4609- عن سالم، عن أبيه، أن غيلان بن سلمة الثقفي: أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " اختر منهن أربعا "
حديث صحيح بطرقه وشواهده، وبعمل الأئمة المتبوعين به.
وهذا الإسناد، وإن كان رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن معمرا رواه بالعراق، وحدث به من حفظه، فوصل إسناده وأخطأ فيه.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف" عن معمر، عن الزهري، مرسلا، وكذلك رواه مالك في "الموطأ" عن الزهري، مرسلا.
وهذا الصحيح؛ فإن معمرا كان يحدث في اليمن من كتبه، فلا يقع له الوهم، وأما ما حدث به خارج اليمن، فكان يحدث به من حفظه فيقع له بعض الوهم.
وقد جاء مرفوعا بإسناد آخر رجاله ثقات سنذكره في التخريج وهو يقوي الرواية المرسلة عن الزهري.
قال الترمذي في "العلل الكبير" ١/٤٤٥: وسألت محمدا (يعني البخاري) عن حديث معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: أن غيلان .
الخ، فقال: هو حديث غير محفوظ، إنما روى هذا معمر بالعراق.
وقد روي عن معمر، عن الزهري هذا الحديث مرسلا.
وروى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري حدثت عن محمد بن سويد الثقفي: أن غيلان بن سلمة أسلم .
قال محمد: وهذا أصح، وإنما روى الزهري، عن سالم، عن أبيه أن عمر قال لرجل من ثقيف طلق نساءه، فقال: لتراجعن نساءك أو لأرجمنك كما رجم النبي صلى الله عليه وسلم قبر أبي رغال.
وقال الحافظ في "التلخيص" ٣/١٦٨: وحكم مسلم فى "التمييز" على معمر بالوهم فيه، وقال ابن أبي حاتم وأبو زرعة: المرسل أصح وحكي الحاكم عن مسلم أن هذا الحديث مما وهم فيه معمر بالبصرة قال: فإن رواه عنه ثقة خارج البصرة حكمنا له بالصحة.
وقد أخذ ابن حبان والحاكم والبيهقي بظاهر هذا الحكم، فأخرجوه من طريق عن معمر من حديث أهل الكوفة وأهل خراسان وأهل اليمامة عنه.
قلت (يعني الحافظ) : ولا يفيد ذلك شيئا، فإن هؤلاء كلهم إنما سمعوا منه بالبصرة، وإن كانوا من غير أهلها، وعلى تقدير تسليم أنهم سمعوا منه بغيرها، فحديثه الذي حدث به في غير بلده مضطرب، لأنه كان يحدث في بلده من كتبه على الصحة، وأما إذا رحل فحدث من حفظه بأشياء، وهم فيها، اتفق على ذلك أهل العلم به كابن المديني والبخاري وأبي حاتم ويعقوب بن شيبة وغيرهم.
وقال الأثرم عن أحمد: هذا الحديث ليس بصحيح، والعمل عليه، وأعله بتفرد معمر بوصله وتحديثه به في غير بلده هكذا.
وقال ابن عبد البر: طرقه كلها معلولة، وقد أطال الدارقطني في "العلل" تخريج طرقه، ورواه ابن عيينة ومالك عن الزهري مرسلا.
وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر، وقد وافق معمرا على وصله بحر بن كنيز السقاء، عن الزهري، لكن بحر ضعيف، وكذا وصله يحيى بن سلام، عن مالك، ويحيى: ضعيف.
وأخرجه الشافعي ٢/١٦، وابن أبي شيبة ٤/٣١٧، والبيهقي ٧/١٨١، والبغوي (٢٢٨٨) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٤/٣١٧، والدارقطني ٣/٢٦٩ من طريق مروان بن معاوية، وابن حبان (٤١٥٧) ، والحاكم ٢/١٩٣ من طريق الفضل بن موسى، وابن حبان (٤١٥٨) من طريق عيسى بن يونس، والحاكم ٢/١٩٢ من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والبيهقي ٧/١٨٢ من طريق سفيان الثوري، خمستهم عن معمر، به.
وسقط معمر من إسناد مطبوع الدارقطني.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٢١٦ عن سفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية، وابن عدي في "الكامل" ١/١٨٢ من طريق يحيى بن أبي كثير، ثلاثتهم عن معمر، به.
وعندهم: وله ثمان نسوة.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" ١٨/ (٦٥٨) من طريق بحر السقاء (وهو ضعيف كما تقدم) ، عن الزهري، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٣٢٢١) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثني أبي، عن أبيه، عن النعمان بن المنذر، عن سالم، به.
وهذا إسناد ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (١٧٠١) ، والبيهقي ٧/١٨٣ من طريق عمرو بن يزيد الجرمي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ١/٢٤٥، والدارقطني ٣/٢٧١ من طريق عبد القدوس بن محمد، وأبي بكر، ثلاثتهم عن سيف بن عبيد الله، عن سرار بن مجشر، عن أيوب، عن نافع وسالم، عن ابن عمر أن غيلان .
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا سرار، تفرد به سيف.
قال الحافظ في "التلخيص" ٣/١٦٩: "ورجال إسناده ثقات.
ثم قال: ومن هذا الوجه أخرجه الدارقطني، واستدل به ابن القطان على صحة حديث معمر.
قال ابن القطان: وإنما اتجهت تخطئتهم حديث معمر، لأن أصحاب الزهرى اختلفوا عليه، فقال مالك وجماعة عنه، بلغني .
فذكره.
وقال يونس عنه، عن عثمان بن محمد بن أبي سويد.
وقيل: عن يونس، عنه، بلغني عن عثمان بن أبي سويد.
وقال شعيب عنه، عن محمد بن أبي سويد.
ومنهم من رواه عن الزهري، قال: أسلم غيلان .
فلم يذكر واسطة.
قال: فاستبعدوا أن يكون عند الزهري
عن سالم، عن ابن عمر مرفوعا.
ثم يحدث به على تلك الوجوه الواهية، وهذا عندي غير مستبعد، والله أعلم.
وأخرجه أبو داود في "مراسيله" (٢٣٤) ، والطحاوي ٣/٢٥٢، والدارقطني ٣/٢٧٠، والبيهقي ٧/١٨٢ من طريق عبد الرزاق، والطحاوي ٣/٢٥٣ من طريق سفيان بن عيينة كلاهما عن معمر، عن الزهري مرسلا .
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (١٢٦٢١) برواية الدبري، عن معمر متصلا بذكر سالم، عن أبيه.
قلنا: قد استنكر ذلك أبو نعيم -كما ذكر الحافظ في "الإصابة" في ترجمة غيلان-، وقال: إن الأثبات رووه عن عبد الرزاق مرسلا.
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" ١٨/ (٢٧٢٥٤) : ذكر يعقوب بن شيبة، قال: حدثني أحمد بن شبويه، قال: قال لنا عبد الرزاق، قال: لم يسند لنا معمر حديث غيلان بن سلمة أنه أسلم، وعنده عشرة نسوة.
وأخرجه مالك في "الموطأ" ٢/٥٨٦ عن الزهري، أنه قال: بلغني .
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٣/٢٥٣ من طريق الليث، عن عقيل، عن الزهري، قال: بلغني عن عثمان بن محمد بن أبي سويد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لغيلان .
وسيأتي بالأرقام (٤٦٣١) و (٥٠٢٧) و (٥٥٥٨) .
وفي الباب ما يشده من حديث عروة بن مسعود الثقفي عند البيهقي ٧/١٨٤، ورجاله ثقات، لكن راويه عن عروة -وهو محمد بن عبيد الله الثقفي- لم يدركه.
وآخر من حديث قيس بن الحارث أو الحارث بن قيس، عند أبي داود (٢٢٤١) ، وابن ماجه (١٩٥٢) ، والبيهقي ٧/١٨٣، وهو حسن بطرقه.
وثالث من حديث نوفل بن معاوية عند الشافعي ٢/١٦، والبيهقي ٧/١٨٤ ورجاله ثقات غير شيخ الشافعي، فإنه مجهول.
وغيلان بن سلمة هذا يعد من أشراف ثقيف، أسلم بعد فتح الطائف هو وأولاده، وكان شاعرا، أحد حكام قيس في الجاهلية، له ترجمة في "طبقات ابن سعد" ٥/٣٧١، وفي "الإصابة" برقم (٦٩٢٩) .
وقوله: "اختر منهن أربعا"، قال السندي: يدل على حرمة ما زاد على أربع كما عليه الجمهور، وعلى أنه إذا جمع ما فوق الأربع في العقد لا يفسد العقد، بل له الخيار في أربع.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "اختر منهن أربعا": يدل على حرمة ما زاد على أربع كما عليه الجمهور، وعلى أنه إذا جمع ما فوق الأربع في العقد، لا يفسد العقد، بل له الخيار في أربع، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِيَّ أَسْلَمَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا
عن عبيد الله، أخبرني نافع قال: " ربما أمنا ابن عمر بالسورتين والثلاث في الفريضة "
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشهر تسع وعشرون هكذا، وهكذا وهكذا، فإن غم عليكم فاقدروا له "، قال وكان ابن عمر: " إذا كان ليلة...
حدثنا هشام بن عروة، أخبرني أبي، أخبرني ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس، ولا غروبها فإنها تطلع بين قرني...
عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} ، " يقوم في رشحه إلى أنصاف أذنيه "
عن ابن عمر، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركز الحربة يصلي إليها "
عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسافر المرأة ثلاثا إلا، ومعها ذو محرم "
عن ابن عمر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الخيل بنواصيها الخير إلى يوم القيامة "
عن ابن عمر، قال: رقيت يوما على بيت حفصة: " فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: على حاجته مستدبر البيت مستقبل الشام "
عن ابن عمر: " أنه كان يرمل ثلاثا، ويمشي أربعا، ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يفعله "، وكان يمشي ما بين الركنين، قال: إنما كان يمشي ما بين...