2918-
عن أبي يحيى، مولى ابن عقيل الأنصاري، قال: قال ابن عباس: قال: لقد علمت آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط، فما أدري أعلمها الناس، فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها، فيسألوا عنها؟ ثم طفق يحدثنا، فلما قام، تلاومنا أن لا نكون سألناه عنها، فقلت: أنا لها إذا راح غدا، فلما راح الغد، قلت: يا ابن عباس، ذكرت أمس أن آية من القرآن، لم يسألك عنها رجل قط، فلا تدري أعلمها الناس، فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها؟ فقلت: أخبرني عنها، وعن اللاتي قرأت قبلها.
قال: نعم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش: " يا معشر قريش، إنه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير " وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى ابن مريم، وما تقول في محمد، فقالوا: يا محمد، ألست تزعم أن عيسى كان نبيا وعبدا من عباد الله صالحا، فلئن كنت صادقا، فإن آلهتهم لكما تقولون.
قال: فأنزل الله عز وجل: {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون}قال: قلت: ما يصدون؟ قال: يضجون، {وإنه لعلم للساعة} ، قال: هو خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة .
إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عاصم- وهو ابن أبي النجود- فقد روى له أصحاب السنن، وحديثه في الصحيحين مقرون، وهو صدوق حسن الحديث.
أبو رزين: اسمه مسعود بن مالك الأسدي، وأبو يحيى: هو المعرقب، واسمه مصدع، وفي "التهذيب": أنه مولى عبد الله بن عمرو، ويقال: مولى معاذ بن عفراء الأنصاري، والذي هنا أنه مولى ابن عقيل الأنصاري، قلنا: فلعل أحد الرواة حرف كلمة "عفراء" إلى: عقيل، والله تعالى أعلم.
شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي.
وأخرجه دون قصة ابن عباس في أوله الطبراني (١٢٧٤٠) من طريق الوليد بن مسلم، عن سفيان الثوري وشيبان، بهذا الإسناد.
ولم يزد على قوله: "أبي يحيى" في إسناده.
وأخرجه مختصرا ابن حبان (٦٨١٧) من طريق الوليد بن مسلم، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن عاصم، عن أبي رزين، عن أبي يحيى مولى ابن عفراء، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (وإنه لعلم للساعة) ، قال: "نزول عيسى ابن مريم من قبل يوم القيامة".
هكذا جعله مرفوعا.
وأخرجه بضحوه موقوفا على ابن عباس الطبري ٢٥/٩٠ من طريق سفيان الثوري وشعبة وقيس، ثلاثتهم عن عاصم بن أبي النجود، به.
إلا أن شعبة وقيسا لم يذكرا في إسناده أبا يحيى.
وأخرجه كذلك الحاكم ٢/٤٤٨ من طريق إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، به.
وصحح إسناده، ووافقه الذهبي!
وأخرجه الطبري ٢٥/٩٠ من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، موقوفا.
وأخرجه الطبري أيضا ٢٥/٩٠ من طريق فضيل بن مرزوق، عن جابر قال: كان ابن عباس يقول: ما أدري علم الناس بتفسير هذه الآية، أم لم يفطنوا لها؟ (وإنه لعلم للساعة) قال: نزول عيسى ابن مريم.
قلنا: قوله تعالى: (وإنه لعلم للساعة) ، هكذا قرأ ابن عباس وغيره "علم" بفتح العين واللام، وقال الطبري: اجتمعت قراء الأمصارفي قراءة قوله: (وإنه لعلم للساعة) على كسر العين من العلم، وروي عن ابن عباس ما ذكرت عنه في فتحها، وعن قتادة والضحاك، والصواب من القراءة في ذلك الكسر في العين، لإجماع الحجة من القراء عليه.
وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" ٧/٣٢٥: قرأ الجمهور "لعلم" بكسر العين وتسكين اللام، وقرأ ابن عباس وأبو رزين وأبو عبد الرحمن وقتادة وحميد وابن محيصن بفتحهما.
قال ابن قتيبة: من قرأ بكسر العين، فالمعنى أنه يعلم به قرب الساعة، ومن فتح العين واللام، فإنه بمعنى العلامه والدليل.
وانظر "تفسير ابن كثير" ٧/٢٢٢-٢٢٣.
قلنا: وقد تواترت الأخبار في نزول عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة، وللمحدث محمد أنور شاه الكشميري رحمه الله كتاب جمع فيه هذه إلأخبار، وسماه "التصريح بما تواتر في نزول المسيح"، مطبوع بتحقيق الشيخ العلامة عبد الفتاح أبو غدة.
يضجون، قال السندي: بكسر الضاد المعجمة، من أضح أو ضج: إذا صاح، والأول أنسب، فإن الثاني يستعمل في صياح المغلوب الذي أصابه مشقة وجزع، والأول بخلافه.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "تلاومنا" من اللوم.
"أنا لها": أي: للآية; أي: للسؤال عنها وتحقيقها.
"في محمد": أي: علمت قريش ما تقول; أي: قريش.
"في محمد": أي: في سؤاله ورده فيما قال.
"فلئن كنت صادقا": أي: فيما قلت: إنه لا خير فيمن عبد من دون الله.
"فإن آلهتهم": أي: آلهة النصارى; من عيسى وغيره.
"لكما تقولون": أي: أنت ومن معك من المؤمنين: إنه لا خير فيمن عبد من دون الله.
"يضجون": - بكسر الضاد المعجمة - من أضج، أو ضج: إذا صاح، والأول أنسب; فإن الثاني يستعمل في صياح المغلوب الذي أصابه مشقة وجزع، والأول بخلافه.
فإن قلت: فأين الجواب لهم في الآية؟ قلت: كأنه في قوله تعالى: إن هو إلا عبد أنعمنا عليه [الزخرف: 59]; أي: ومثله لا يرضى بأن يعبد هو دون مولاه، بل غاية همة مثله عبادة مولاه، يريدها من نفسه، ومن غيره، فلم تكن عبادة من عبده عبادة له، بل هي عبادة لمن حملهم عليها; كالشيطان اللعين، فلا إشكال فيما قال - عليه صلوات الله المتعال - ، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.
وفي "المجمع": فيه عاصم بن بهدلة، وثقه أحمد وغيره، وهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى ابْنِ عُقَيْلٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ لَقَدْ عُلِّمْتُ آيَةً مِنْ الْقُرْآنِ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا رَجُلٌ قَطُّ فَمَا أَدْرِي أَعَلِمَهَا النَّاسُ فَلَمْ يَسْأَلُوا عَنْهَا أَمْ لَمْ يَفْطِنُوا لَهَا فَيَسْأَلُوا عَنْهَا ثُمَّ طَفِقَ يُحَدِّثُنَا فَلَمَّا قَامَ تَلَاوَمْنَا أَنْ لَا نَكُونَ سَأَلْنَاهُ عَنْهَا فَقُلْتُ أَنَا لَهَا إِذَا رَاحَ غَدًا فَلَمَّا رَاحَ الْغَدَ قُلْتُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ذَكَرْتَ أَمْسِ أَنَّ آيَةً مِنْ الْقُرْآنِ لَمْ يَسْأَلْكَ عَنْهَا رَجُلٌ قَطُّ فَلَا تَدْرِي أَعَلِمَهَا النَّاسُ فَلَمْ يَسْأَلُوا عَنْهَا أَمْ لَمْ يَفْطِنُوا لَهَا فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْهَا وَعَنْ اللَّاتِي قَرَأْتَ قَبْلَهَا قَالَ نَعَمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِقُرَيْشٍ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ فِيهِ خَيْرٌ وَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ النَّصَارَي تَعْبُدُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا تَقُولُ فِي مُحَمَّدٍ فَقَالُوا يَا مُحَمَّدُ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عِيسَى كَانَ نَبِيًّا وَعَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ صَالِحًا فَلَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَإِنَّ آلِهَتَهُمْ لَكَمَا تَقُولُونَ قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } قَالَ قُلْتُ مَا يَصِدُّونَ قَالَ يَضِجُّونَ { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ } قَالَ هُوَ خُرُوجُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
حدثنا عبد الله بن عباس، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته بمكة جالس، إذ مر به عثمان بن مظعون، فكشر إلى رسول الله صلى الله عليه وسل...
حدثنا شهر، قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل نبي حرم، وحرمي المدينة، اللهم إني أحرمها بحرمك، أن لا يؤوى فيها محدث، ولا يختلى خلاها...
حدثنا شهر، قال: قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما رجل ادعى إلى غير والده، أو تولى غير مواليه الذين أعتقوه، فإن عليه لعنة الله وال...
عن ابن عباس، قال: " نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصناف النساء إلا ما كانت من المؤمنات المهاجرات، قال: {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن...
عن عبد الله بن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب امرأة من قومه يقال لها: سودة، وكانت مصبية، كان لها خمسة صبية أو ستة، من بعل لها مات، فقال لها...
وقال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا له، فأتاه جبريل، فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واضعا كفيه على ركبتي رسول الله صلى الله عليه...
عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " يتفاءل ولا يتطير، ويعجبه كل اسم حسن "
عن ابن عباس، في قوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال: " الذين هاجروا مع محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة "
عن ابن عباس، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء - أو خرج عليهم - وهم جلوس، فقال: " ألا أحدثكم بخير الناس منزلا؟ " قال: قلنا: بلى يا رسول الله.<b...