1690-
عن عياض بن غطيف، قال: دخلنا على أبي عبيدة بن الجراح نعوده من شكوى أصابه، وامرأته تحيفة قاعدة عند رأسه، قلنا : كيف بات أبو عبيدة؟ قالت: والله لقد بات بأجر، فقال أبو عبيدة: ما بت بأجر - وكان مقبلا بوجهه على الحائط - فأقبل على القوم بوجهه، فقال: ألا تسألونني عما قلت؟ قالوا: ما أعجبنا ما قلت، فنسألك عنه.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله، فبسبع مائة، ومن أنفق على نفسه وأهله، أو عاد مريضا، أو ماز أذى، فالحسنة بعشر أمثالها، والصوم جنة ما لم يخرقها، ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة "
هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو عبيدة القرشي الفهري.
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
وأمين هذه الأمة بنص الحديث الصحيح عن سيد المرسلين.
أسلم قديما وشهد المشاهد كلها، وقتل أباه يوم بدر بيده، ونزع الحلقتين من وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، أزم على كل واحدة منهما بأسنانه حتى لا يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسقطت ثنيته، فكان أحسن الناس هتما.
وأسلمت أمه أميمة بنت غنم بن جابر.
وأرسله رسول الله-صلى الله عليه وسلم إلى البحرين، وقال:.
لأبعثن معكم أمينا حق أمين" فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث معهم أبا عبيدة، وقال: "هذا أمين هذه الأمة".
ولما كان يوم السقيفة قال أبو بكر: رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فأشار إليه وإلى عمر، وكانا إلى جانبه.
وقال عمر حين احتضر: لو كان أبو عبيدة حيا لبايعته، ولهذا ذهب من قال: إنه أفضل الصحابة بعد الشيخين.
وقال الجريري، عن عبد الله بن سفيان، عن عائشة، قالت: كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم أبو عبيدة.
ولما ولي عمر بن الخطاب إمرة المؤمنين، عزل خالد بن الوليد عن إمرة الشام وولاها أبا عبيدة، فسمي: أمير الأمراء، وكان أول من سمي بذلك، قاله ابن عساكر.
وقال علي بن رباح، عن علي بن عبد الله بن عمرو: ثلاثة هم أصبح قريش وجوها، وأثبتها حياء، إن حدثوك لم يكذبوك، وإن حدثتهم لم يكذبوك: أبو بكر وعثمان وأبو عبيدة.
وقال الزبير بن بكار: كان يقال: داهيتا قريش اثنان: أبو بكر وأبو عبيدة.
وقال محمد بن سعد وغير واحد: توفي بطاعون عمواس سنة ثماني عشرة وله ثمان وخمسون سنة رضي الله عنه.
"جامع المسانيد والسنن" ٥/الورقة ٢٣٣، وانظر "سير أعلام النبلاء" ١/٥-٢٣.
والحديث إسناده حسن، بشار بن أبي سيف الجرمي روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات.
عياض بن غطيف- ويقال: غطيف بن الحارث، قال ابن أبي حاتم: وهو الصحيح- عده ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، ووثقه هو والدارقطني وابن حبان، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: له صحبة.
والوليد بن عبد الرحمن سقط هنا من جميع الأصول ومن "أطراف المسند"، وأثبتناه من الطريق الآتية (١٧٠٠) ، ومن مصادر التخريج.
وأخرجه الدارمي (٢٧٦٣) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" ٧/٢١، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (٧٣) و (٧٤) ، والنسائي ٤/١٦٧، وأبو يعلى (٨٧٨) ، والدولابي في "الأسماء والكنى" ١/١٢، والبيهقي في "السنن" ٩/١٧١-١٧٢، وفي "شعب الإيمان" (٤٢٧١) من طرق عن واصل، بهذا الإسناد.
وهو عند أبي يعلى بتمامه وعند الباقين مختصر.
وسيأتي برقم (١٧٠٠) و (١٧٠١) .
ماز، بالزاي، أي: أماط وأزال.
وحطة، قال ابن الأثير ١/٤٠٢: أي: تحط عنه خطاياه وذنوبه، وهي فعلة من حط الشيء يحطه: إذا أنزله وألقاه.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "وامرأته تحيفة " : - بالتصغير - : اسم امرأته .
"لقد بات بأجر " : كأنها أخبرت عن حاله بأنه بات مشتغلا بذكر وصلاة ، فاستحق بذلك أجرا عظيما ، فكره إظهار ذلك ، وخاف عدم القبول ، فقال ما قال .
"عما قلت " : أي : من أنه ما بات بأجر .
"قال : سمعت " : إعراضا عن ذلك إلى ذكر العلم ، أو استشهادا على ما قال بأن غاية المرض حط الذنوب ، لا حصول الأجر ، وقد بات مريضا ، وكأنه أوهمهم أن المريض لا يحصل منه الاشتغال ، والله تعالى أعلم .
قوله : "فاضلة " : أي : زائدة عن الحاجة الضرورية ، فتكون عن ظهر غنى ، أو ذات فضل بأن تكون من حلال .
قوله : "في سبيل الله " : ظاهره الجهاد ، والحمل على سبيل الخير لا يخلو عن بعد .
"أو ماز " : من الميز ، وهو الفصل ; أي : فصل عن الطريق أذى ، وبعده عن ممر الناس .
"ما لم يخرقها " : كيضرب ; أي : بارتكاب ما لا يليق بالصوم ; من نحو الغيبة والكذب .
قوله : "حطة " : - بكسر حاء وتشديد طاء - ; أي حط لذنوبه
حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو خِدَاشٍ حَدَّثَنَا وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ عَنْ بَشَّارِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْجَرْمِيِّ عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ نَعُودُهُ مِنْ شَكْوًى أَصَابَهُ وَامْرَأَتُهُ تُحَيْفَةُ قَاعِدَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ قُلْتُ كَيْفَ بَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَتْ وَاللَّهِ لَقَدْ بَاتَ بِأَجْرٍ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَا بِتُّ بِأَجْرٍ وَكَانَ مُقْبِلًا بِوَجْهِهِ عَلَى الْحَائِطِ فَأَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ أَلَا تَسْأَلُونَنِي عَمَّا قُلْتُ قَالُوا مَا أَعْجَبَنَا مَا قُلْتَ فَنَسْأَلُكَ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبِسَبْعِ مِائَةٍ وَمَنْ أَنْفَقَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ أَوْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ مَازَ أَذًى فَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا وَمَنْ ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ
عن أبي عبيدة، قال: آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم: " أخرجوا يهود أهل الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب، واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قب...
عن أبي عبيدة بن الجراح، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه ذكر الدجال، فحلاه بحلية لا أحفظها، قالوا: يا رسول الله: كيف قلوبنا يومئذ كاليوم؟ فقال: " أو خ...
عن أبي عبيدة بن الجراح، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر الدجال قومه، وإني أنذركموه " قال: فوصفه لنا...
عن أبي عبيدة بن الجراح، قال: كان آخر ما تكلم به نبي الله صلى الله عليه وسلم: " أن أخرجوا يهود الحجاز من جزيرة العرب، واعلموا أن شرار الناس الذين يتخذو...
عن أبي أمامة قال: أجار رجل من المسلمين رجلا وعلى الجيش أبو عبيدة بن الجراح، فقال خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص لا تجيروه، فقال أبو عبيدة: نجيره، سمعت...
عن أبي عبيدة بن الجراح، قال: ذكر من دخل عليه فوجده يبكي، فقال: ما يبكيك يا أبا عبيدة؟ فقال: نبكي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوما ما، يفتح ا...
عن شهر بن حوشب الأشعري، عن رابه، - رجل من قومه كان خلف على أمه بعد أبيه كان شهد طاعون عمواس - قال: لما اشتعل الوجع، قام أبو عبيدة بن الجراح في الناس خ...
عن عامر، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش ذات السلاسل، فاستعمل أبا عبيدة على المهاجرين، واستعمل عمرو بن العاص على الأعراب، فقال لهما: تطاوعا،...
عن أبي عبيدة بن الجراح، قال: إن آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أخرجوا يهود أهل الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب "