3610- عن عبد الله، قال: كنا نمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمر بابن صياد، فقال: " إني قد خبأت لك خبئا "، قال ابن صياد: دخ، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اخسأ، فلن تعدو قدرك " فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنقه، قال: " لا، إن يكن الذي تخاف، فلن تستطيع قتله "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه مسلم (٢٩٢٤) (٨٦) ، وأبو يعلى (٥٢٢٣) ، وابن حبان (٦٧٨٣) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٥/١٦٠، ومسلم (٢٩٢٤) (٨٥) ، وأبو يعلى (٥١٧٢) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ٤/٩٩، من طريقين عن الأعمش، به.
وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (٣٠٥٥) و (٦١٧٣) ، ومسلم (٢٩٣٠) ، سيرد (٦٣٦٠) .
وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (٢٩٢٥) ، سيرد ٣/٨٢.
وعن جابر عند مسلم (٢٩٢٦) ، سيرد ٣/٣٦٨.
وعن أبي ذر، سيرد ٥/١٤٨.
وعن أبي الطفيل، سيرد ٥/٤٥٤.
وعن ابن عباس عند البخاري (٦١٧٢) مختصرا.
وعن حسين بن علي عند عبد الرزاق (٢٠٨١٨) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (٢٩٠٨) و (٢٩٠٩) ، أورده الهيثمي في "المجمع" ٨/٥ وقال: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح.
وعن زيد بن حارثة عند البزار (٣٣٩٩) ، والطبراني في "الكبير" (٤٦٦٦) ، أورده الهيثمي في "المجمع" ٨/٥ وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه زياد بن الحسن بن فرات، ضعفه أبو حاتم، ووثقه ابن حبان.
وابن الصياد، سيرد من حديث جابر، قال: ولدت امرأة من اليهود غلاما ممسوحة عينه، والأخرى طالعة ناتئة، فأشفق النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون هو الدجال، قال القرطبي فيما نقل عنه الحافظ في "الفتح" ٦/١٧٣: كان ابن صياد على طريقة الكهنة، يخبر بالخبر، فيصح تارة ويفسد أخرى، فشاع ذلك، ولم ينزل في شأنه وحي، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم سلوك طريقة يختبر حاله بها، وقد أسلم بعد.
قوله: "إني قد خبأت لك خبأ"، أي: أخفيت لك شيئا.
قوله: "دخ": سيرد من حديث أبي ذر قوله: "فأراد أن يقول الدخان، فلم يستطع، فقال: "الدخ"، وسيرد من حديث ابن عمر قوله: "وخبأ له: يوم تأتي السماء بدخان مبين"، قال الحافظ في "الفتح" ٦/١٧٣: وأما جواب ابن صياد بالدخ، فقيل: إنه اندهش، فلم يقع من لفظ الدخان إلا على بعضه، وحكى الخطابي أن الآية حينئذ كانت مكتوبة في يد النبي صلى الله عليه وسلم فلم يهتد ابن صياد منها إلا لهذا القدر الناقص على طريقة الكهنة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لن تعدو قدرك"، أي: قدر مثلك من الكهان الذين يحفظون من إلقاء شياطينهم ما يحفظونه مختلطا صدقه بكذبه.
وحكى أبو موسى المديني أن السر في امتحان النبي صلى الله عليه وسلم له بهذه الآية الإشارة إلى
أن عيسى ابن مريم يقتل الدجال بجبل الدخان، فأراد التعريض لابن صياد بذلك، واستبعد الخطابي ما تقدم، وصوب أنه خبأ له الدخ، وهو نبت يكون في البساتين، وسبب استبعاده له أن الدخان لا يخبأ في اليد ولا الكم.
ثم قال: إلا أن يكون خبأ له اسم الدخان في ضميره، وعلى هذا فيقال: كيف اطلع ابن صياد أو شيطانه على ما في الضمير؟ ويمكن أن يجاب باحتمال أن يكون النبيء صلى الله عليه وسلم تحدث مع نفسه أو أصحابه بذلك قبل أن يختبره، فاسترق الشيطان ذلك أو بعضه.
قوله: "فلن تعدو قدرك"، قال الحافظ: أي: لن تجاوز ما قدر الله فيك، أو مقدار أمثالك من الكهان.
قال العلماء: استكشف النبي صلى الله عليه وسلم أمره ليبين لأصحابه تمويهه، لئلا يلتبس حاله على ضعيف لم يتمكن في الإسلام.
وقد استوفى الحافط الحديث عن ابن صياد في "الفتح" ١٣/٣٢٤-٣٢٩، فانظره.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "إني خبأت لك": أي: أضمرت لك.
"خبئا": - بفتح فسكون - : الشيء المضمر المستور، وكانوا يضمرون للكهنة.
"دخ": - بفتح الدال، وتضم، وتشديد الخاء - : هو الدخان، قيل: لم يقدر على تمام الآية، ولا على تمام لفظة منها، بل أتى بلفظة ناقصة على عادة الكهنة; فإن الآية التي خبأها النبي صلى الله عليه وسلم هي قوله تعالى: يوم تأتي السماء بدخان مبين [الدخان: 10].
قلت: وهذا يقتضي أن المذكور - بضم الدال وتخفيف الخاء - فإنه هو بعض الدخان.
فإن قلت: كيف اطلع هو أوشيطانه على بعض ذلك؟ قلت: الأظهر أنه جرى ذكره في السماء، فاسترق الشيطان من هنالك كسائر الأمور التي يخبر بها الكهنة.
"اخسأ": كلمة تستعمل عند طرد الكلب ونحوه; أي: اسكت وابعد صاغرا مطرودا.
"فلن تعدو قدرك": أي: فلن تتجاوز مرتبتك التي هي مرتبة الكهنة.
"لا": أي: لا تقتله.
"إن يكن": "إن" شرطية، والجملة في معنى التعليل.
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا نَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ بِابْنِ صَيَّادٍ فَقَالَ إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبْئًا قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ دُخٌّ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ قَالَ لَا إِنْ يَكُنْ الَّذِي نَخَافُ فَلَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ
عن عبد الله، قال: لكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " يحكي نبيا ضربه قومه، فهو يمسح عن وجهه الدم، ويقول رب اغفر لقومي، فإنهم لا يعلمون "
عن عبد الله، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أكبر؟ قال: " أن تجعل لله ندا وهو خلقك "، قال: ثم أي؟ قال: " أن تقتل ولدك أن يطعم معك "، قا...
عن مسروق، قال: جاء رجل إلى عبد الله، فقال: إني تركت في المسجد رجلا يفسر القرآن برأيه، يقول في هذه الآية: {يوم تأتي السماء بدخان مبين} إلى آخرها: يغشاه...
عن عبد الله، قال: كنت مستترا بأستار الكعبة، فجاء ثلاثة نفر: قرشي، وختناه ثقفيان، أو ثقفي وختناه قرشيان، كثير شحم بطونهم، قليل فقه قلوبهم، فتكلموا بكلا...
عن زينب، امرأة عبد الله، قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب، تنحنح وبزق، كراهية أن يهجم منا على شيء يكرهه، قالت: وإنه جاء ذات يوم، فت...
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا أحد أغير من الله عز وجل، فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها، وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من ال...
عن عبد الله، قال: " لأن أحلف بالله تسعا ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل قتلا، أحب إلي من أن أحلف واحدة، وذلك بأن الله عز وجل اتخذه نبيا، وجعله ش...
عن عبد الله، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكا شديدا؟ قال: " أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منك...
عن عبد الله، قال: تعاهدوا هذه المصاحف - وربما، قال: القرآن - فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله، قال: وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام :...