1078- أن محمد بن يحيى بن حبان، حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما على أحدكم إن وجد - أو ما على أحدكم إن وجدتم - أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة، سوى ثوبي مهنته»
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف للاختلاف فيه عن محمد بن يحيي بن حبان كما ترى عند المصنف هنا، فقد رواه يحيي بن سعيد الأنصارى، عنه مرسلا، وتابعه إسماعيل بن أمية عند عبد الرزاق (5329)، وهما ثقتان جليلان، وخالفهما موسى بن سعد - ويقال: ابن سعيد - وهو أدنى منهما في الثقة، فرواه عن محمد بن يحيي بن حبان، عن عبد الله بن سلام، ومحمد بن يحيي لم يدرك عبد الله بن سلام.
ابن أبي حبيب: هو يزيد، وعمرو: هو الحارث.
فائدة: زاد الدارقطني في "العلل" 7/ 41 في الذين رووه عن محمد بن يحيي بن حبان مرسلا ابن عيينة وابن المبارك وأبا معاوية.
وأخرجه البيهقي 3/ 242 من طريق أبي داود بهذين الإسنادين.
وأخرجه ابن ماجه (1095) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (1095/ م)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 38 من طريق أي بكر بن أبي شيبة، عن شيخ، عن عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن يحيي بن حبان، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه.
وهذا الشيخ المبهم هو محمد بن عمر الواقدي كما جاء مصرحا به عند عبد بن حميد (499).
وأخرجه أبو بكر المروزي في "الجمعة" (38)، والطبراني22/ (736) وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 37 من طريق يحيي بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن موسي بن سعد، عن يوسف بن عبد الله بن سلام- بإسقاط محمد بن يحيي بن حبان.
جاء في مطبوع "التمهيد" في الإسناد زيادة: عن عبد الله بن سلام، وأشار المحقق هناك بأنها ساقطة من نسخة جامع ابن يوسف بمراكش.
قلنا: وهو الصحيح.
وأخرجه عبد الرزاق (5330) من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري، و (5329) من طريق إسماعيل بن أمية، كلاهما عن محمد بن يحيي بن حبان مرسلا.
وأخرجه ابن خزيمة (1765)، وعنه ابن حبان (2777) من طريق هشام بن عروة عن يحيي بن سعيد، عن رجل منهم مرسلا.
وأخرجه مالك في "موطئه" 1/ 110 عن يحيي بن سعيد أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال .
فذكره.
ويشهد له حديث عائشة عند ابن ماجه (1096)، وابن خزيمة (1765)، وابن حبان (2777) من طريق زهير بن محمد، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 35 من طريق مهدي بن ميمون، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
وإسناد ابن عبد البر صحيح.
وحديث أنس عند البيهقي في "الشعب" (2732).
وسنده حسن في المتابعات والشواهد.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( مَا عَلَى أَحَدكُمْ ) : قَالَ فِي الْمِرْقَاة : قِيلَ مَا مَوْصُولَة.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : مَا بِمَعْنَى لَيْسَ وَاسْمه مَحْذُوف وَعَلَى أَحَدكُمْ خَبَره وَقَوْله ( إِنْ وَجَدَ ) : أَيْ سَعَة يَقْدِر بِهَا عَلَى تَحْصِيل زَائِد عَلَى مَلْبُوس مِهْنَته وَهَذِهِ شَرْطِيَّة مُعْتَرِضَة وَقَوْله ( أَنْ يَتَّخِذ ) : مُتَعَلِّقٌ بِالِاسْمِ الْمَحْذُوف مَعْمُول لَهُ وَيَجُوز أَنْ يَتَعَلَّق عَلَى بِالْمَحْذُوفِ وَالْخَبَر أَنْ يَتَّخِذ كَقَوْلِهِ تَعَالَى { لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَج } , إِلَى قَوْله { أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتكُمْ } وَالْمَعْنَى لَيْسَ عَلَى أَحَد حَرَج أَيْ نَقْص يُخِلّ بِزُهْدِهِ فِي أَنْ يَتَّخِذ ( ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَة ) : أَيْ يَلْبَسهُمَا فِيهِ وَفِي أَمْثَاله مِنْ الْعِيد وَغَيْرِهِ.
وَفِيهِ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ شِيَم الْمُتَّقِينَ لَوْلَا تَعْظِيم الْجُمُعَة وَمُرَاعَاة شِعَار الْإِسْلَام ( سِوَى ثَوْبَيْ مَهْنَته ) : بِفَتْحِ الْمِيم وَيُكْسَر أَيْ بِذْلَتِهِ وَخِدْمَته أَيْ غَيْر الثَّوْبَيْنِ اللَّذَيْنِ مَعَهُ فِي سَائِر الْأَيَّام.
فِي الْفَائِق رُوِيَ بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْحهَا وَالْكَسْر عِنْد الْأَثْبَات خَطَأ وَقَالَ الْأَصْمَعِيّ بِالْفَتْحِ الْخِدْمَة وَلَا يُقَال بِالْكَسْرِ , وَكَان الْقِيَاس لَوْ جِيءَ بِالْكَسْرِ أَنْ يَكُون كَالْجِلْسَةِ وَالْخِدْمَة إِلَّا أَنَّهُ جَاءَ عَلَى فَعْلَة يُقَال مَهَنْت الْقَوْم أَمَهْنهُمْ أَيْ أَبْتَذِلهُمْ فِي الْخِدْمَة ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ وَاقْتَصَرَ فِي النِّهَايَة عَلَى الْفَتْح أَيْضًا لَكِنْ قَالَ فِي الْقَامُوس الْمِهْنَة بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح.
وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى اِسْتِحْبَاب لُبْس الثِّيَاب الْحَسَنَة يَوْم الْجُمُعَة وَتَخْصِيصه بِمَلْبُوسٍ غَيْر مَلْبُوس سَائِر الْأَيَّام.
قُلْت : وَالْحَدِيث مُرْسَل لِأَنَّ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حِبَّان بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة وَتَشْدِيد الْمُوَحَّدَة مِنْ صِغَار التَّابِعِينَ ( قَالَ عَمْرو ) : بْن الْحَارِث ( وَأَخْبَرَنِي ) : أَيْ كَمَا أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيد الْأَنْصَارِيّ ( اِبْن أَبِي حَبِيب ) : هُوَ يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب كَمَا فِي رِوَايَة اِبْن مَاجَهْ وَالرِّوَايَة الْآتِيَة ( عَنْ اِبْن حِبَّان ) : هُوَ مُحَمَّد يَحْيَى بْن حِبَّان كَمَا عِنْد اِبْن مَاجَهْ ( عَنْ اِبْن سَلَامٍ ) : هُوَ عَبْد اللَّه بْن سَلَامٍ كَمَا عِنْد اِبْن مَاجَهْ مِنْ هَذَا الْوَجْه ( عَنْ يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سَلَامٍ ) : قَالَ الْحَافِظ فِي الْإِصَابَة رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَغِير وَحَفِظَ عَنْهُ , وَذَكَرَ الْبُخَارِيّ أَنَّ لِيُوسُف صُحْبَة , وَنَقَلَ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ أَبِيهِ أَنَّ لَهُ رِوَايَة وَكَلَام الْبُخَارِيّ أَصَحُّ.
وَقَالَ الْبَغَوِيُّ : رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَذَكَره اِبْن سَعْد فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة مِنْ الصَّحَابَة , وَذَكَرَهُ جَمَاعَةٌ فِي الصَّحَابَةِ اِنْتَهَى.
وَأَخْرَجَ اِبْن مَاجَهْ بِقَوْلِهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا شَيْخ لَنَا عَنْ عَبْد الْحَمِيد بْن جَعْفَر عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حِبَّان عَنْ يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سَلَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ " خَطَبْنَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ الْمِزِّيُّ : هَذَا الشَّيْخ هُوَ مُحَمَّد بْن عُمَر الْوَاقِدِيُّ.
