1188- عن عائشة، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ قراءة طويلة، فجهر بها - يعني في صلاة الكسوف -»
إسناده صحيح.
وما أعله به ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 311 من أن راويه عن الزهري سفيان بن حسين وعبد الرحمن بن نمر وسليمان بن كثير، وكلهم لين الحديث عن الزهري، فمنقوض بمتابعة الأوزاعي عند المصنف هنا.
قال الحافظ في "الفتح" 2/ 550: لو لم يرد في ذلك إلا رواية الأوزاعي لكانت كافية، قلنا: وقال البخاري: حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جهر بالقراءة في صلاة الكسوف أصح عندي من حديث سمرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسر القراءة فيها.
وتعليل ابن أبى داود فيما نقله عنه الدارقطني بإثر الحديث (1790) بأن هذه سنة
تفرد بها أهل المدينة الجهر، وكذلك إعلال البيهقي 3/ 336 بأن الزهري ينفرد بهذا
الحديث، فتعليل لا ينتهض، لأن مثل الزهري إذا انفرد بحديث لا يسع رده البتة إن لم
يخالف حديثه حديثا أعلى منه، ويكفي إخراج البخاري ومسلم لحديثه هذا، فما بالك
وقد عرفت أن ما استدل به من يقول بالإسرار مستفاد من دلالة المفهوم كما بيناه عند الحديث السالف قبله، وحديث عائشة صريح في الجهر، والنص الصريح مقدم على المفهوم عند علماء الأصول، إضافة إلى أن قول عائشة مثبت والمثبت مقدم على النافي إن كلان النافي صريحا، فكيف به وهو مفهوم؟!
وأخرجه البخاري (1065)، ومسلم (901)، والنسائى في "الكبرى" (1892)
من طريق عبد الرحمن بن نمر، والترمذي (571) من طريق سفيان بن حسين، كلاهما
عن الزهري، به.
وهو في "مسند أحمد" (24473)، و"صحيح ابن حبان" (2849) و (2850).
وانظر ما قبله.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فَجَهَرَ بِهَا يَعْنِي فِي صَلَاة الْكُسُوف ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا خِلَاف الرِّوَايَة الْأُولَى عَنْ عَائِشَة , وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَإِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ وَجَمَاعَة مِنْ أَصْحَاب الْحَدِيث قَالُوا وَقَوْل الْمُثْبِت أَوْلَى مِنْ قَوْل النَّافِي لِأَنَّهُ حَفِظَ زِيَادَة لَمْ يَحْفَظهَا النَّافِي , وَقَالَ : وَقَدْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْجَهْر إِنَّمَا جَاءَ فِي صَلَاة اللَّيْل دُون صَلَاة النَّهَار وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون جَهَرَ مَرَّة وَخَفَتَ مَرَّة أُخْرَى وَكُلّ ذَلِكَ جَائِز اِنْتَهَى.
وَتَقَدَّمَ بَعْض الْكَلَام آنِفًا.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ بِمَعْنَاهُ.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ أَخْبَرَنِي أَبِي حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً فَجَهَرَ بِهَا يَعْنِي فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ
عن ابن عباس، قال: «خسفت الشمس، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس معه، فقام قياما طويلا بنحو من سورة البقرة، ثم ركع»
عن عائشة، قالت: " كسفت الشمس، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فنادى: أن الصلاة جامعة "
عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله عز وجل، وكبروا، وتصدقوا»
عن أسماء، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالعتاقة في صلاة الكسوف»
عن النعمان بن بشير، قال: «كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يصلي ركعتين، ركعتين ويسأل عنها، حتى انجلت»
عن عبد الله بن عمرو، قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكد يركع، ثم ركع، فلم يكد يرفع، ثم...
عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: بينما أترمى بأسهم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كسفت الشمس، فنبذتهن، وقلت: لأنظرن ما أحدث لرسول الله صلى الله ع...
عن عبيد الله بن النضر، حدثني أبي، قال: كانت ظلمة على عهد أنس بن مالك، قال: فأتيت أنسا، فقلت: يا أبا حمزة هل كان يصيبكم مثل هذا على عهد رسول الله صلى ا...
عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، قال: قيل لابن عباس: ماتت فلانة - بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - فخر ساجدا، فقيل له: أتسجد هذه الساعة؟ فقال: قال رسو...