5720- عن إبراهيم بن صالح، واسمه الذي يعرف به نعيم بن النحام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه صالحا، أخبره أن عبد الله بن عمر قال لعمر بن الخطاب: اخطب علي ابنة صالح فقال: إن له يتامى ولم يكن ليؤثرنا عليهم، فانطلق عبد الله إلى عمه زيد بن الخطاب ليخطب، فانطلق زيد إلى صالح، فقال: إن عبد الله بن عمر أرسلني إليك يخطب ابنتك، فقال: لي يتامى ولم أكن لأترب لحمي، وأرفع لحمكم، أشهدكم أني قد أنكحتها فلانا، وكان هوى أمها إلى عبد الله بن عمر، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا نبي الله، خطب عبد الله بن عمر ابنتي، فأنكحها أبوها يتيما في حجره، ولم يؤامرها، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صالح فقال: " أنكحت ابنتك ولم تؤامرها؟ " فقال: نعم، " أشيروا على النساء في أنفسهن وهي بكر " فقال صالح: فإنما فعلت هذا لما يصدقها ابن عمر، فإن له في مالي مثل ما أعطاها
حديث حسن كما سلف برقم (٤٩٠٥) ، وهذا إسناد فيه نظر، فإن إبراهيم بن صالح- الذي قال فيه أحد الرواة إما الليث بن سعد وإما يزيد بن أبي حبيب أن اسم أبيه الذي يعرف به نعيم بن النحام، لكن النبي صلى الله عليه وسلم سماه صالحا-، قد ذكره البخاري في"التاريخ الكبير"١/٢٩٣، وابن حبان في ثقات أتباع التابعين ٦/١٧ في ترجمة مفردة عن إبراهيم بن نعيم بن النحام، فقال البخاري: إبراهيم بن صالح بن عبد الله سمع منه يزيد بن أبي حبيب، مرسل، وقال ابن حبان: إبراهيم بن صالح بن عبد الله، شيخ يروي المراسيل، روى عنه ابن أبي حبيب، أما الآخر فقد ذكره البخاري في موضع آخر من "تاريخه"١/٣٣١، وقال: إبراهيم بن نعيم بن النحام، قتل يوم الحرة، هو العدوي حجازي، ثم ذكر خبرا فيه نصيحة منه لمجاهد، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ٤/١٣، وقال: إبراهيم بن نعيم بن النحام العدوي، حجازي، قتل يوم الحرة، يروي عن أبيه، روى عنه ابنه مجاهد! وأما ابن
أبي حاتم فقد ذكرهما في ترجمة واحدة، فقال في"الجرح والتعديل" ٢/١٠٦: إبراهيم بن صالح بن عبد الله الذي يعرف بابن نعيم ابن النحام، وهو مديني، يروي عن ابن عمر، مرسل، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، مرسل، وأظن أن بين يزيد وإبراهيم، محمد بن إسحاق (!) سمعت أبي يقول ذلك.
كذا قال، وهو وهم، فإن محمد بن إسحاق يروي عن يزيد وليس العكس، ثم إنه ولد سنة ٨٠ هـ، بينما قتل إبراهيم بن نعيم يوم الحرة سنة ٦٣ هـ، فكيف يدركه ويروي عنه! قلنا: وأما تسمية نعيم بن عبد الله النحام- والنحام لقب لنعيم وليس لأبيه عبد الله- بصالح، فلم ترد إلا في لهذا الحديث، وليست هذه التسمية بالمشهورة عند أهل العلم بالأنساب والتراجم، ولم يذكروها في كتبهم إلا ما كان من ابن أبي حاتم عن أبيه، ومن إشارة لطيفة من الحافظ ابن حجر في "الإصابة" إليها، ولعله كان
اعتمادا على رواية يزيد بن أبي حبيب لهذه، والله أعلم.
وعلى كل وجه، فإن هذا الحديث مرسل بهذا الإسناد، فإن إبراهيم- أيا كان- لم يدرك هذه القصة، فقد كان ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإبراهيم بن نعيم بن عبد الله النحام- فضلا عن الاخر- إذ ذاك طفل.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معانى الآثار"، ٤/٣٦٩ عن الربيع بن سليمان المؤذن، عن شعيب بن الليث، عن أبيه الليث بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي أيضا ٤/٣٦٨-٣٦٩ عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، عن سعيد بن أبي مريم، عن عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن إبراهيم بن نعيم بن عبد الله ابن النحام أخبره أن أباه أخبره، عن عبد الله بن عمر .
فذكره.
وقد وقع في إسناد هذا الحديث في المطبوع تحريفات استدركناها من "إتحاف المهرة " ٣/ورقة ٢٧٣.
وهذا إسناد موصول، لكنه ضعيف، شيخ الطحاوي ليس بذاك، وابن لهيعة ضعيف، سيء الحفظ.
ولقوله: "أشيروا على النساء في أنفسهن" شواهد سنذكرها في مسند أبي هريرة ٢/٢٥٩.
قوله: "اخطب علي"، قال السندي: بتشديد الياء، أي: لي.
"ولم أكن لأترب" بضم الهمزة صيغة المتكلم، من أتربه، أي: جعل عليه التراب.
"ولم يؤامرها" من آمرها بالمد إذا شاورها، والظاهر أن المراد البنت، لقوله صلى الله عليه وسلم:
"أشيروا على النساء في أنفسهن"، لكن الذي سبق من حديث ابن عمر أن المراد الأم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "آمروا النساء في بناتهن".
"فإنما فعلت"، أي: البنت.
"هذا"، أي: الميل إلى ابن عمر.
"لما يصدقها" من أصدق، "فإن له"، أي: لليتيم.
"مثل ما أعطاها"، أي: ابن عمر، أي: فليعطها اليتيم ذلك المال، والله تعالى أعلم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "اخطب علي": بتشديد الياء - أي: لي.
قوله: "ولم أكن لأترب": - بضم الهمزة - : صيغة المتكلم من أتربه؛ أي: جعل عليه التراب.
"ولم يؤامرها": من آمرها - بالمد - : إذا شاورها، والظاهر أن المراد: البنت؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "أشيروا على النساء في أنفسهن" لكن الذي سبق من حديث ابن عمر: أن المراد: الأم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "آمروا النساء في بناتهن".
"فإنما فعلت": أي: البنت.
"هذا": أي: الميل إلى ابن عمر.
"لما يصدقها": من أصدق.
"فإن له": أي: لليتيم.
"مثل ما أعطاها": أي: ابن عمر؛ أي: فليعطها اليتيم ذلك المال، والله تعالى أعلم.
وفي "المجمع": رواه أحمد، وهو مرسل، ورجاله ثقات.
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ وَاسْمُهُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُ صَالِحًا أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ اخْطُبْ عَلَيَّ ابْنَةَ صَالِحٍ فَقَالَ إِنَّ لَهُ يَتَامَى وَلَمْ يَكُنْ لِيُؤْثِرَنَا عَلَيْهِمْ فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى عَمِّهِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ لِيَخْطُبَ فَانْطَلَقَ زَيْدٌ إِلَى صَالِحٍ فَقَالَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ يَخْطُبُ ابْنَتَكَ فَقَالَ لِي يَتَامَى وَلَمْ أَكُنْ لِأُتْرِبَ لَحْمِي وَأَرْفَعَ لَحْمَكُمْ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَنْكَحْتُهَا فُلَانًا وَكَانَ هَوَى أُمِّهَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ خَطَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ابْنَتِي فَأَنْكَحَهَا أَبُوهَا يَتِيمًا فِي حَجْرِهِ وَلَمْ يُؤَامِرْهَا فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَالِحٍ فَقَالَ أَنْكَحْتَ ابْنَتَكَ وَلَمْ تُؤَامِرْهَا فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَشِيرُوا عَلَى النِّسَاءِ فِي أَنْفُسِهِنَّ وَهِيَ بِكْرٌ فَقَالَ صَالِحٌ فَإِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا لِمَا يُصْدِقُهَا ابْنُ عُمَرَ فَإِنَّ لَهُ فِي مَالِي مِثْلَ مَا أَعْطَاهَا
عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه "
أخبرنا عون بن عبد الله، أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان ال...
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحلت لنا ميتتان، ودمان.<br> فأما الميتتان: فالحوت والجراد، وأما الدمان: فالكبد والطحال "
عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أقيموا الصفوف، فإنما تصفون بصفوف الملائكة وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولينوا في أيدي إ...
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد، تفلات " ليث الذي ذكر " تفلات "
عن ابن عمر، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب خطبتين يوم الجمعة يجلس بينهما مرة "
عن عبد الله بن محمد بن عقيل، سمعت ابن عمر يقول: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية، وكسا أسامة حلة سيراء قال: فنظر فرآني قد أسبلت، فجاء فأخذ بمن...
عن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يخطب: " اليد العليا خير من اليد السفلى، اليد العليا المعطية، واليد السفلى يد السائل "
عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الذي لا يؤدي زكاة ماله يمثل الله عز وجل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع، له زبيبتان، ثم يلزمه يطوقه...