حديث الرسول ﷺ الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

ردوا القتلى إلى مضاجعهم - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب الجهاد باب ما جاء في دفن القتيل في مقتله (حديث رقم: 1717 )


1717- عن جابر قال: لما كان يوم أحد جاءت عمتي بأبي لتدفنه في مقابرنا، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ردوا القتلى إلى مضاجعهم»: هذا حديث حسن صحيح، ونبيح ثقة


صحيح

شرح حديث (ردوا القتلى إلى مضاجعهم)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ) ‏ ‏الْعَبْدِيِّ وَيُقَالُ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ يُكَنَّى أَبَا قَيْسٍ ثِقَةٌ مِنْ الرَّابِعَةِ ‏ ‏( سَمِعَتْ نُبَيْحًا الْعَنَزِيَّ ) ‏ ‏قَالَ فِي التَّقْرِيبِ نُبَيْحٌ بِمُهْمَلَةٍ مُصَغَّرًا اِبْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنَزِيُّ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَالنُّونِ ثُمَّ زَايٍ أَبُو عُمَرَ الْكُوفِيُّ مَقْبُولٌ مِنْ الثَّالِثَةِ اِنْتَهَى.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( جَاءَتْ عَمَّتِي ) ‏ ‏عَمَّةُ جَابِرٍ هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حِرَامٍ الْأَنْصَارِيِّ كَمَا فِي الْمِرْقَاةِ ‏ ‏( بِأَبِي ) ‏ ‏الْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ ‏ ‏( لِتَدْفِنَهُ فِي مَقَابِرنَا ) ‏ ‏أَيْ فِي الْمَدِينَةِ ‏ ‏( رُدُّوا الْقَتْلَى ) ‏ ‏جَمْعُ الْقَتِيلِ وَهُوَ الْمَقْتُولُ أَيْ الشُّهَدَاءَ ‏ ‏( إِلَى مَضَاجِعِهَا ) ‏ ‏أَيْ مَقَاتِلِهِمْ , وَالْمَعْنَى لَا تَنْقُلُوا الشُّهَدَاءَ مِنْ مَقْتَلِهِمْ بَلْ اِدْفِنُوهُمْ حَيْثُ قُتِلُوا.
قَالَ الْقَارِي : وَكَذَا مَنْ مَاتَ فِي مَوْضِعٍ لَا يُنْقَلُ إِلَى بَلَدٍ آخَرَ , قَالَهُ بَعْضُ عُلَمَائِنَا.
وَقَالَ فِي الْأَزْهَارِ : الْأَمْرُ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رُدُّوا الْقَتْلَى لِلْوُجُوبِ , وَذَلِكَ أَنَّ نَقْلَ الْمَيِّتِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ يَغْلِبُ فِيهِ التَّغَيُّرُ حَرَامٌ , وَكَانَ ذَلِكَ زَجْرًا عَنْ الْقِيَامِ بِذَلِكَ وَالْإِقْدَامِ عَلَيْهِ , وَهَذَا أَظْهَرُ دَلِيلٍ وَأَقْوَى حُجَّةٍ فِي تَحْرِيمِ النَّقْلِ وَهُوَ الصَّحِيحُ نَقَلَهُ السَّيِّدُ , وَالظَّاهِرُ أَنَّ نَهْيَ النَّقْلِ مُخْتَصٌّ بِالشُّهَدَاءِ لِأَنَّهُ نُقِلَ اِبْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مِنْ قَصْرِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِحُضُورِ جَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَلَمْ يُنْكِرُوا , وَالْأَظْهَرُ أَنْ يُحْمَلَ النَّهْيُ عَلَى نَقْلِهِمْ بَعْدَ دَفْنِهِمْ لِغَيْرِ عُذْرٍ , وَيُؤَيِّدُهُ لَفْظُ " مَضَاجِعِهِمْ " وَلَعَلَّ وَجْهَ تَخْصِيصِ الشُّهَدَاءِ قَوْلُهُ تَعَالَى : { قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ } وَفِيهِ حِكْمَةٌ أُخْرَى وَهُوَ اِجْتِمَاعُهُمْ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ حَيَاةً وَمَوْتًا وَبَعْثًا وَحَشْرًا , وَيَتَبَرَّكُ النَّاسُ بِالزِّيَارَةِ إِلَى مَشَاهِدِهِمْ , وَيَكُونُ وَسِيلَةً إِلَى زِيَارَةِ جَبَلِ أُحُدٍ حَيْثُ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : " أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ " , اِنْتَهَى كَلَامُ الْقَارِي.
‏ ‏وَقَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : اُخْتُلِفَ فِي جَوَازِ نَقْلِ الْمَيِّتِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ فَقِيلَ يُكْرَهُ لِمَا فِيهِ مِنْ تَأْخِيرِ دَفْنِهِ وَتَعْرِيضِهِ لِهَتْكِ حُرْمَتِهِ , وَقِيلَ يُسْتَحَبُّ.
وَالْأَوْلَى تَنْزِيلُ ذَلِكَ عَلَى حَالَتَيْنِ , فَالْمَنْعُ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ غَرَضٌ رَاجِحٌ كَالدَّفْنِ فِي الْبِقَاعِ الْفَاضِلَةِ , وَتَخْتَلِفُ الْكَرَاهَةُ فِي ذَلِكَ فَقَدْ تَبْلُغُ التَّحْرِيمَ وَالِاسْتِحْبَابُ حَيْثُ يَكُونُ ذَلِكَ بِقُرْبِ مَكَانٍ فَاضِلٍ , كَمَا نَصَّ الشَّافِعِيُّ عَلَى اِسْتِحْبَابِ نَقْلِ الْمَيِّتِ إِلَى الْأَرْضِ الْفَاضِلَةِ كَمَكَّةَ وَغَيْرِهَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اِنْتَهَى.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَالدَّارِمِيُّ.


حديث ردوا القتلى إلى مضاجعهم هذا حديث حسن صحيح ونبيح ثقة

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو دَاوُدَ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ‏ ‏قَال سَمِعْتُ ‏ ‏نُبَيْحًا الْعَنَزِيَّ ‏ ‏يُحَدِّثُ عَنْ ‏ ‏جَابِرٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَمَّا كَانَ يَوْمُ ‏ ‏أُحُدٍ ‏ ‏جَاءَتْ عَمَّتِي بِأَبِي لِتَدْفِنَهُ فِي مَقَابِرِنَا فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏رُدُّوا الْقَتْلَى إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏ ‏وَنُبَيْحٌ ‏ ‏ثِقَةٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

أحاديث أخرى من سنن الترمذي

فدى رجلين من المسلمين برجل من المشركين

عن عمران بن حصين، «أن النبي صلى الله عليه وسلم فدى رجلين من المسلمين برجل من المشركين»: هذا حديث حسن صحيح وعم أبي قلابة هو أبو المهلب واسمه عبد الرحمن...

كنت إذا سألت رسول الله ﷺ أعطاني

عن عبد الله بن عمرو بن هند الحبلي، قال: قال علي: «كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني، وإذا سكت ابتدأني». هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه...

أنزل في القرآن عشر رضعات معلومات فنسخ من ذلك خمس

قالت عائشة: «أنزل في القرآن عشر رضعات معلومات، فنسخ من ذلك خمس، وصار إلى خمس رضعات معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك» حدثنا ب...

إذا أخذتما مضجعكما تقولان ثلاثا وثلاثين وثلاثا وثل...

عن علي، قال: شكت إلي فاطمة مجل يديها من الطحين، فقلت: لو أتيت أباك فسألته خادما، فقال: «ألا أدلكما على ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما مضجعكما تق...

اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهير...

عن عمر بن أبي سلمة، ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم...

اللهم بارك لنا في ثمارنا وبارك لنا في مدينتنا وبار...

عن أبي هريرة، قال: كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لنا...

هل هو إلا مضغة منه أو بضعة منه

عن قيس بن طلق بن علي الحنفي، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وهل هو إلا مضغة منه؟ أو بضعة منه؟»، وفي الباب عن أبي أمامة،: " وقد روي عن غير...

ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض

عن أبي هريرة، قال: قال يهودي بسوق المدينة: لا والذي اصطفى موسى على البشر، قال: فرفع رجل من الأنصار يده فصك بها وجهه، قال: تقول هذا وفينا نبي الله صلى...

قال رسول الله ﷺ المرء مع من أحب

عن صفوان بن عسال، قال: جاء أعرابي جهوري الصوت قال: يا محمد الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء مع من أحب»: «هذا ح...