884- عن موسى بن أبي عائشة، قال: كان رجل يصلي فوق بيته، وكان إذا قرأ: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} [القيامة: 40]، قال: «سبحانك»، فبكى، فسألوه عن ذلك، فقال: «سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم»، قال أبو داود: " قال أحمد: يعجبني في الفريضة أن يدعو بما في القرآن "
رجاله ثقات إلا أن موسي بن أبي عائشة لم يرو عن أحد من الصحابة، وروايته إنما هي عن التابعين، وقد ذكروا أنه كثير الإرسال.
وأخرجه البيهقي 2/ 310، والبغوي فى "شرح السنة" (624) من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أبي هريرة سيأتى برقم (887)، وإسناده ضعيف.
وسلف حديث حذيفة برقم (871) وفيه: وما أتى على آية رحمة إلا وقف وسأل، وما أتى على آية عذاب إلا وقف وتعوذ، وهو صحيح.
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 3/ 104: المستحب للقارئ في الصلاة وغير الصلاة هذا: إذا قرأ آية رحمة أن يسأل، أو آية عذاب أن يتعوذ، أو آية تسبيح أن يسبح.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ مُوسَى بْن أَبِي عَائِشَة ) : هُوَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيّ مَوْلَى آلِ جَمْدَة بْن هُبَيْرَة الْمَخْزُومِيّ.
قَالَ فِي التَّقْرِيب ثِقَة عَابِد مِنْ الْخَامِسَة وَكَانَ يُرْسِل وَمَنْ دُونه هُمْ رِجَال الصَّحِيح ( كَانَ رَجُل ) : جَهَالَة الصَّحَابِيّ مُغْتَفَرَة عِنْد الْجُمْهُور وَهُوَ الْحَقّ ( يُصَلِّي فَوْق بَيْته ) : فِيهِ جَوَاز الصَّلَاة عَلَى ظَهْر الْبَيْت وَالْمَسْجِد وَنَحْوهمَا فَرْضًا أَوْ نَفْلًا عِنْد مَنْ جَعَلَ فِعْل الصَّحَابِيّ حُجَّة أَخْذًا بِهَا.
وَالْأَصْل الْجَوَاز فِي كُلّ مَكَان مِنْ الْأَمْكِنَة مَا لَمْ يَقُمْ دَلِيل عَلَى عَدَمه ( سُبْحَانك ) : أَيْ تَنْزِيهًا لَك أَنْ يَقْدِر أَحَد عَلَى إِحْيَاء الْمَوْتَى غَيْرك وَهُوَ مَنْصُوب عَلَى الْمَصْدَر.
وَقَالَ الْكِسَائِيّ : مَنْصُوب عَلَى أَنَّهُ مُنَادَى مُضَاف ( فَبَلَى ) : بِاللَّامِ , وَفِي نُسْخَة مِنْ سُنَن أَبِي دَاوُدَ فَبَكَى بِالْكَافِ قَالَ اِبْن رَسْلَان : وَأَكْثَر النُّسَخ الْمُعْتَمَدَة بِاللَّامِ بَدَل الْكَاف وَبَلَى حَرْف لِإِيجَابِ النَّفْي , وَالْمَعْنَى أَنْتَ قَادِر عَلَى أَنْ تُحْيِي الْمَوْتَى.
كَذَا فِي النَّيْل ( يُعْجِبنِي ) : مِنْ الْإِعْجَاب أَيْ يُفْرِحنِي وَيَسُرّنِي ( أَنْ يَدْعُو بِمَا فِي الْقُرْآن ) : فِي مَعْنَى كَلَام الْإِمَام أَحْمَد رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى وَجْهَانِ , أَحَدهمَا أَنْ يَدْعُو فِي الصَّلَاة الْفَرِيضَة بَعْد التَّشَهُّد قَبْل التَّسْلِيم بِالْأَدْعِيَةِ الَّتِي هِيَ مَذْكُورَة فِي الْقُرْآن نَحْو { رَبِّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة وَقِنَا عَذَاب النَّار } وَمِثْل { رَبّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا } وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْآيَات الْكَرِيمَة , وَثَانِيهمَا أَنْ يَدْعُو فِي الْفَرِيضَة بِمَا فِي الْقُرْآن مِنْ آيَات الرَّحْمَة وَغَيْرهَا أَيْ إِذَا يَمُرّ الْمُصَلِّي بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيح سَبَّحَ , وَإِذَا يَمُرّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا يَمُرّ بِآيَةٍ يَتَعَوَّذ فِيهَا تَعَوَّذَ.
