1980-
عن ابن عباس، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: " إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما: فكان لا يستنزه من البول - قال وكيع: من بوله - وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة ".
ثم أخذ جريدة، فشقها بنصفين، فغرز في كل قبر واحدة.
فقالوا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: " لعلهما أن يخفف عنهما ما لم ييبسا - قال وكيع: تيبسا " (1) 1981- عن ابن عباس، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحائط من حيطان المدينة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبرهما، فذكره، وقال: " حتى ييبسا، أو: ما لم ييبسا (2)
(١)إسناده صحيح على شرط الشيخين.
أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير،والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١/١٢٢ و٣/٣٧٥، والبخاري (٢١٨) ، وابن ماجه (٣٤٧) ، والأجري في "الشريعة" ص ٣٦٢ من طريق أبي معاوية ووكيع، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٢/٣٧٦-٣٧٧، والبخاري (١٣٦١) ، والنسائى ٦/١٠٤، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (٢٣٦) ، والآجري ص ٣٦٢، والبيهقي في "السنن" ٢/٤١٢، وفي "إثبات عذاب القبر" (١١٨) ، والبغوي (١٨٣) من طريق أبي معاوية وحده، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٣/٣٧٧، وهناد في"الزهد" (٣٦٠) و (١٢١٣) ، والبخاري (٦٠٥٢) ، ومسلم (٢٩٢) ، وأبو د اود (٢٠) ، والترمذي (٧٠) ، والنسائي ١/٢٨-٢٩، وابن الجارود (١٣٠) ، وابن خزيمة (٥٦) ، والآجري ص ٣٦٢، والبيهقي في "السنن" ١/١٠٤، وفي "إثبات عذاب القبر" (١١٧) من طريق وكيع وحده، به.
وأخرجه عبد بن حميد (٦٢٠) ، والدارمي (٧٣٩) ، ومسلم (٢٩٢) ، والبيهقي في "السنن" ٢/٤١٢، وفي "إثبات عذاب القبر" (١١٩) من طريق عبد الواحد بن زياد، والبخاري (١٣٧٨) ، وابن حبان (٣١٢٨) ، والآجري ص ٣٦٢ من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، به.
وانظر ما بعده.
قوله: "وما يعذبان في كبير"، قال الخطابي في "معالم السنن" ١/١٩: معناه أنهما لم يعذبا في أمر كان يكبر عليهما، أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلاه، وهو التنزه من البول وترك النميمة، ولم يرد أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدين، وأن الذنب فيهما هين سهل.
وأما غرسه شق العسيب (أو الجريدة) على القبر، وقوله: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا"، فإنه من ناحية التبرك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه بالتخفيف عنهما، وكأنه صلى الله عليه وسلم جعل مدة بقاء النداوة فيهما حدا لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما، وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنى ليس في اليابس، والعامة في كثير من البلدان تفرش الخوص في قبور موتاهم، واراهم ذهبوا إلى هذا، وليس لما تعاطوه من ذلك وجه، والله أعلم.
وانظر "فتح الباري" ١/٣٢٠-٣٢١.
(٢) إسناده صحح على شرط الشيخين.
حسين: هو ابن محمد بن بهرام التميمي المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البخاري (٢١٦) ، وأبو داود (٢١) ، والنسائي ٤/١٠٦، وابن خزيمة (٥٥) ، والآجري في "الشريعة" ص ٣٦١ من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (٦٠٥٥) من طريق عبيدة بن حميد، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (٢٢١) من طريق إبراهيم بن طهمان، ثلاثتهم عن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (٢٦٤٦) ، وابن حبان (٣١٢٩) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، به.
وأخرجه الخرائطي (٢٢٢) من طريق حبيب بن حسان، عن مجاهد، به.
وأخرجه الآجري ص٣٦١ من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن منصور والأعمش، عن مجاهد، به، وانظر ما قبله.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "في كبير " : أي : في أمر يشق الاحتراز عنه عليهما .
"لا يستنزه " : - بنون ساكنة بعدها زاي معجمة ثم هاء - ; أي : لا يتجنب ، ولا يحترز عنه .
"يمشي " : أي : بين الناس .
"بالنميمة " : هي نقل كلام الغير لقصد الإضرار ، والباء للمصاحبة ، أو التعدية على أنه يجعل النميمة ماشية شائعة بين الناس .
"فغرز " : قيل : أي : عند رأسه ، ثبت ذلك بإسناد صحيح .
"أن يخفف " : دخول "أن" لإعطاء "لعل" حكم "عسى " .
"ما لم ييبسا " : - بفتح مثناة تحتية أولى ، وسكون الثانية ، وفتح الموحدة أو كسرها - ; أي : العودان ، قيل : المعنى فيه : أنه يسبح ما دام رطبا ، فيحصل التخفيف ببركة التسبيح ، وعلى هذا فيطرد في كل ما فيه رطوبة من الأشجار وغيرها ، وكذلك ما فيه بركة ; كالذكر والتلاوة من باب أولى ، وقيل : بل هو أمر مخصوص به ليس لمن بعده أن يفعل مثل ذلك .
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ الْمَعْنَى قَالَا حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ وَكِيعٌ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَنْزِهُ مِنْ الْبَوْلِ قَالَ وَكِيعٌ مِنْ بَوْلِهِ وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا قَالَ لَعَلَّهُمَا أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا قَالَ وَكِيعٌ تَيْبَسَا حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قَبْرِهِمَا فَذَكَرَهُ وَقَالَ حَتَّى يَيْبَسَا أَوْ مَا لَمْ يَيْبَسَا
عن ابن عباس، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء، وقال: " أخرجوهم من بيوتكم " فأخرج رسول الله صلى الله عليه...
عن ابن عباس، قال: " أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه صلى قبل الخطبة، ثم خطب، فيرى أنه لم يسمع النساء، فأتاهن ومعه بلال ناشرا ثوبه، فوعظهن، و...
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المكاتب: " يعتق منه بقدر ما أدى دية الحر، وبقدر ما رق منه دية العبد "
عن عكرمة، قال: سمعت ابن عباس، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحاب فكملوا العدة ثلاثين، ول...
عن ابن عباس، قال: " أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة، وردفه أسامة بن زيد، فجالت به الناقة وهو رافع يديه، لا يجاوزان رأسه، فسار على هينته حتى...
عن حبيب بن شهاب، حدثني أبي، قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم خطب الناس بتبوك: " ما في الناس مثل رجل آخذ برأس فرسه، يجاه...
عن ابن عباس: " أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتفا، ثم صلى ولم يتوضأ "
عن ابن عباس، قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبن شاة الجلالة، وعن المجثمة، وعن الشرب من في السقاء "
عن طاوس، قال: كنت مع ابن عباس، فقال له زيد بن ثابت: أنت تفتي " الحائض أن تصدر قبل أن يكون آخر عهدها بالبيت " قال: نعم، قال: فلا تفت بذلك، قال: إما لا،...