903- عن زياد بن صبيح الحنفي، قال: صليت إلى جنب ابن عمر، فوضعت يدي على خاصرتي، فلما صلى، قال: «هذا الصلب في الصلاة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه»
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سعيد بن زياد، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (967) من طريق سعيد بن زياد، بهذا الاسناد.
وهر في "مسند أحمد" (4849) و (5836).
وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (1219) و (1220)، ومسلم (545) (46)، ولفظه عند البخاري: نهي عن الخصر في الصلاة.
وسيأتي برقم (947).
وآخر من حديث عائشة موقوفا عند البخاري (3458)، وفيه قولها: إن اليهود تفعله.
قوله: "هذا الصلب فى الصلاة" قال الفتني في"مجمع البحار": أي: شبه الصلب،
لأن المصلوب يمد باعه على الجذع، وهيئة الصلب في الصلاة أن يضع يديه على
خاصرتيه ويجافي بين عضديه فى القيام.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( زِيَاد بْن صُبَيْح ) : مُصَغَّر وَقِيلَ بِالْفَتْحِ , وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ ( فَوَضَعْت يَدَيَّ عَلَى خَاصِرَتِيَّ ) : الْخَاصِرَة بِالْفَارِسِيَّةِ تهى كاه.
قَالَ فِي الْقَامُوس : الْخَاصِرَة الشَّاكِلَة وَمَا بَيْن الْحَرْقَفَة وَالْقُصَيْرَى , وَفَسَّرَ الْحَرْقَفَة بِعَظْمِ الْحَجَبَة , أَيْ رَأْس الْوِرْك ( قَالَ هَذَا الصَّلْب فِي الصَّلَاة ) : أَيْ شِبْه الصُّلْب لِأَنَّ الْمَصْلُوب يَمُدّ بَاعَهُ عَلَى الْجِذْع , وَهَيْئَة الصَّلْب فِي الصَّلَاة أَنْ يَضَع يَدَيْهِ عَلَى خَاصِرَته وَيُجَافِي بَيْن عَضُدَيْهِ فِي الْقِيَام كَذَا فِي الْمَجْمَع ( يَنْهَى عَنْهُ ) : أَيْ عَنْ الصَّلْب فِي الصَّلَاة.
وَاعْلَمْ أَنَّهُ وَرَدَ الْحَدِيث فِي النَّهْي عَنْ وَضْع الْيَد عَلَى الْخَاصِرَة فِي الصَّلَاة بِلَفْظِ " نَهَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّي الرَّجُل مُخْتَصِرًا " أَخْرَجَهُ مُسْلِم.
وَبِلَفْظِ " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ التَّخَصُّر فِي الصَّلَاة " وَبِلَفْظِ " نَهَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الِاخْتِصَار فِي الصَّلَاة " رَوَاهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ الْمُؤَلِّف , وَبِلَفْظِ " نَهَى عَنْ الْخَصْر فِي الصَّلَاة " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ.
وَمَعْنَى الِاخْتِصَار وَالتَّخَصُّر وَالْخَصْر وَاحِد : هُوَ وَضْع الْيَد عَلَى الْخَاصِرَة , وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ وَالْأَكْثَرُونَ مِنْ أَهْل اللُّغَة وَالْحَدِيث وَالْفِقْه.
وَحَكَى الْخَطَّابِيُّ وَغَيْره قَوْلًا آخَر فِي تَفْسِيره الِاخْتِصَار فَقَالَ : وَزَعَمَ بَعْضهمْ أَنَّ مَعْنَى الِاخْتِصَار هُوَ أَنْ يُمْسِك بِيَدَيْهِ مِخْصَرَة , أَيْ عَصًا يَتَوَكَّأ عَلَيْهَا.
قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : وَمَنْ قَالَ إِنَّهُ الصَّلَاة عَلَى الْمِخْصَرَة لَا مَعْنَى لَهُ.
وَفِيهِ قَوْل ثَالِث حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ وَابْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة , وَهُوَ أَنْ يَخْتَصِر السُّورَة فَيَقْرَأ مِنْ آخِرهَا آيَة أَوْ آيَتَيْنِ.
وَفِيهِ قَوْل آخَر حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ وَهُوَ أَنْ يَحْذِف مِنْ الصَّلَاة فَلَا يَمُدّ قِيَامهَا وَرُكُوعهَا وَسُجُودهَا.
وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى تَحْرِيم الِاخْتِصَار.
وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ أَهْل الظَّاهِر , وَذَهَبَ اِبْن عَبَّاس وَابْن عُمَر وَعَائِشَة وَإِبْرَاهِيم النَّخَعِيُّ وَمُجَاهِد وَأَبُو مِجْلَز وَمَالِك وَالْأَوْزَاعِيُّ وَالشَّافِعِيّ وَأَهْل الْكُوفَة وَآخَرُونَ إِلَى أَنَّهُ مَكْرُوه , وَالظَّاهِر مَا قَالَهُ أَهْل الظَّاهِر لِعَدَمِ قِيَام قَرِينَة تَصْرِف النَّهْي عَنْ التَّحْرِيم الَّذِي هُوَ مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيّ كَمَا هُوَ الْحَقّ.
وَاخْتُلِفَ فِي الْمَعْنَى الَّذِي نَهَى عَنْ الِاخْتِصَار فِي الصَّلَاة لِأَجْلِهِ عَلَى أَقْوَال : الْأَوَّل : التَّشْبِيه بِالشَّيْطَانِ.
الثَّانِي : أَنَّهُ تَشَبُّه بِالْيَهُودِ.
الثَّالِث : أَنَّهُ رَاحَة أَهْل النَّار.
وَالرَّابِع : أَنَّهُ فِعْل الْمُخْتَالِينَ وَالْمُتَكَبِّرِينَ.
وَالْخَامِس : أَنَّهُ شَكْل مِنْ أَشْكَال الْمَصَائِب يَصُفُّونَ أَيْدِيهمْ عَلَى الْخَوَاصِر إِذَا قَامُوا فِي الْمَأْتَم , وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم.
وَاعْلَمْ أَنَّ الْمُؤَلِّف ذَكَرَ فِي تَرْجَمَة الْبَاب الْإِقْعَاء أَيْضًا وَلَمْ يُورِد فِيهِ حَدِيثًا مَعَ أَنَّهُ تَرْجَمَ لِلْإِقْعَاءِ قَبْلُ وَأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيث اِبْن عَبَّاس , وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَيْهِ , وَيَجِيء بَعْض الْبَيَان فِي بَاب الِاخْتِصَار فِي الصَّلَاة.
حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ صَبِيحٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ فَوَضَعْتُ يَدَيَّ عَلَى خَاصِرَتَيَّ فَلَمَّا صَلَّى قَالَ هَذَا الصَّلْبُ فِي الصَّلَاةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهُ
عن مطرف، عن أبيه، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء صلى الله عليه وسلم»
عن زيد بن خالد الجهني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما، غفر له ما تقدم من ذنبه»
عن عقبة بن عامر الجهني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء، ويصلي ركعتين، يقبل بقلبه ووجهه عليهما، إلا وجبت له الجنة»...
عن المسور بن يزيد الأسدي المالكي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال يحيى وربما قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الصلاة فترك شيئا ل...
عن عبد الله بن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم: " صلى صلاة، فقرأ فيها فلبس عليه، فلما انصرف قال لأبي: «أصليت معنا؟» قال: نعم، قال: «فما منعك»
عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا علي، لا تفتح على الإمام في الصلاة»، قال أبو داود: «أبو إسحاق، لم يسمع من الحارث، إلا أ...
قال أبو ذر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد، وهو في صلاته، ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه»
عن عائشة، رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في الصلاة؟ فقال: «إنما هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد»
عن أبي سعيد الخدري، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رئي على جبهته، وعلى أرنبته أثر طين من صلاة صلاها بالناس»