وَهَذَا الْمَعْنَى هُوَ الْأَقْرَب إِلَى الصَّوَاب.
فَالْإِمَام أَحْمَد لَا يَخُصّ هَذَا فِي النَّوَافِل بَلْ يَسْتَحِبّهُ فِي الْفَرَائِض أَيْضًا وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيّ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَعْرِفَة بَاب الْوُقُوف عِنْد آيَة الرَّحْمَة وَآيَة الْعَذَاب.
قَالَ الشَّافِعِيّ فِي الْقَدِيم : أُحِبّ لِلْإِمَامِ إِذَا قَرَأَ آيَة الرَّحْمَة أَنْ يَقِف فَيَسْأَل اللَّه وَيَسْأَل النَّاس , وَإِذَا قَرَأَ آيَة الْعَذَاب أَنْ يَقِف فَيَسْتَعِيذ وَيَسْتَعِيذ النَّاس , بَلَغَنَا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ فِي صَلَاته , ثُمَّ سَاقَ الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادِهِ حَدِيث حُذَيْفَة الَّذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِم ثُمَّ قَالَ وَرُوِّينَا عَنْ عَائِشَة وَعَنْ عَوْف بْن مَالِك الْأَشْجَعِيّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْنَاهُ فِي آيَة الرَّحْمَة وَفِي آيَة الْعَذَاب , ثُمَّ رُوِيَ مِنْ طَرِيق عَبْد خَيْر أَنَّ عَلِيًّا قَرَأَ فِي الصُّبْح بِسَبِّحْ اِسْم رَبّك الْأَعْلَى فَقَالَ سُبْحَان رَبِّي الْأَعْلَى.
قَالَ الشَّافِعِيّ : وَهُمْ يَكْرَهُونَ هَذَا وَنَحْنُ نَسْتَحِبّ هَذَا.
وَيُرْوَى عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا يُشْبِههُ , فَكَأَنَّهُ أَرَادَ مَا رُوِّينَا فِي حَدِيث حُذَيْفَة أَوْ أَرَادَ مَا رُوِيَ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ سَبِّحْ اِسْم رَبّك الْأَعْلَى قَالَ سُبْحَان رَبِّي الْأَعْلَى إِلَّا أَنَّهُ مُخْتَلَف فِي رَفْعه وَفِي إِسْنَاده.
وَرُوِّينَا فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بْن أُمَيَّة عَنْ الْأَعْرَابِيّ مُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ قَرَأَ مِنْكُمْ وَالتِّين وَالزَّيْتُون فَانْتَهَى إِلَى آخِرهَا أَلَيْسَ اللَّه بِأَحْكَم الْحَاكِمِينَ فَلْيَقُلْ : وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنْ الشَّاهِدِينَ , وَمَنْ قَرَأَ لَا أُقْسِم بِيَوْمِ الْقِيَامَة فَانْتَهَى إِلَى أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى , فَلْيَقُلْ : بَلَى , وَمَنْ قَرَأَ وَالْمُرْسَلَات فَبَلَغَ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ فَلْيَقُلْ : آمَنَّا بِهِ " اِنْتَهَى كَلَام الْبَيْهَقِيِّ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ كَانَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَوْقَ بَيْتِهِ وَكَانَ إِذَا قَرَأَ { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } قَالَ سُبْحَانَكَ فَبَكَى فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو دَاوُد قَالَ أَحْمَدُ يُعْجِبُنِي فِي الْفَرِيضَةِ أَنْ يَدْعُوَ بِمَا فِي الْقُرْآنِ
عن السعدي، عن أبيه، أو عن عمه، قال: " رمقت النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قدر ما يقول: سبحان الله وبحمده ثلاثا "
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم، وذلك أدناه، وإذا سجد فليقل: سبحان ربي...
سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ منكم والتين والزيتون، فانتهى إلى آخرها: {أليس الله بأحكم الحاكمين} [التين: 8]، فليقل:...
عن أنس بن مالك، يقول: ما صليت وراء أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى - يعني عمر بن عبد العزيز...
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت»، قال حماد: «أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن نسجد على سبعة، ولا يكف شعرا، ولا ثوبا»
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت»، وربما قال: «أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة آراب»
عن العباس بن عبد المطلب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب، وجهه، وكفاه، وركبتاه، وقدماه»
عن ابن عمر، رفعه قال: «إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه، وإذا رفعه فليرفعهما»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا، ولا تعدوها شيئا، ومن أدرك الركعة، فقد أدرك الصلاة»