1187- عن عائشة، قالت: «كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بالناس، فقام فحزرت قراءته، فرأيت أنه قرأ بسورة البقرة - وساق الحديث - ثم سجد سجدتين، ثم قام فأطال القراءة فحزرت قراءته أنه قرأ بسورة آل عمران»
إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالسماع فانتفت شبهة تدليسه.
عبيد الله بن سعد: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعمه هو يعقوب.
وأخرجه الحاكم 1/ 333 - 334، والبيهقي 3/ 335 من طريق عبيد الله بن سعد، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده.
قلنا: دلالة هذا الحديث على الإسرار بصلاة الكسوف بمفهوم قول عائشة:
فحزرت قراءته، فرأيت أنه قرأ بسورة البقرة .
، لأن هذا يفهم منه أنها لم تسمع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا يعني أنه أسر.
لكن جاء عن عائشة بإسناد أصح من هذا، وهو الحديث الآتي عند المصنف بعد هذا الحديث صرحت فيه عائشة بجهره - صلى الله عليه وسلم -، فيقدم ما صرحت فيه لأمرين: الأمر الأول: أنه أصح إسنادا، والأمر الثاني: أن ما صرحت فيه بالجهر يقدم على ما لم تصرح فيه، لأنه كما يقول الحافظ في "الفتح" 2/ 550: مثبت الجهر معه قدر زائد، فالأخذ به أولى.
وقد ذكر الحافظ في"الفتح" أن ممن يقول بالجهر في صلاة الكسوف صاحبي أبي حنيفة وأحمد وإسحاق وابن خزيمة وابن المنذر وغيرهما من محدثى الشافعية، وابن العربي من المالكية.
وذكر ابن المنذر في "الأوسط" 5/ 296 - 297 أن علي بن أبي طالب جهر بالقراءة، وفعل ذلك عبد الله بن يزيد الخطمي وبحضرته البراء بن عازب وزيد بن أرقم.
قلنا: ومن أدلة من يقول بالإسرار في صلاة الكسوف حديث ابن عباس الذي أخرجه البخاري (1052)، ومسلم (907)، وسيأتى عند المصنف برقم (1189) حيث قال فيه ابن عباس: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه، فقام قياما طويلا بنحو من سورة البقرة، فقد قال الشافعي ومالك: لو كان النبي - صلى الله عليه وسلم - جهر بالقراءة لخبر بالذي قرأ، ولم يقدر ذلك بغيره.
نقله عنهما ابن المنذر في"الأوسط" 5/ 297.
ونقل ابن المنذر في الرد عليهما أن عائشة تخبر أنه جهر بالقراءة، فإن قبول خبرها أولى، لأنها في معنى شاهد، فقبول شهادتها يجب، والذي لم يحك الجهر في معنى نافي، وليس بشاهد، وقد يجوز أن يكون ابن عباس من الصفوف بحيث لم يسمع قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقدر ذلك بغيره، وتكون عائشة سمعت الجهر فأدت ما سمعت.
قلنا: وممن ذهب إلى الإسرار وترك الجهر غير مالك والشافعي: أبو حنيفة، نقله عنه محمد بن الحسن الشيباني في "الأصل" 1/ 445، وخالفه هو وأبو يوسف فقالا بالجهر لورود ذلك عن علي بن أي طالب.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فَقَامَ فَحَزَرْت ) : بِحَاءٍ مُهْمَلَة وَزَاءٍ مُعْجَمَة ثُمَّ رَاءٍ مُهْمَلَة أَيْ قَدَّرْت.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَجْهَر بِالْقِرَاءَةِ فِيهَا وَلَوْ جَهَرَ لَمْ تَحْتَجْ فِيهَا إِلَى الْحَزْر.
وَالتَّخْمِين.
وَمِمَّنْ قَالَ لَا يَجْهَر بِالْقِرَاءَةِ فِيهَا مَالِك وَأَصْحَاب الرَّأْي , وَكَذَلِكَ قَالَ الشَّافِعِيّ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده مُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا عَمِّي حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ كُلُّهُمْ قَدْ حَدَّثَنِي عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُسِفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ فَقَامَ فَحَزَرْتُ قِرَاءَتَهُ فَرَأَيْتُ أَنَّهُ قَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ وَسَاقَ الْحَدِيثَ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ فَحَزَرْتُ قِرَاءَتَهُ أَنَّهُ قَرَأَ بِسُورَةِ آلِ عِمْرَانَ
عن عائشة، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ قراءة طويلة، فجهر بها - يعني في صلاة الكسوف -»
عن ابن عباس، قال: «خسفت الشمس، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس معه، فقام قياما طويلا بنحو من سورة البقرة، ثم ركع»
عن عائشة، قالت: " كسفت الشمس، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فنادى: أن الصلاة جامعة "
عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله عز وجل، وكبروا، وتصدقوا»
عن أسماء، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالعتاقة في صلاة الكسوف»
عن النعمان بن بشير، قال: «كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يصلي ركعتين، ركعتين ويسأل عنها، حتى انجلت»
عن عبد الله بن عمرو، قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكد يركع، ثم ركع، فلم يكد يرفع، ثم...
عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: بينما أترمى بأسهم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كسفت الشمس، فنبذتهن، وقلت: لأنظرن ما أحدث لرسول الله صلى الله ع...
عن عبيد الله بن النضر، حدثني أبي، قال: كانت ظلمة على عهد أنس بن مالك، قال: فأتيت أنسا، فقلت: يا أبا حمزة هل كان يصيبكم مثل هذا على عهد رسول الله صلى ا...