2712- عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أن مروان قال: اذهب يا رافع، لبوابه، إلى ابن عباس فقل: لئن كان كل امرئ منا فرح بما أوتي، وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا، لنعذبن أجمعون فقال ابن عباس: وما لكم وهذه؟ إنما نزلت هذه في أهل الكتاب، ثم تلا ابن عباس: {وإذ أخذ الله ميثاق الذينأوتوا الكتاب لتبيننه للناس} هذه الآية، وتلا ابن عباس: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}وقال ابن عباس: " سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره، فخرجوا قد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم إياه ما سألهم عنه "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله.
وأخرجه البخاري (٤٥٦٨) ، ومسلم (٢٧٧٨) ، والترمذي (٣٠١٤) ، والنسائي في "الكبرى" (١١٠٨٦) ، والطبري ٤/٢٠٧، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" ٣/ورقة ٧، والطبراني (١٠٧٣٠) ، والحاكم ٢/٢٩٩، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٧٠١٩) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/١٤١-١٤٢، ومن طريقه الطبري ٤/٢٠٧، والواحدي في "أسباب النزول" ص ٩١، وأخرجه البخاري (٤٥٦٨) ، ومن طريقه البغوي في "معالم التنزيل" ١/٣٨٤ عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف الصنعاني، كلاهما (عبد الرزاق وهشام) عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن علقمة بن وقاص أن مروان قال لبوابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس .
فذكره.
وأشار البخاري في "صحيحه" إلى رواية عبد الرزاق عن ابن جريج.
قلنا: قد اختلف على ابن جريج في شيخ شيخه، فقال عبد الرزاق وهشام بن يوسف الصنعاني عنه: عن ابن أبي مليكة، عن علقمة، وقال حجاج بن محمد عنه: عن ابن أبي مليكة، عن حميد بن عبد الرحمن، قال الحافظ في "الفتح" ٨/٢٣٤: والذي يتحصل لي من الجواب عن هذا الاحتمال أن يكون علقمة بن وقاص كان حاضرا عند ابن عباس لما أجاب، فالحديث من رواية علقمة عن ابن عباس، وإنما قص علقمة سبب تحديث ابن عباس بذلك فقط، وكذا أقول في حميد بن عبد الرحمن، فكأن ابن أبي مليكة حمله عن كل منهما، وحدث به ابن جريج عن كل منهما، فحدث به ابن جريج تارة عن هذا، وتارة عن هذا.
وأخرج البخاري (٤٥٦٧) ، ومسلم (٢٧٧٧) عن أبي سعيد الخدري أن هذه الآية نزلت في المنافقين الذين تخلفوا عن رسول الله، ثم اعتذروا إليه، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا.
قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" ٢/١٥٨: ولا منافاة بين ما ذكره ابن عباس، وما قاله هؤلاء، لأن الآية عامة في جميع ما ذكر.
قوله: "بما أوتي"، قال السندي: بضم الهمزة وكسر الفوقانية، أي: أعطي، هكذا في نسخ "المسند"، وكذا في "صحيح البخاري"، وظاهره أن قراءة مروان "لا تحسبن الذين يفرحون بما أوتوا" كما قرأه سعيد بن جبير وغيره، والقراءة المشهورة (بما أتوا) أي: فعلوا، لكن لفظ مسلم "فرح بما أتى"، وهو موافق للقراءة المشهورة، وهكذا جاء الاختلاف في لفظ ابن عباس، والظاهر أن الاختلاف جاء من الرواة، والصحيح ما هو موافق للقراءة المشهورة.
تنبيه: قال الحافظ ابن حجر ٨/٢٣٥: الشيء الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه اليهود لم
أره مفسرا، وقد قيل: إنه سألهم عن صفته عندهم بأمر واضح، فأخبروه عنه بأمر مجمل، وروى عبد الرزاق (في تفسيره ١/١٤١) من طريق سعيد بن جبير قوله: (لتبيننه للناس ولا تكتمونه) قال: محمد، وقي قوله: (يفرحون بما أتوا) ، قال: بكتمانهم محمدا، وفي قوله: (أن يحمدوا بما لم يفعلوا) ، قال: قولهم: نحن على دين إبراهيم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "أن مروان قال: اذهب يا رافع لبوابه.
.
.
إلخ": هذا الحديث أخرجه الشيخان في "صحيحيهما"، البخاري في: التفسير، ومسلم في كتاب: [ ص: 64 ] صفات المنافقين في آخر "الصحيح"، وعاب عليهما ناس بجهالة رافع بواب مروان، وبأنه قد اختلف في شيخ ابن أبي مليكة، ففي رواية البخاري أنه علقمة بن وقاص، وفي رواية مسلم أنه حميد بن عبد الرحمن; كما في "المسند".
أجيب عن الثاني بأنه يحتمل أن ابن أبي مليكة حمله عن الشيخين جميعا، وعن الأول يمكن أن يكون كل من علقمة وحميد حاضرا عند ابن عباس حين جاءه البواب يسأله.
قلت: جزمهما بأن ابن عباس قال ذلك يخلو من أن يكون بسبب حضورهما عنده، أو بسبب أن يكون البواب عندهما ثقة، والله تعالى أعلم.
"بما أوتي": - بضم الهمزة وكسر الفوقانية - أي: أعطي، هكذا في نسخ "المسند"، وكذا في "صحيح البخاري"، وظاهره أن قراءة مروان: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا [آل عمران: 188]، كما قرأه سعيد بن جبير وغيره، والقراءة المشهورة: بما أتوا [آل عمران: 188]; أي: فعلوا، لكن لفظ مسلم: "فرح بما أتى"، وهو موافق للقراءة المشهورة، وهكذا جاء الاختلاف في لفظ ابن عباس، والظاهر أن الاختلاف جاء من الرواة، والصحيح ما هو الموافق للقراءة المشهورة.
"لنعذبن": على بناء المفعول.
"أجمعون": - بالرفع - : تأكيد للضمير المرفوع، وفي رواية: "أجمعين"، على الحال، وذلك لأنه قلما يخلو إنسان عن هذه المحبة.
"وما لكم": أي: أيها المسلمون.
"في أهل الكتاب": أي: مع خصوص حكمها بموردها على خلاف ما قيل: العبرة لعموم اللفظ لا لخصوص السبب.
"ثم تلا ابن عباس": أي: هذه الآية مع ما قبلها من قوله: وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب [آل عمران: 187]، استشهادا على ما قال.
"قد أروه": هو من الإراءة، دخل عليه كلمة "قد" التحقيقية، وهو الذي في "صحيح مسلم"، والترمذي.
وفي "صحيح البخاري": "فأروه " بزيادة الفاء من غير "قد"، وضبطه بعضهم: "فداروه"; من المداراة بزيادة الفاء، وهو خلاف الروايات المشهورة بلا حاجة إليه.
"بما أوتوا من كتمانهم": الصواب: "بما أتوا من كتمانهم " كما في مسلم، وبعض روايات البخاري; لأن "من كتمانهم" بيان "لما"، وهو لا يوافق بما أوتوا; أي: أعطوا من علم، وإنما يوافق بما أتوا; أي: فعلوا، وهو ظاهر، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ اذْهَبْ يَا رَافِعُ لِبَوَّابِهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ مِنَّا فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمَا لَكُمْ وَهَذِهِ إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ ثُمَّ تَلَا ابْنُ عَبَّاسٍ { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ } هَذِهِ الْآيَةَ وَتَلَا ابْنُ عَبَّاسٍ { لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا } وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَأَلَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ فَخَرَجُوا قَدْ أَرَوْهُ أَنْ قَدْ أَخْبَرُوهُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ وَاسْتَحْمَدُوا بِذَلِكَ إِلَيْهِ وَفَرِحُوا بِمَا أَتَوْا مِنْ كِتْمَانِهِمْ إِيَّاهُ مَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول من جحد آدم - قالها ثلاث مرات - إن الله لما خلقه مسح ظهره، فأخرج ذريته، فعرضهم عليه فرأى فيهم...
عن ابن عباس، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثماني ركعات، ويوتر بثلاث، ويصلي الركعتين، فلما كبر، صار إلى تسع: وست وثلاث "
عن ابن هبيرة، قال: أخبرني من، سمع ابن عباس، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اتقوا الملاعن الثلاث " قيل: ما الملاعن يا رسول الله؟ قال: "...
عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " احتجم وهو محرم "
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن ابن عباس، حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أقرأني جبريل على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده، ويزيدني، ح...
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الأصحاب أربعة، وخير السرايا أربع مائة، وخير الجيوش أربعة آلاف " قال: وقال رسول الله صلى الل...
عن ابن عباس، قال: خرج رجل من خيبر، فاتبعه رجلان وآخر يتلوهما، يقول: ارجعا ارجعا، حتى ردهما، ثم لحق الأول فقال: إن هذين شيطانان، وإني لم أزل بهما حتى ر...
عن ابن عباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد "
عن فاطمة بنت حسين، قالت: سمعت ابن عباس، يقول: " نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نديم النظر إلى المجذمين "