وَحَاصِل الْكَلَام أَنَّ الْحَدِيث اُخْتُلِفَ فِي إِسْنَاده مِنْ وُجُوه الْأَوَّل الِاخْتِلَاف عَلَى يَحْيَى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ فَرَوَى عَمْرو بْن الْحَارِث عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حِبَّان عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا كَمَا عِنْد الْمُؤَلِّف , وَرَوَى يَحْيَى بْن سَعِيد الْأُمَوِيّ عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ عَنْ عَمْرَة عَنْ عَائِشَة مَرْفُوعًا.
قَالَهُ اِبْن عَبْد الْبَرّ فِي التَّمْهِيدِ.
قَالَ الْحَافِظ وَفِي إِسْنَاده نَظَرٌ , وَأَخْرَجَهُ مَالِكٌ بَلَاغًا.
الثَّانِي الِاخْتِلَاف عَلَى يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب فَرَوَى عَمْرو بْن الْحَارِث عَنْ يَزِيد عَنْ مُوسَى عَنْ اِبْن حِبَّان عَنْ اِبْن سَلَامٍ كَمَا عِنْد الْمُؤَلِّف , وَهَكَذَا عِنْد اِبْن مَاجَهْ وَهَذَا لَفْظه حَدَّثَنَا حَرْمَلَة بْن يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن وَهْب أَخْبَرَنِي عَمْرو بْن الْحَارِث عَنْ يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب عَنْ مُوسَى بْن سَعْد عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حِبَّان عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَلَامٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول عَلَى الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة فَذَكَرَ الْحَدِيث , فَجَعَلَهُ مِنْ مُسْنَدَات عَبْد اللَّه بْن سَلَامٍ , وَرَوَى يَحْيَى بْن أَيُّوب عَنْ يَزِيد عَنْ مُوسَى عَنْ يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سَلَام فَجَعَلَهُ مِنْ مُسْنَدَات يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سَلَامٍ لَا مِنْ مُسْنَدَات أَبِيهِ عَبْد اللَّه بْن سَلَامٍ الثَّالِث رَوَى عَبْد الْحَمِيد بْن جَعْفَر عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حِبَّان عَنْ يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سَلَامٍ عَنْ أَبِيهِ كَمَا فِي الرِّوَايَة الْمُتَقَدِّمَة لِابْنِ مَاجَهْ.
قَالَ الْمِزِّيُّ فِي الْأَطْرَاف : هُوَ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ اِنْتَهَى.
أَيْ كَوْنه مِنْ مُسْتَنَدَات عَبْد اللَّه بْن سَلَام لَا اِبْنه يُوسُف وَاللَّهُ أَعْلَمُ كَذَا فِي غَايَة الْمَقْصُود.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ وَعَمْرٌو أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ أَوْ مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدْتُمْ أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ قَالَ عَمْرٌو وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ حَبَّانَ عَنْ ابْنِ سَلَامٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ أَبُو دَاوُد وَرَوَاهُ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر، ونهى عن التحلق...
حدثني أبو حازم بن دينار، أن رجالا أتوا سهل بن سعد الساعدي، وقد امتروا في المنبر مم عوده، فسألوه عن ذلك، فقال: والله إني لأعرف مما هو، ولقد رأيته أول ي...
عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن قال له تميم الداري: ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله، يجمع - أو يحمل - عظامك؟ قال: «بلى»، فاتخذ له منبرا...
عن سلمة بن الأكوع، قال: «كان بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين الحائط كقدر ممر الشاة»
عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة، وقال: «إن جهنم تسجر إلا يوم الجمعة»
سمعت أنس بن مالك، يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة إذا مالت الشمس»
سمعت إياس بن سلمة بن الأكوع، يحدث عن أبيه، قال: «كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم ننصرف وليس للحيطان فيء»
عن سهل بن سعد، قال: «كنا نقيل ونتغدى بعد الجمعة»
أخبرني السائب بن يزيد، «أن الأذان كان أوله حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر رضي الله عنهما، فلما...