3310- عن ابن عباس، قال: كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب أبو اليسر بن عمرو، وهو كعب بن عمرو، أحد بني سلمة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف أسرته يا أبا اليسر؟ " قال: لقد أعانني عليه رجل ما رأيته بعد، ولا قبل، هيئته كذا، هيئته كذا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد أعانك عليه ملك كريم "، وقال للعباس: " يا عباس، افد نفسك، وابن أخيك عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، وحليفك عتبة بن جحدم " أحد بني الحارث بن فهر، قال: فأبى، وقال: إني كنت مسلما قبل ذلك، وإنما استكرهوني، قال: " الله أعلم بشأنك، إن يك ما تدعي حقا، فالله يجزيك بذلك، وأما ظاهر أمرك، فقد كان علينا، فافد نفسك " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ منه عشرين أوقية ذهب، فقال: يا رسول الله، احسبها لي من فداي، قال: " لا، ذاك شيء أعطاناه الله منك " قال: فإنه ليس لي مال، قال: " فأين المال الذي وضعته بمكة، حيث خرجت، عند أم الفضل، وليس معكما أحد غيركما، فقلت: إن أصبت في سفري هذا، فللفضل، كذا ولقثم كذا، ولعبد الله كذا؟ " قال: فوالذي بعثك بالحق، ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرها، وإني لأعلم أنك رسول الله
حسن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن عكرمة.
وأخرج قصة الأسر ابن سعد في "الطبقات" ٤/١٢ من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني بعض أصحابنا، عن مقسم أبي القاسم، عن ابن عباس.
وأخرجها الطبري في "التاريخ" ٢/٤٦٣ من طريق محمد بن إسحاق، قال: فحدثني الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس.
وأخرج قصة الفداء ابن سعد في "الطبقات" ٤/١٥ من طريق محمد بن كثير، والطبري في "التاريخ" ٢/٤٦٥-٤٦٦ من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس.
وأخرجها البيهقي في "دلائل النبوة" ٣/١٤٢-١٤٣ من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن عروة والزهري وجماعة سماهم، فذكروا القصة، وساقها.
وهذه أسانيد لا يخلو واحد منها عن علة.
وأخرج الطبراني (١١٣٩٨) من طريق محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس: (قل لمن في أيديكم من الأسرى) حتى بلغ (أخذ منكم) ، قال: كان العباس يقول: في والله أنزلت حين أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إسلامي، وسألته أن يحاسبني بالعشرين أوقية التي وجد معي، فأبى أن يحاسبني بها، فأعطاني الله بالعشرين أوقية عشرين عبدا، كلهم تاجر بمالي في يده مع ما أرجو من مغفرة الله.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/٢٨: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" باختصار، ورجال الأوسط رجال الصحيح غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" ١٠/٤٩ من طريق محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، مثله.
إلا أنه قال: في نزلت: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) .
وأخرج الحاكم ٣/٣٢٤، وعنه البيهقي في "السنن" ٦/٣٢٢ من طريق محمد بن إسحاق، حدثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة.
وفيه: وقال العباس: يا رسول الله، إني كنت مسلما.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أعلم بإسلامك، فإن يكن كما تقول، فالله يجزيك، فافد نفسك، وابني أخويك: نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب، وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر".
فقال: ما ذاك عندي يا رسول الله، قال: "فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل، فقلت لها: إن أصبت، فهذا المال لبنى: الفضل، وعبد الله، وقثم؟! ".
فقال: والله يا رسول الله، إني أشهد أنك رسول الله، إن هذا لشيء ما علمه أحد غيري، وغير أم الفضل! فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني، عشرين أوقية من مال كان معي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "] لا [أفعل".
ففدى العباس نفسه، وابني أخويه، وحليفه، وأنزل الله عز وجل: (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم) فأعطاني مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبدا، كلهم في يده مال يضرب به، مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل.
وهذا إسناد حسن.
أبو اليسر- بفتح الياء والسين-: صحابي أنصاري شهد العقبة وبدرا، وله فيهما آثار كثيرة، مات بالمدينة سنة ٥٥، وبنو سلمة في الأنصار: بفتح السين وكسر اللام، والنسبة إليها: سلمي بفتحتين.
وقوله: "أبو اليسر"، قال السندي: هكذا في النسخ، فهو اسم كان، والموصول خبر مقدم لها.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "كان الذي أسر العباس": أي: أخذه وجعله أسيرا.
"أبو اليسر": هكذا في النسخ، فهو اسم كان، والموصول خبر مقدم لها.
"وقال: إني قد كنت مسلما.
.
.
إلخ": يدل الحديث على أنه لا عبرة بدعوى من معه علاقة التكذيب الإسلام فيما سبق في التخلص من أحكام الكفرة، إذا لم يكن معروف الإسلام، بل معروف الكفر، لكن يشكل أن قوله: وإني لأعلم أنك رسول الله، إيمان منه في الحال، فيجب اعتباره، إلا أن يقال: لم يقل ذلك على وجه الإنشاء، بل قاله على وجه الإخبار عما كان عليه، فهو مثل الدعوى الأولى ، والله تعالى أعلم.
وفي "المجمع": فيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات.
حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ قَالَ مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ الَّذِي أَسَرَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو الْيَسَرِ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو أَحَدُ بَنِي سَلِمَةَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ أَسَرْتَهُ يَا أَبَا الْيَسَرِ قَالَ لَقَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ رَجُلٌ مَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ وَلَا قَبْلُ هَيْئَتُهُ كَذَا هَيْئَتُهُ كَذَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ أَعَانَكَ عَلَيْهِ مَلَكٌ كَرِيمٌ وَقَالَ لِلْعَبَّاسِ يَا عَبَّاسُ افْدِ نَفْسَكَ وَابْنَ أَخِيكَ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ وَحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بْنَ جَحْدَمٍ أَحَدُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ قَالَ فَأَبَى وَقَالَ إِنِّي كُنْتُ مُسْلِمًا قَبْلَ ذَلِكَ وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهُونِي قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِشَأْنِكَ إِنْ يَكُ مَا تَدَّعِي حَقًّا فَاللَّهُ يَجْزِيكَ بِذَلِكَ وَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا فَافْدِ نَفْسَكَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَخَذَ مِنْهُ عِشْرِينَ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ احْسُبْهَا لِي مِنْ فِدَايَ قَالَ لَا ذَاكَ شَيْءٌ أَعْطَانَاهُ اللَّهُ مِنْكَ قَالَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ قَالَ فَأَيْنَ الْمَالُ الَّذِي وَضَعْتَهُ بِمَكَّةَ حَيْثُ خَرَجْتَ عِنْدَ أُمِّ الْفَضْلِ وَلَيْسَ مَعَكُمَا أَحَدٌ غَيْرَكُمَا فَقُلْتَ إِنْ أُصِبْتُ فِي سَفَرِي هَذَا فَلِلْفَضْلِ كَذَا وَلِقُثَمَ كَذَا وَلِعَبْدِ اللَّهِ كَذَا قَالَ فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَلِمَ بِهَذَا أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ غَيْرِي وَغَيْرُهَا وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ
عن ابن عباس، قال: حلق رجال يوم الحديبية، وقصر آخرون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يرحم الله المحلقين " قالوا: يا رسول الله، والمقصرين؟ قال: "...
عن ابن عباس: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرق كتفا، ثم قام فصلى ولم يتوضأ "
عن عطاء: أنه " كان لا يرى بأسا أن يحرم الرجل في ثوب مصبوغ بزعفران قد غسل، ليس فيه نفض ولا ردع " (1) 3314- عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه...
عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه في يوم العيد أن يخرج أهله، قال: فخرجنا، " فصلى بغير أذان ولا إقامة، ثم خطب الرجال، ثم أتى ال...
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين " وقال: " وما مررت بملإ من الملائكة ليلة أسري ب...
عن ابن عباس، قال: " سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة ونحن آمنون لا نخاف شيئا، فصلى ركعتين ركعتين "
عن ابن عباس، قال: " كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مكحلة، يكتحل بها عند النوم ثلاثا في كل عين "
عن ابن عباس: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث بسرف وهو محرم، ثم دخل بها بعدما رجع بسرف "
عن ابن عباس: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتحل بالإثمد كل ليلة قبل أن ينام، وكان يكتحل في كل عين ثلاثة أميال "