حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

صلى صلاة فقرأ فيها فلبس عليه - سنن أبي داود

سنن أبي داود | باب تفريع أبواب الركوع والسجود باب الفتح على الإمام في الصلاة (حديث رقم: 907 )


907- عن عبد الله بن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم: " صلى صلاة، فقرأ فيها فلبس عليه، فلما انصرف قال لأبي: «أصليت معنا؟» قال: نعم، قال: «فما منعك»

أخرجه أبو داوود


رجاله ثقات، لكن أعله أبو حاتم- كما في "العلل" 1/ 77 - بأنه قد دخل لهشام بن إسماعيل حديث في حديث، قال: نظرت في بعض مصنفات محمد بن شعيب، فوجدت هذا الحديث رواه محمد بن شعيب، عن محمد بن يزيد البصري، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن النبي- صلى الله عليه وسلم - صلى فترك آية، هكذا مرسل، ورأيت بجنبه حديث عبد الله بن العلاء، عن سالم، عن أبيه، عن النبي- صلى الله عليه وسلم -أنه سئل عن صلاة الليل فقال: "مثنى مثنى .
" فعلمت أنه سقط على هشام بن إسماعيل متن حديث عبد الله بن العلاء وبقي اسناده، وسقط إسناد حديث محمد بن يزيد البصري، فصار متن محمد بن يزيد البصري بإسناد حديث عبد الله بن العلاء بن زبر، وهذا حديث مشهور يرويه الناس عن هشام بن عروة.
وأخرجه البغوي في "شرح السنه" (665) من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن حبان (2242)، والطبرانى في "الكبير" (13216)، وفي "مسند الشاميين" (771)، والبيهقي3/ 212 من طريق هشام بن عمار، عن محمد بن شعيب، به.
وذكر أبو حاتم أن هذا الحديث أدخل على هثام بن عمار وقال: إنه كان قد كتب له سند محمد بن شعيب وليس هذا منه.
قوله: "فما منعك؟ " أي: أن تفتح علي، وكذا هو في مصادر التخريج.
وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (3575) تعقيبا على كلام أبي حاتم هذا: وقد خفيت هذه العلة على ابن حبان، فأخرج هذا الحديث في "صحيحه" من رواية هشام بن عمار عن محمد بن شعيب به.
قلت: ولو سلمنا لأبي حاتم هذه العلة، فيكون الحديث مرسلا صحيحا، ويتأيد بحديث المسور بن يزيد الأسدي السالف، وبقول أنس فيما رواه الحاكم 1/ 276 وصححه وسكت عنه الذهبي عن عبد الله بن بزيغ عن أنس قال: كنا نفتح على الأئمة على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم -.
قال الإمام البغوي في "شرح السنه" 3/ 159 - 160: واختلف الناس فى الفتح على الإمام، فروي عن عثمان وابن عمر أنهما كانا لا يريان به بأسا، وهو قول عطاء والحسن وابن سيرين، وبه قال مالك والشافعي وأحمد وإسحاق، وروي عن ابن مسعود الكراهية في الفتح على الإمام، وكرهه الشعبي وسفيان الثوري وأبو حنيفة.

شرح حديث (صلى صلاة فقرأ فيها فلبس عليه)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( فَلَبِسَ عَلَيْهِ ) ‏ ‏: قَالَ اِبْن رَسْلَان بِفَتْحِ اللَّام وَالْبَاء الْمُوَحَّدَة الْمُخَفَّفَة , أَيْ اِلْتَبَسَ وَاخْتَلَطَ عَلَيْهِ , قَالَ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ } قَالَ وَفِي بَعْض النُّسَخ بِضَمِّ اللَّام وَتَشْدِيد الْمُوَحَّدَة الْمَكْسُورَة.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : لُبِسَ بِالتَّخْفِيفِ أَيْ مَعَ ضَمّ اللَّام وَكَسْر الْمُوَحَّدَة ‏ ‏( فَلَمَّا اِنْصَرَفَ ) ‏ ‏: أَيْ فَرَغَ مِنْ الصَّلَاة ‏ ‏( قَالَ لِأُبَيّ ) ‏ ‏: أَيْ اِبْن كَعْب ‏ ‏( أَصَلَّيْت مَعَنَا ) ‏ ‏: بِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَام ‏ ‏( قَالَ فَمَا مَنَعَك ) ‏ ‏: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْقُول أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ مَا مَنَعَك أَنْ تَفْتَح عَلَيَّ إِذْ رَأَيْتنِي قَدْ لُبِسَ عَلَيَّ اِنْتَهَى وَلَفْظ اِبْن حِبَّان " فَالْتَبَسَ عَلَيْهِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لِأُبَيّ : أَشَهِدْت مَعَنَا ؟ قَالَ نَعَمْ.
قَالَ : فَمَا مَنَعَك أَنْ تَفْتَح عَلَيَّ " وَالْحَدِيثَانِ يَدُلَّانِ عَلَى مَشْرُوعِيَّة الْفَتْح عَلَى الْإِمَام , وَتَقْيِيد الْفَتْح بِأَنْ يَكُون عَلَى إِمَام لَمْ يُؤَدِّ الْوَاجِب مِنْ الْقِرَاءَة وَبِآخِرِ رَكْعَة , مِمَّا لَا دَلِيل عَلَيْهِ , وَكَذَا تَقْيِيده بِأَنْ يَكُون فِي الْقِرَاءَة الْجَهْرِيَّة وَالْأَدِلَّة قَدْ دَلَّتْ عَلَى مَشْرُوعِيَّة الْفَتْح مُطْلَقًا , فَعِنْد نِسْيَان الْإِمَام الْآيَة فِي الْقِرَاءَة الْجَهْرِيَّة يَكُون الْفَتْح عَلَيْهِ بِتَذْكِيرِهِ تِلْكَ الْآيَة كَمَا فِي حَدِيث الْبَاب , وَعِنْد نِسْيَانه لِغَيْرِهَا مِنْ الْأَرْكَان يَكُون الْفَتْح بِالتَّسْبِيحِ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيق لِلنِّسَاءِ.
قَالَهُ فِي النَّيْل.


حديث أصليت معنا قال نعم قال فما منعك

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هِشَامُ بْنُ إِسْمَعِيلَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏ ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏صَلَّى صَلَاةً فَقَرَأَ فِيهَا فَلُبِسَ عَلَيْهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ ‏ ‏لِأُبَيٍّ ‏ ‏أَصَلَّيْتَ مَعَنَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا مَنَعَكَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

لا تفتح على الإمام في الصلاة

عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا علي، لا تفتح على الإمام في الصلاة»، قال أبو داود: «أبو إسحاق، لم يسمع من الحارث، إلا أ...

لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته م...

قال أبو ذر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد، وهو في صلاته، ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه»

إنما هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد

عن عائشة، رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في الصلاة؟ فقال: «إنما هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد»

رئي على جبهته وعلى أرنبته أثر طين من صلاة صلاها با...

عن أبي سعيد الخدري، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رئي على جبهته، وعلى أرنبته أثر طين من صلاة صلاها بالناس»

لينتهين رجال يشخصون أبصارهم إلى السماء

عن جابر بن سمرة - قال عثمان: - قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، المسجد، فرأى فيه ناسا يصلون رافعي أيديهم إلى السماء، ثم اتفقا، فقال: " لينتهين...

ما بال أقوام يرفعون أبصارهم في صلاتهم

عن قتادة، أن أنس بن مالك، حدثهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بال أقوام يرفعون أبصارهم في صلاتهم»، فاشتد قوله في ذلك فقال: «لينتهن عن ذلك...

شغلتني أعلام هذه اذهبوا بها إلى أبي جهم وأتوني بأن...

عن عائشة، قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: في خميصة لها أعلام، فقال: «شغلتني أعلام هذه، اذهبوا بها إلى أبي جهم، وأتوني بأنبجانيته» (1)...

ثوب بالصلاة فجعل رسول الله ﷺ يصلي وهو يلتفت إلى ال...

عن سهل ابن الحنظلية، قال: «ثوب بالصلاة - يعني صلاة الصبح -، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب»، قال أبو داود: «وكان أرسل فارس...

كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب

عن أبي قتادة، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها»