1567-
عن مصعب بن سعد، قال: أنزلت في أبي أربع آيات، قال: قال أبي: أصبت سيفا.
قلت: يا رسول الله نفلنيه، قال: " ضعه ".
قلت: يا رسول الله نفلنيه، أجعل كمن لا غناء له؟ قال: " ضعه من حيث أخذته " فنزلت: " يسألونك الأنفال " - قال: وهي في قراءة ابن مسعود كذلك {قل الأنفال} وقالت أمي: أليس الله يأمرك بصلة الرحم وبر الوالدين؟ والله لا آكل طعاما، ولا أشرب شرابا، حتى تكفر بمحمد.
فكانت لا تأكل حتى يشجروا فمها بعصا، فيصبوا فيه الشراب - قال شعبة: وأراه قال: والطعام - فأنزلت: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن} وقرأ حتى بلغ {بما كنتم تعملون} ودخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مريض، قلت: يا رسول الله أوصي بمالي كله؟ فنهاني.
قلت: النصف؟ قال: " لا " قلت: الثلث؟ فسكت.
فأخذ الناس به، وصنع رجل من الأنصار طعاما، فأكلوا وشربوا وانتشوا من الخمر، وذاك قبل أن تحرم، فاجتمعنا عنده فتفاخروا، وقالت الأنصار: الأنصار خير، وقالت المهاجرون: المهاجرون خير.
فأهوى له رجل بلحي جزور، ففزر أنفه، فكان أنف سعد مفزورا، فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر} إلى قوله {فهل أنتم منتهون}
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب وهو من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه الطيالسي (٢٠٨) ، ومن طريقه الدورقي (٤٣) ، وأبو عوانة ٤/١٠٤، وأخرجه عبد بن حميد (١٣٢) عن سلم بن قتيبة، والشاشي (٧٨) من طريق النضر بن شميل، ثلاثتهم (الطيالسي وسلم والنضر) عن شعبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (١١٢٥) عن النضر بن شميل، وأبو عوانة ٤/١٠٣-١٠٤، والطحاوي ٣/٢٧٩، والبيهقي في "السنن" ٦/٢٩١ من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، به.
بقصة الأنفال.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٧٩٣٢) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به.
بقصة أم سعد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٢٤) من طريق إسرائيل، ومسلم ٤/١٨٧٧، وأبو يعلى (٧٨٢) من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن سماك بن حرب، به.
بطوله.
وأخرجه مقطعا ابن أبي شيبة ١٤/٣٦٤، والدورقي (٦٠) ، ومسلم (١٧٤٨) (٣٣) ، وأبو يعلى (٦٩٦) و (٧٢٩) و (٧٥١) ، والطبري ٩/١٧٣ و١٧٤ و٢١/٧٠، وأبو عوانة ٤/١٠٤ من طرق عن سماك بن حرب، به.
وانظر ما تقدم برقم (١٥٣٨) ، وما سيأتي برقم (١٦١٤) .
وقوله: "حتى يشجروا فمها"، أي: يدخلوا في شجره- وهو مفتحه- عودا فيفتحوه.
ولحي الجزور: هو العظم الذي فيه الأسنان من داخل الفم، وقوله: "ففزر أنفه"، أي شقه.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "نفلنيه " : من التنفيل ; أي : أعطنيه زائدا على سهم الغنيمة .
"أجعل " : يحتمل على بناء الفاعل ، و"الغناء" - بالفتح والمد - : الكفاية ; أي : اجتهدت في طلب السيف كاجتهاد من لا كفاية له ، والمشهور أنه على بناء المفعول ; أي : قد سعيت في القتال ما سعيت ، فلا تجعلني مثل الضعفاء الذين لا فائد[ة] ، فيهم في القتال .
"حتى يشجروا " : في "النهاية " : الشجر : مفتح الفم ، وقيل : الذقن ، ومنه حديث أم سعد : إذا أرادوا أن يطعموها أو يسقوها شجروا فاها ; أي : أدخلوا في شجرها عودا حتى يفتحوه به .
"فسكت " : أي : عن رده ، بل صرح بجوازه كما جاءت به الرواية .
"وانتشوا " : من انتشى : إذا سكر .
"عنده " : حينما فعلنا ذلك الأمر .
"فأهوى له " : أي : لسعد .
"بلحي جزور " : اللحي - بفتح فسكون - : عظم ينبت عليه الأسنان .
"ففزر " : من الفزر - بفاء ثم زاي ثم راء - : الصدع .
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ أُنْزِلَتْ فِي أَبِي أَرْبَعُ آيَاتٍ قَالَ قَالَ أَبِي أَصَبْتُ سَيْفًا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَفِّلْنِيهِ قَالَ ضَعْهُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَفِّلْنِيهِ أُجْعَلْ كَمَنْ لَا غَنَاءَ لَهُ قَالَ ضَعْهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ فَنَزَلَتْ يَسْأَلُونَكَ الْأَنْفَالَ قَالَ وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ كَذَلِكَ { قُلْ الْأَنْفَالُ } وَقَالَتْ أُمِّي أَلَيْسَ اللَّهُ يَأْمُرُكَ بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَاللَّهِ لَا آكُلُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ فَكَانَتْ لَا تَأْكُلُ حَتَّى يَشْجُرُوا فَمَهَا بِعَصًا فَيَصُبُّوا فِيهِ الشَّرَابَ قَالَ شُعْبَةُ وَأُرَاهُ قَالَ وَالطَّعَامَ فَأُنْزِلَتْ { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } وَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَرِيضٌ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ فَنَهَانِي قُلْتُ النِّصْفُ قَالَ لَا قُلْتُ الثُّلُثُ فَسَكَتَ فَأَخَذَ النَّاسُ بِهِ وَصَنَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ طَعَامًا فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَانْتَشَوْا مِنْ الْخَمْرِ وَذَاكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ فَتَفَاخَرُوا وَقَالَتْ الْأَنْصَارُ الْأَنْصَارُ خَيْرٌ وَقَالَتْ الْمُهَاجِرُونَ الْمُهَاجِرُونَ خَيْرٌ فَأَهْوَى لَهُ رَجُلٌ بِلَحْيَيْ جَزُورٍ فَفَزَرَ أَنْفَهُ فَكَانَ أَنْفُ سَعْدٍ مَفْزُورًا فَنَزَلَتْ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ إِلَى قَوْلِهِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ }
أخبرنا سليمان يعني التيمي، حدثني غنيم، قال: سألت سعد بن أبي وقاص عن المتعة؟ قال: " فعلناها وهذا كافر بالعرش، يعني معاوية "
عن محمد بن سعد، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأن يمتلئ جوف الرجل قيحا خير من أن يمتلئ شعرا "
عن مصعب بن سعد، قال: صليت مع سعد فقلت: بيدي هكذا - ووصف يحيى التطبيق - فضرب يدي وقال: " كنا نفعل هذا فأمرنا أن نرفع إلى الركب "
عن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تصبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر "(1) 1572- عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن سعد...
عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها، أو يقتل صيدها " وقال: " المدينة خير له...
عن عامر بن سعد،عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية، حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل، فركع فيه ركعتين، وصلينا معه ودعا ربه...
عن عمر بن سعد، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عجبت للمؤمن إن أصابه خير حمد الله وشكر، وإن أصابته مصيبة احتسب وصبر، المؤمن يؤجر في...
عن مصعب بن سعد، قال: كنت إذا ركعت وضعت يدي بين ركبتي، قال: فرآني أبي سعد بن مالك فنهاني.<br> وقال: " إنا كنا نفعله فنهينا عنه "
عن سعد بن مالك، وخزيمة بن ثابت، وأسامة بن زيد، قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هذا الطاعون رجز، أو بقية من عذاب عذب به قوم قبلكم، فإذا و...