حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

ما من نفس منفوسة إلا قد كتب مدخلها - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب تفسير القرآن باب ومن سورة والليل إذا يغشى (حديث رقم: 3344 )


3344- عن علي: قال: كنا في جنازة في البقيع، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فجلس وجلسنا معه ومعه عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه إلى السماء فقال: «ما من نفس منفوسة إلا قد كتب مدخلها»، فقال القوم: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا، فمن كان من أهل السعادة، فهو يعمل للسعادة، ومن كان من أهل الشقاء، فإنه يعمل للشقاء؟ قال: «بل اعملوا فكل ميسر، أما من كان من أهل السعادة فإنه ميسر لعمل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فإنه ميسر لعمل الشقاء»، ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى} [الليل: ٦]: «هذا حديث حسن صحيح»

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (ما من نفس منفوسة إلا قد كتب مدخلها)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ) ‏ ‏السُّلَمِيِّ ‏ ‏( عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ) ‏ ‏بِضَمِّ السِّينِ وَفَتْحِ اللَّامِ اِسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي الْبَقِيعِ ) ‏ ‏بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَكَسْرِ الْقَافِ وَهُوَ مَقْبَرَةُ الْمَدِينَةِ ‏ ‏( وَمَعَهُ عُودٌ يَنْكُتُ ) ‏ ‏بِضَمِّ الْكَافِ مِنْ النَّكْتِ ‏ ‏( بِهِ فِي الْأَرْضِ ) ‏ ‏أَيْ يَضْرِبُ الْأَرْضَ بِطَرَفِهِ فِعْلَ الْمُتَفَكِّرِ فِي شَيْءٍ مُهِمٍّ ‏ ‏( مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ ) ‏ ‏أَيْ مَوْلُودَةٍ يُقَالُ نَفَسَتْ الْمَرْأَةُ وَنَفِسَتْ فَهِيَ مَنْفُوسَةٌ وَنُفَسَاءُ إِذَا وَلَدَتْ ‏ ‏( إِلَّا قَدْ كُتِبَ مَدْخَلُهَا ) ‏ ‏الَّذِي تَصِيرُ إِلَيْهِ مِنْ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ‏ ‏( { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى } ‏ ‏أَيْ حَقَّ اللَّهِ وَبَذْلَ مَالَهُ فِي وُجُوهِ الْخَيْرِ ‏ ‏( إِذَا { وَاتَّقَى } ‏ ‏أَيْ اللَّهَ فَاجْتَنَبَ مَحَارِمَهُ ‏ ‏( قُمْتُمْ { وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } ‏ ‏قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ : بِقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَعَنْهُ : صَدَّقَ بِالْخَلَفِ بِهِ أَيْ أَيْقَنَ أَنَّ اللَّهَ سَيَخْلُفُ عَلَيْهِ مَا أَنْفَقَهُ فِي طَاعَتِهِ , وَقِيلَ صَدَّقَ بِالْجَنَّةِ , وَقِيلَ صَدَّقَ بِمَوْعِدِ اللَّهِ الَّذِي وَعَدَهُ أَنْ يُثِيبَهُ ‏ ‏( } { فَسَنُيَسِّرُهُ } ‏ ‏أَيْ نُهَيِّئُهُ ‏ ‏( الْآيَة { لِلْيُسْرَى } ‏ ‏أَيْ لِلْخَلَّةِ الْيُسْرَى وَهِيَ الْعَمَلُ بِمَا يَرْضَاهُ رَبُّهُ ‏ ‏( { وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ } ‏ ‏أَيْ بِحَقِّ اللَّهِ ‏ ‏( { وَاسْتَغْنَى } ‏ ‏أَيْ عَنْ ثَوَابِ اللَّهِ تَعَالَى فَلَمْ يَرْغَبْ فِيهِ ‏ ‏( { وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى } ‏ ‏أَيْ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَذَّبَ بِمَا وَعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ الْجَنَّةِ وَالثَّوَابِ ‏ ‏( { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } ‏ ‏أَيْ لِلْخَلَّةِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى النَّارِ فَتَكُونُ الطَّاعَةُ أَعْسَرَ شَيْءٍ عَلَيْهِ وَأَشَدَّ أَوْ سَمَّى طَرِيقَةَ الْخَيْرِ بِالْيُسْرَى لِأَنَّ عَاقِبَتَهَا الْيُسْرُ وَطَرِيقَةَ الشَّرِّ بِالْعُسْرَى لِأَنَّ عَاقِبَتَهَا الْعُسْرُ , أَوْ أَرَادَ بِهِمَا طَرِيقَيْ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ , وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ عَلِيٍّ هَذَا مُخْتَصَرًا فِي بَابِ الشَّقَاءِ وَالسَّعَادَةِ مِنْ أَبْوَابِ الْقَدَرِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ.


حديث ما من نفس منفوسة إلا قد كتب مدخلها فقال القوم يا رسول الله أفلا نتكل

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَلِيٍّ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي ‏ ‏الْبَقِيعِ ‏ ‏فَأَتَى النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَجَلَسَ وَجَلَسْنَا مَعَهُ وَمَعَهُ عُودٌ ‏ ‏يَنْكُتُ ‏ ‏بِهِ فِي الْأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ ‏ ‏مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا قَدْ كُتِبَ مَدْخَلُهَا فَقَالَ الْقَوْمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَإِنَّهُ يَعْمَلُ لِلسَّعَادَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَإِنَّهُ يَعْمَلُ لِلشَّقَاءِ قَالَ بَلْ اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَإِنَّهُ يُيَسَّرُ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَإِنَّهُ يُيَسَّرُ لِعَمَلِ الشَّقَاءِ ثُمَّ قَرَأَ ‏ { ‏فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ‏} ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت

عن جندب البجلي، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار، فدميت إصبعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هل أنت إلا إصبع دميت، وفي سبيل الله ما لقيت»...

أتيت بطست من ذهب فيها ماء زمزم فشرح صدري إلى كذا و...

عن مالك بن صعصعة، رجل من قومه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان، إذ سمعت قائلا يقول: أحد بين الثلاثة، فأتيت...

من قرأ سورة والتين والزيتون

عن إسماعيل بن أمية، قال: سمعت رجلا بدويا أعرابيا، يقول: سمعت أبا هريرة يرويه يقول: " من قرأ سورة: والتين والزيتون فقرأ: {أليس الله بأحكم الحاكمين} [ال...

لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه

عن ابن عباس: {سندع الزبانية} [العلق: ١٨] قال: قال أبو جهل، لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو فعل لأخذته الملائكة...

والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله

عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فجاء أبو جهل فقال: ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟ «فانصرف النبي صلى الله عليه و...

عددناها فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوما ولا تنقص

عن يوسف بن سعد، قال: قام رجل إلى الحسن بن علي، بعد ما بايع معاوية، فقال: سودت وجوه المؤمنين، أو يا مسود وجوه المؤمنين فقال: لا تؤنبني رحمك الله، فإن ا...

لقد علم أنها في العشر الأواخر من رمضان وأنها ليلة...

عن عبدة بن أبي لبابة، وعاصم هو ابن بهدلة، سمعا زر بن حبيش، يقول: قلت لأبي بن كعب، إن أخاك عبد الله بن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر، فقال: ي...

يا خير البرية قال ذلك إبراهيم

عن المختار بن فلفل، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا خير البرية، قال: «ذلك إبراهيم».<br>: «هذا حديث حسن صحيح»

إن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظ...

عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {يومئذ تحدث أخبارها} [الزلزلة: ٤] قال: «أتدرون ما أخبارها؟» قالوا: الله ورسوله أعلم.<br>...