3627- قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أفرح بتوبة أحدكم، من رجل خرج بأرض دوية مهلكة، معه راحلته عليها طعامه، وشرابه وزاده وما يصلحه، فأضلها، فخرج في طلبها، حتى إذا أدركه الموت فلم يجدها، قال: أرجع إلى مكاني الذي أضللتها فيه، فأموت فيه، قال: فأتى مكانه، فغلبته عينه، فاستيقظ، فإذا راحلته عند رأسه، عليها طعامه وشرابه، وزاده، وما يصلحه " (1) 3628- عن الأسود، عن عبد الله، مثله (2)
(١) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد.
وعلقه البخاري بقسميه الموقوف والمرفوع عقب الحديث (٦٣٠٨) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقد ندت هذه الرواية عن الحافظ، فقال في "الفتح" ١١/١٠٧: ورواية أبي معاوية لم أقف عليها في شيء من السنن والمسانيد على هذين الوجهين.
قلنا: والوجه الثاني سيرد بإثر هذه الرواية.
والقسم المرفوع منه وهو قوله: "لله أفرح بتوبة أحدكم .
".
أخرجه ابن حبان (٦١٨) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٧٧٤١) من طريق علي بن مسهر، وأبو نعيم بنحوه مختصرا في "الحلية" ٤/١٢٩ من طريق أبي عوانة، كلاهما عن الأعمش، به.
وسيأتي برقم (٣٦٢٨) ، ويستكمل تخريجه هناك.
وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (٢٦٧٥) ، سيرد ٢/٣١٦ مختصرا.
وعن أبي سعيد الخدري، سيرد ٣/٨٣.
وعن أنس عند البخاري (٦٣٠٩) ، سيرد ٣/٢١٣.
وعن النعمان بن بشير عند مسلم (٢٧٤٥) ، سيرد ٤/٢٧٥.
وعن البراء بن عازب عند مسلم (٢٧٤٦) ، سيرد ٤/٢٨٣.
وعن أبي موسى عند أبي يعلى (٧٢٨٥) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" ١٠/١٩٦، وقال: ورجاله رجال الصحيح.
قوله: "في أصل جبل": أي: أسفله.
فقال به هكذا: أي: نحاه بيده أو دفعه، وهو من إطلاق القول على الفعل، قالوا: وهو أبلغ.
قاله الحافظ في "الفتح" ١١/١٠٥.
قوله: "أفرح بتوبة أحدكم"، أي إنه يحب توبة أحدكم ويرضى بها فوق ما يحب أحدكم ضالته ويرضى بها، والمقصود الحث على التوبة لكونها محبوبة مرضية عنده تعالى.
والله تعالى أعلم.
قاله السندي.
دوية: بفتح دال وتشديد واو وياء: هي الصحراء التي لا نبات فيها، وقال أبو عبيدة بتخفيف الواو.
قوله: "مهلكة"، بفتح الميم واللام بينهما هاء ساكنة: يهلك من حصل بها.
قال الحافظ: وفي بعض النسخ بضم الميم وكسر اللام من الرباعي، أي: تهلك هي من يحصل بها.
(٢) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
عمارة: هو ابن عمير التيمي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.
وعلقه البخاري بصيغة الجزم عقب الحديث (٦٣٠٨) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه أيضا الترمذي (٢٤٩٧) و (٢٤٩٨) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، لكن عنده أن شيخ عمارة الحارث بن سويد بدل الأسود.
قال الحافظ في "الفتح" ١١/١٠٧: اختلف فيه على عمارة في شيخه هل هو الحارث بن سويد أو الأسود؟ وتبين مما ذكرته أنه عنهما جميعا، واختلف على الأعمش في شيخه هل هو عمارة أو إبراهيم التيمي؟ وتبين أيضا أنه عنده عنهما جميعا.
وأخرجه بتمامه البخاري (٦٣٠٨) ، وأبو يعلى (٥١٠٠) ، وأبو نعيم في "الحلية" ٤/١٢٩، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٧١٠٤) من طريق أبي شهاب الحناط، وأبو يعلى (٥١٧٧) ، والبغوي (١٣٠٢) من طريق جرير بن عبد الحميد، والشاشي (٨٣٨) ، والبيهقي في "السنن" ١٠/١٨٨ من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبيهقي في "الشعب" (٧١٠٤) من طريق شجاع بن الوليد، وأبو نعيم في "الحلية" ٤/١٢٩ من طريق أبي الأحوص، خمستهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.
قال البخاري عقب الحديث: وتابعه (أي: أبا شهاب الحناط) أبو عوانة وجرير عن الأعمش، وقال أبو أسامة: حدثنا الأعمش، حدثنا عمارة، سمعت الحارث بن سويد، وقال شعبة وأبو مسلم: عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، وقال أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد الله.
وعن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.
قال الحافظ في "الفتح" ١١/١٠٧: يعني إن أبا معاوية خالف الجميع، فجعل الحديث عند الأعمش عن عمارة بن عمير وإبراهيم التيمي جميعا، لكنه عند عمارة عن الأسود.
وعند إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد، وأبو شهاب ومن تبعوه جعلوه عن عمارة، عن الحارث بن سويد.
ورواية أبي معاوية لم أقف عليها في شيء من السنن والمسانيد على هذين الوجهين.
(ذكرنا آنفا أنها عند أحمد) .
والراجح من الاختلاف كله ما قال أبو شهاب ومن تبعه، ولذلك اقتصر عليه مسلم، وصدر
به البخاري كلامه، فأخرجه موصولا، وذكر الاختلاف كعادته في الإشارة إلى أن مثل هذا الخلاف ليس بقادح، والله أعلم.
وأخرج المرفوع منه النسائي في "الكبرى" (٧٧٤٢) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، لكن عنده زيادة الحارث بن سويد مع الأسود.
وأخرجه أيضا مسلم (٢٧٤٤) (٣) و (٤) من طريق جرير بن عبد الحميد وقطبة بن عبد العزيز وأبي أسامة، والنسائي في "الكبرى" (٧٧٤٣) من طريق أبي معاوية، أربعتهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.
وسلف برقم (٣٦٢٧) ، وذكرنا هناك شواهد المرفوع منه.
قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ بِأَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلَكَةٍ مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ وَزَادُهُ وَمَا يُصْلِحُهُ فَأَضَلَّهَا فَخَرَجَ فِي طَلَبِهَا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَلَمْ يَجِدْهَا قَالَ أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي الَّذِي أَضْلَلْتُهَا فِيهِ فَأَمُوتُ فِيهِ قَالَ فَأَتَى مَكَانَهُ فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ فَاسْتَيْقَظَ فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ وَزَادُهُ وَمَا يُصْلِحُهُ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ
عن عمارة، عن الأسود، قالا: قال عبد الله: " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، فقال: به هكذ...
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أفرح بتوبة أحدكم، من رجل خرج بأرض دوية - ثم قال أبو معاوية: قالا: حدثنا عبد الله حديثين: أحدهما عن نفسه...
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقتل نفس ظلما، إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه كان أول من سن القتل "
عن عبد الله: " لا يجعل أحدكم للشيطان من نفسه جزءا، لا يرى إلا أن حقا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أكثر ان...
عن عبد الله، قال: لما كان يوم بدر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟ " قال: فقال أبو بكر: يا رسول الله، قومك وأهلك،...
عن ابن مسعود: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الدية في الخطأ أخماسا "
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس المسكين بالطواف، ولا بالذي ترده التمرة ولا التمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان، ولكن المسكين:...
عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله: " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة إلا لميقاتها، إلا صلاتين: صلاة المغرب والعشاء بجمع، وصلاة ا...
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند...