزيد بن ثابت.
وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث سليمان التيمي، عن أبي إسحاق وقد روى شعبة، والثوري، عن أبي إسحاق هذا الحديث
صحيح دون قوله أو اللوح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( اِئْتُونِي بِالْكَتِفِ أَوْ اللَّوْحِ ) الظَّاهِرُ أَنَّ أَوْ لِلتَّنْوِيعِ , وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ لِلشَّكِّ , وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ : " اُدْعُوَا فُلَانًا" فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ وَالْكَتِفُ , وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ : فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدًا فَجَاءَ بِكَتِفٍ.
قَالَ النَّوَوِيُّ : فِيهِ جَوَازُ كِتَابِهِ الْقُرْآنِ فِي الْأَلْوَاحِ وَالْأَكْتَافِ , وَفِيهِ طَهَارَةُ عَظْمِ الْمُذَكَّى وَجَوَازُ الِانْتِفَاعِ بِهِ ( فَكَتَبَ ) أَيْ كَتَبَ بِأَمْرِهِ , وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ : أَمْلَى عَلَيْهِ ( هَلْ لِي رُخْصَةٌ ) وَفِي حَدِيثِ زَيْدٍ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ : فَجَاءَهُ اِبْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمْلِيهَا عَلَيَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَاللَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْت وَكَانَ أَعْمَى فَنَزَلَتْ ( { غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ } ) قَالَ النَّوَوِيُّ : قُرِئَ غَيْرَ بِنَصْبِ الرَّاءِ وَرَفْعِهَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فِي السَّبْعِ , قَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ بِنَصْبِهَا وَالْبَاقُونَ بِرَفْعِهَا , وَقُرِئَ فِي الشَّاذِّ بِجَرِّهَا , فَمَنْ نَصَبَ فَعَلَى الِاسْتِثْنَاءِ , وَمَنْ رَفَعَ فَوَصْفٌ لِلْقَاعِدِينَ أَوْ بَدَلٌ مِنْهُمْ , وَمَنْ جَرَّ فَوَصْفٌ لِلْمُؤْمِنِينَ أَوْ بَدَلٌ مِنْهُمْ.
وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ } ) الْآيَةُ دَلِيلٌ لِسُقُوطِ الْجِهَادِ عَنْ الْمَعْذُورِينَ , وَلَكِنْ لَا يَكُونُ ثَوَابُهُمْ ثَوَابَ الْمُجَاهِدِينَ بَلْ لَهُمْ ثَوَابُ نِيَّاتِهِمْ إِنْ كَانَ لَهُمْ نِيَّةٌ صَالِحَةٌ كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ " , وَفِيهِ أَنَّ الْجِهَادَ فَرْضُ كِفَايَةٍ لَيْسَ بِفَرْضِ عَيْنٍ , وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ يَقُولُ إِنَّهُ كَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْضُ عَيْنٍ وَبَعْدَهُ فَرْضُ كِفَايَةٍ , وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ فَرْضَ كِفَايَةٍ مِنْ حِينِ شُرِعَ , وَهَذِهِ الْآيَةُ ظَاهِرَةٌ فِي ذَلِكَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا } اِنْتَهَى.
قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ وَجَابِرٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ) أَمَّا حَدِيثُ اِبْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا فِي التَّفْسِيرِ , وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ فَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْهُ قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ فَقَالَ : " إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ حَبَسَهُمْ الْمَرَضُ " , وَفِي رِوَايَةٍ : " إِلَّا شَرِكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ " , وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا اِبْنُ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ وَأَبُو عَوَانَةَ : وَأَمَّا حَدِيثُ زَيْدٍ فَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي التَّفْسِيرِ.
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالشَّيْخَانِ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي التَّفْسِيرِ ( وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ هَذَا الْحَدِيثَ ) ذَكَرَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ أَنَّ ثَمَانِيَةَ رِجَالٍ رَوَوْا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ائْتُونِي بِالْكَتِفِ أَوْ اللَّوْحِ فَكَتَبَ { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ } وَعَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَقَالَ هَلْ لِي مِنْ رُخْصَةٍ فَنَزَلَتْ { غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ } وَفِي الْبَاب عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَجَابِرٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ هَذَا الْحَدِيثَ
عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال: «ألك والدان؟»، قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد»: وفي الباب عن ابن...
حدثنا ابن جريج، في قوله: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء: ٥٩]، قال: «عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي بعثه رسول الله صلى ا...
عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن الناس يعلمون ما أعلم من الوحدة ما سار راكب بليل» يعني: وحده
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب»: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح لا...
عن عمرو بن دينار، سمع جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحرب خدعة»: وفي الباب عن علي، وزيد بن ثابت، وعائشة، وابن عباس، وأبي ه...
عن أبي إسحاق، قال: كنت إلى جنب زيد بن أرقم، فقيل له: كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة؟ قال: «تسع عشرة»، فقلت: كم غزوت أنت معه؟ قال: «سبع عشرة»،...
عن عبد الرحمن بن عوف قال: «عبأنا النبي صلى الله عليه وسلم ببدر ليلا»: وفي الباب عن أبي أيوب، وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.<br> وسألت محمد...
عن ابن أبي أوفى قال: سمعته يقول يعني النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على الأحزاب، فقال: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم، وزل...
عن جابر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة ولواؤه أبيض»: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم، عن شريك وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرف...