3625- عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة، وقلت: أخرى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات لا يشرك بالله شيئا، دخل الجنة " قال: وقلت أنا: من مات يشرك بالله شيئا، دخل النار
رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه قلبا، فقد جعل أبو معاوية المرفوع موقوفا، والموقوف مرفوعا كما يأتي بيانه.
وأخرجه أبو يعلى (٥١٩٨) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص ٣٥٩-٣٦٠، وابن منده (٦٩) ، من طرق عن أبي معاوية شيخ أحمد، بهذا الإسناد، ورواية ابن منده على الجادة.
وأخرجه أبو عوانة ١/١٧ عن علي بن حرب، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، به، مقلوبا كهذا المتن.
قال الحافظ في "الفتح" ٣/١١١: ولم تختلف الروايات في "الصحيحين" في أن المرفوع الوعيد، والموقوف الوعد (يعني أن قول: "من مات يشرك بالله شيئا دخل النار" هو المرفوع، وقول: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة" هو الموقوف) ، ثم نقل الحافظ عن الإسماعيلي قوله: وإنما المحفوظ أن الذي قلبه أبو معاوية وحده (أثبت المحقق: أبو عوانة، وهو خطأ) ، وبذلك جزم ابن خزيمة في "صحيحه"، والصواب رواية الجماعة، وكذلك أخرجه أحمد من طريق عاصم، وابن خزيمة من طريق سيار، وابن حبان من طريق المغيرة، كلهم عن شقيق، وهذا هو الذي يقتضيه النظر، لأن جانب الوعيد ثابت بالقرآن، وجاءت السنة على وفقه، فلا يحتاج إلى استنباط، بخلاف جانب الوعد، فإنه في محل البحث، إذ لا يصح حمله على ظاهره كما تقدم.
قلنا: رواية عاصم، سترد برقم (٤٠٤٣) ، وسنذكر هناك من وافقه.
وقد قال النووي في "شرح صحيح مسلم" ٢/٩٦-٩٧: ووجد في بعض الأصول المعتمدة من "صحيح مسلم" عكس هذا (يعني مثل رواية أبي معاوية هذه المقلوبة) : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة"، قلت أنا: ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار.
وهكذا ذكره الحميدي في "الجمع بين الصحيحين" عن "صحيح مسلم" رحمه الله، وهكذا رواه أبو عوانة في كتابه المخرج على "صحيح مسلم"، وقد صح اللفظان من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر المذكور (يعني عند مسلم برقم (٩٣)) .
وسلف برقم (٣٥٥٣) .
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "وقلت أنا: من مات يشرك.
.
.
إلخ": قد سبق الراوية بعكس هذا.
قال النووي في تلك الراوية السابقة: هكذا وقع في أصولنا من "صحيح مسلم" وهكذا هو في "صحيح البخاري" وكذا ذكره القاضي عياض في روايته عن "صحيح مسلم".
ووجد في بعض الأصول المعتمدة من "صحيح مسلم" عكس هذا، يريد به: هذه الرواية، قال: وهكذا ذكره الحميدي في "الجمع بين الصحيحين" عن "صحيح مسلم" وهكذا رواه أبو عوانة في كتابه "المخرج على صحيح مسلم" وقد صح اللفظان من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث جابر المذكور، أي: في "مسلم".
وكذا صح رفعهما من حديث ابن مسعود، لكن في كل رواية اقتصر على رفع أحدهما، وضم إليه الآخر من نفسه، فكأنه في وقت حفظ أحدهما فرفعه، وضم إليه الآخر من نفسه، وفي وقت آخر بالعكس، ففي كل وقت رفع ما حفظه، وضم إليه ما نسيه، والله تعالى أعلم.
وقال الحافظ ابن حجر: لم تختلف الروايات في "الصحيحين" في أن المرفوع: الوعيد، والموقوف: الوعد، وزعم الحميدي في "الجمع" وتبعه غيره: أن رواية مسلم في طريق وكيع وابن نمير بالعكس، وكان سبب الوهم في ذلك ما وقع عند أبي عوانة والإسماعيلي من طريق وكيع بالعكس، لكن بين الإسماعيلي أن المحفوظ عن وكيع كما في البخاري، قال: وإنما المحفوظ أن الذي قلبه أبو معاوية وحده، وبذلك جزم ابن خزيمة في "صحيحه" والصواب رواية الجماعة.
وأما قول النووي في التوفيق بين الروايتين، فمحتمل بلا شك، لكن فيه بعد مع اتحاد مخرج الحديث، انتهى.
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قَالَ وَقُلْتُ أَنَا مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ " قال: قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال...
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تعدون فيكم الصرعة؟ " قال: قلنا: الذي لا يصرعه الرجال، قال: قال " لا، ولكن الصرعة: الذي يملك نفسه عند الغض...
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تعدون فيكم الرقوب؟ " قال: قلنا الذي لا ولد له، قال: " لا ولكن الرقوب: الذي لم يقدم من ولده شيئا "
عن الحارث بن سويد، حدثنا عبد الله، حديثين: أحدهما عن نفسه، والآخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال عبد الله: " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أص...
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أفرح بتوبة أحدكم، من رجل خرج بأرض دوية مهلكة، معه راحلته عليها طعامه، وشرابه وزاده وما يصلحه، فأضلها، فخ...
عن عمارة، عن الأسود، قالا: قال عبد الله: " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، فقال: به هكذ...
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أفرح بتوبة أحدكم، من رجل خرج بأرض دوية - ثم قال أبو معاوية: قالا: حدثنا عبد الله حديثين: أحدهما عن نفسه...
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقتل نفس ظلما، إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه كان أول من سن القتل "
عن عبد الله: " لا يجعل أحدكم للشيطان من نفسه جزءا، لا يرى إلا أن حقا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أكثر ان...