1702-
عن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: جاء أبو بكر رضي الله عنه بضيف له - أو بأضياف له -، قال: فأمسى عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فلما أمسى، قالت له أمي: احتبست عن ضيفك - أو أضيافك - مذ الليلة، قال: أما عشيتهم؟ قالت: لا، قالت: عرضت ذاك عليه - أو عليهم - فأبوا - أو فأبى - قال: فغضب أبو بكر، وحلف أن لا يطعمه، وحلف الضيف - أو الأضياف - أن لا يطعموه حتى يطعمه، فقال أبو بكر: إن كانت هذه من الشيطان.
قال: فدعا بالطعام فأكل وأكلوا، قال: فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربت من أسفلها أكثر منها، فقال: يا أخت بني فراس ما هذا؟ قال: فقالت قرة عين ، إنها الآن لأكثر منها قبل أن نأكل، فأكلوا وبعث بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه أكل منها "
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
كان من سادات قريش وأشدهم وأسد هم رميا.
أسلم قبل الفتح ثم لم يحفظ عليه كذبة منذأسلم.
وأبلى يوم اليمامة بلاء حسنا، وقثل محكم اليمامة رماه بسهم في عقبه فقتله.
يقال: كان اسمه عبد الكعبة، وفي رواية: عبد العزى، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم: عبد الرحمن، ويكنى بأبي محمد، وقيل: أبو عثمان، وقيل: أبو عبد الله.
وكان فيه مع دينه وصلابته دعابة حسنة، وقصته مع ليلى بنت الجودي التي كان رآها في الجاهلية فعشقها، وأنشد فيها أشعارا كثيرة مشهورة، ولما فتح عمر بن الخطاب الناحية التي كانت فيها نفله إياها.
وكانت وفاته سنة أربع، أو خمس أو ست وخمسين، ودفن بمكة، وقد زارته أم المؤمنين أخته عائشة، وكان شقيقها، وأنشدت عند قبره أبيات متمم بن نويرة في أخيه مالك أمير بني يربوع الذي قتله خالد بن الوليد أيام الردة:
وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهرحتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كاني ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
"جامع المسانيد" ٣/الورقة ١٠٨، وانظر "سير أعلام النبلاء" ٢/٤٧١.
والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين.
محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، وسليمان التيمي: هو سليمان بن طرخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي.
وأخرجه البخاري (٦١٤١) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (٦١٤٠) ، ومسلم (٢٠٥٧) (١١٧) ، وأبو داود (٣٢٧٠) و (٣٢٧١) ، وابن حبان (٤٣٥٠) ، والبيهقي ١٠/٣٤ من طريق سعيد بن إياس الجريري، عن أبي عثمان، به.
وسيأتي برقم (١٧٠٤) و (١٧١٢) و (١٧١٣) .
قوله: "هذه"، قال السندي: أي: اليمين، وهي تؤنث، واستعمال "إن" المخففة بدون اللام الفارقة، كثير في الأحاديث وغيرها، كما صرح به المحققون.
وقوله: "قرة عين"، قال السندي: ظاهر رواية "الصحيحين" أنه قسم، فيمكن نصبه وجره بحرف القسم المقدر، قيل: أرادت بها النبي صلى الله عليه وسلم، ففيه الحلف بالمخلوق، أو المراد: وخالق قرة عيني، ويحتمل أن يقدر: يا قرة عيني، أو: أنت قرة عيني على أنه أراد بها الزوج.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "بضيف له " : الضيف اسم مفرد يطلق على الواحد والجمع ، قيل : لأنه في الأصل مصدر ; كالصوم والزور ، ومنه قوله - تعالى - : هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين [الذاريات : 24] ، والمراد ها هنا : الجمع ; فقد صح أنهم كانوا ثلاثة .
فقوله : "أو بأضياف له" شك من الراوي في اللفظ ، وكذا الترديد بين الإفراد والجمع فيما بعد ، ويحتمل أنه اشتبه الأمر على بعض ، فظن أنه كان واحدا ، أو أكثر ، فردد ، وإن كان الواقع أنهم كانوا ثلاثة .
"فأمسى " : أي : حتى تعشى عنده صلى الله عليه وسلم .
*فلما أمسى " : أي : وجاء بعد ذلك .
"احتبست " : على بناء الفاعل أو المفعول ; فإنه جاء لازما ومتعديا .
"ألا يطعمه " : - بفتح الياء والعين - ; أي : لا يأكله مع الضيف .
"إن كانت " : "إن ! مخففة من المثقلة ; أي : إن الشأن .
"هذه " : أي : اليمين ، وهي تؤنث ، واستعمال "إن" المخففة بدون اللام الفارقة كثير في الأحاديث وغيرها كما صرح به المحققون .
*إلا ربت " : زادت ، والتأنيث لكون "أكثر منها" عبارة عن اللقمة .
"فقال " : أي : لزوجته أم عبد الرحمن .
"يا أخت بني فراس ! " : - بكسر الفاء وتخفيف الراء - نسبة إلى قبيلتها .
"قرة عيني " : ظاهر رواية "الصحيحين" أنه قسم ، فيمكن نصبه وجره بحرف القسم المقدر ، قيل : أرادت بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ففيه الحلف بالمخلوق ، أو المراد : وخالق قرة عيني ، ويحتمل أن يقدر : يا قرة عيني ! أو أنت قرة عيني على أنه أراد بها الزوج .
"إنها " : أي : الأطعمة .
قال النووي - رحمه الله تعالى - : وفيه كرامة ظاهرة للصديق - رضي الله تعالى عنه - .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِضَيْفٍ لَهُ أَوْ بِأَضْيَافٍ لَهُ قَالَ فَأَمْسَى عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَلَمَّا أَمْسَى قَالَتْ لَهُ أُمِّي احْتَبَسْتَ عَنْ ضَيْفِكَ أَوْ أَضْيَافِكَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ قَالَ أَمَا عَشَّيْتِهِمْ قَالَتْ لَا قَالَتْ قَدْ عَرَضْتُ ذَاكَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا أَوْ فَأَبَى قَالَ فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ وَحَلَفَ أَنْ لَا يَطْعَمَهُ وَحَلَفَ الضَّيْفُ أَوْ الْأَضْيَافُ أَنْ لَا يَطْعَمُوهُ حَتَّى يَطْعَمَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنْ كَانَتْ هَذِهِ مِنْ الشَّيْطَانِ قَالَ فَدَعَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلَ وَأَكَلُوا قَالَ فَجَعَلُوا لَا يَرْفَعُونَ لُقْمَةً إِلَّا رَبَتْ مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا فَقَالَ يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ مَا هَذَا قَالَ فَقَالَتْ قُرَّةُ عَيْنِي إِنَّهَا الْآنَ لَأَكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ نَأْكُلَ قَالَ فَأَكَلُوا وَبَعَثَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ أَنَّهُ أَكَلَ مِنْهَا
عن عبد الرحمن بن أبي بكر، أنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هل مع أحد منكم طعام "؟ فإذا مع رجل ص...
حدثنا أبو عثمان، أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر، أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال مرة: " من كان عنده طعام اثنين...
عن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: " أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أردف عائشة إلى التنعيم فأعمرها "
عن عبد الرحمن بن أبي بكر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن ربي أعطاني سبعين ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب " فقال عمر: يا رسول الله، فهل...
عن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل ليدعو بصاحب الدين يوم القيامة، فيقيمه بين يديه، فيقول: أي عبدي فيم...
عن عبد الرحمن بن أبي بكر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يدعو الله بصاحب الدين يوم القيامة، حتى يوقف بين يديه، فيقال: يا ابن آدم فيم أخذت هذا...
عن ابن أبي نجيح، أن أباه حدثه، أنه أخبره من سمع عبد الرحمن بن أبي بكر، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ارحل هذه الناقة، ثم أردف أختك، فإذا ه...
عن حفصة ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أبيها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن: " أردف أختك - يعني عائشة - فأعمرها من التنعيم، ف...
عن عبد الرحمن بن أبي بكر، أنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثلاثين ومائة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هل مع أحد منكم طعام؟ "، فإذا مع رجل...