879- عن عائشة، رضي الله عنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فلمست المسجد، فإذا هو ساجد وقدماه منصوبتان، وهو يقول: «أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك»
إسناده صحيح.
عبدة: هو ابن سليمان الكلابي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، وعبد الرحمن الأعرج: هو ابن هرمز.
وأخرجه مسلم (486)، والنسائى فى "الكبرى" (158) و (691) و (7701)، وابن ماجه (3841) من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (24312) و (25655)، و"صحيح ابن حبان" (1932).
وأخرجه الترمذي (3799) و (3800)، والنسائي (719) من طريق محمد بن إبراهيم، والنسائي (7920) من طريق مسروق، كلاهما عن عائشة، ومحمد بن إبراهيم لم يسمع من عائشة.
قال الخطابي: في هذا الكلام معنى لطيف وهو أنه قد استعاذ بالله وسأله أن يجيره برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، والرضا والسخط ضدان متقابلان، وكذلك المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة، فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له وهو الله سبحانه تعالى استعاذ به منه لا غير.
ومعنى ذلك الاستغفار من التقصير من بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه، وقوله: "لا أحصي ثناء عليك" أي: لا أطيقه ولا أبلغه.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حَبَّان ) : بِفَتْحِ الْحَاء الْمُهْمَلَة وَبِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَة ( فَقَدْت ) : ضِدّ صَادَفْت , أَيْ طَلَبْت فَمَا وَجَدْت ( فَلَمَسْت الْمَسْجِد ) : أَيْ مَسِسْت بِيَدَيَّ الْمَوْضِع الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ ( وَقَدَمَاهُ مَنْصُوبَتَانِ ) : أَيْ قَائِمَتَانِ , وَفِي صَحِيح مُسْلِم " فَالْتَمَسْته فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْن قَدَمه وَهُوَ الْمَسْجِد وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ " وَقَالَ فِي الْمِرْقَاة : الْمَسْجِد بِفَتْحِ الْجِيم أَيْ فِي السُّجُود فَهُوَ مَصْدَر مِيمِيّ أَوْ فِي الْمَوْضِع الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ فِي حُجْرَته , وَفِي نُسْخَة بِكَسْرِ الْجِيم وَهُوَ يَحْتَمِل مَسْجِد الْبَيْت بِمَعْنَى مَعْبَده وَالْمَسْجِد النَّبَوِيّ.
اِنْتَهَى ( أَعُوذ بِرِضَاك مِنْ سَخَطك ) : أَيْ مِنْ فِعْل يُوجِب سَخَطك عَلَيَّ أَوْ عَلَى أُمَّتِي ( وَبِمُعَافَاتِك ) : أَيْ بِعَفْوِك وَأَتَى بِالْمُغَالَبَةِ لِلْمُبَالَغَةِ أَيْ بِعَفْوِك الْكَثِير ( مِنْ عُقُوبَتك ) : وَهِيَ أَثَر مِنْ آثَار السُّخْط , وَإِنَّمَا اِسْتَعَاذَ بِصِفَاتِ الرَّحْمَة لِسَبْقِهَا وَظُهُورهَا مِنْ صِفَات الْغَضَب ( وَأَعُوذ بِك مِنْك ) : إِذْ لَا يَمْلِك أَحَد مَعَك شَيْئًا فَلَا يُعِيذهُ مِنْك إِلَّا أَنْتَ ( لَا أُحْصِي ثَنَاء عَلَيْك ) : قَالَ الطِّيبِيُّ : الْأَصْل فِي الْإِحْصَاء الْعَدّ بِالْحَصَى , أَيْ لَا أُطِيق أَنْ أُثْنِي عَلَيْك كَمَا تَسْتَحِقّهُ ( أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْت ) : مَا مَوْصُولَة أَوْ مَوْصُوفَة وَالْكَاف بِمَعْنَى مِثْل.
قَالَ الطِّيبِيُّ ( عَلَى نَفْسك ) : أَيْ عَلَى ذَاتك.
سُئِلَ الشَّيْخ عِزّ الدِّين بْن عَبْد السَّلَام كَيْف شُبِّهَ ذَاته بِثَنَائِهِ وَهُمَا فِي غَايَة التَّبَايُن , فَأَجَابَ بِأَنَّ فِي الْكَلَام حَذْفًا تَقْدِيره ثَنَاؤُك الْمُسْتَحِقّ كَثَنَائِك عَلَى نَفْسك , فَحُذِفَ الْمُضَاف مِنْ الْمُبْتَدَأ , فَصَارَ الضَّمِير الْمَجْرُور مَرْفُوعًا.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِي هَذَا الْكَلَام مَعْنَى لَطِيف وَهُوَ أَنَّهُ قَدْ اِسْتَعَاذَ بِاَللَّهِ أَنْ يُجِيرهُ بِرِضَاهُ مِنْ سَخَطه وَبِمُعَافَاتِهِ مِنْ عُقُوبَته , وَالرِّضَى وَالسُّخْط ضِدَّانِ مُتَقَابِلَانِ وَكَذَلِكَ الْمُعَافَاة وَالْمُؤَاخَذَة بِالْعُقُوبَةِ , فَلَمَّا صَارَ إِلَى ذِكْر مَا لَا ضِدّ لَهُ وَهُوَ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى اِسْتَعَاذَ بِهِ مِنْهُ لَا غَيْر , وَمَعْنَى ذَلِكَ الِاسْتِغْفَار مِنْ التَّقْصِير مِنْ بُلُوغ الْوَاجِب مِنْ حَقّ عِبَادَته , وَالثَّنَاء عَلَيْهِ.
وَقَوْله لَا أُحْصِي ثَنَاء عَلَيْك أَيْ لَا أُطِيقهُ وَلَا أَبْلُغهُ اِنْتَهَى.
قَالَ النَّوَوِيّ فِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل لِأَهْلِ السُّنَّة فِي جَوَاز إِضَافَة الشَّرّ إِلَى اللَّه تَعَالَى كَمَا يُضَاف إِلَيْهِ الْخَيْر , لِقَوْلِهِ أَعُوذ بِك مِنْ سَخَطك وَعَنْ عُقُوبَتك وَاَللَّه أَعْلَم.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَابْن مَاجَهْ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَنْبَارِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَمَسْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ وَقَدَمَاهُ مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ
عن عروة، أن عائشة، أخبرته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في صلاته: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ...
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: صليت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة تطوع، فسمعته يقول: «أعوذ بالله من النار، ويل لأهل النار»
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وقمنا معه، فقال أعرابي في الصلاة: اللهم ارحمني، ومحمدا، ولا...
عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا قرأ: سبح اسم ربك الأعلى، قال: «سبحان ربي الأعلى»
عن موسى بن أبي عائشة، قال: كان رجل يصلي فوق بيته، وكان إذا قرأ: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} [القيامة: 40]، قال: «سبحانك»، فبكى، فسألوه عن ذلك،...
عن السعدي، عن أبيه، أو عن عمه، قال: " رمقت النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قدر ما يقول: سبحان الله وبحمده ثلاثا "
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم، وذلك أدناه، وإذا سجد فليقل: سبحان ربي...
سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ منكم والتين والزيتون، فانتهى إلى آخرها: {أليس الله بأحكم الحاكمين} [التين: 8]، فليقل:...
عن أنس بن مالك، يقول: ما صليت وراء أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى - يعني عمر بن عبد العزيز...