حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

كان يتعوذ من علم لا ينفع ودعاء لا يسمع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المكثرين من الصحابة مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما (حديث رقم: 6557 )


6557- عن عبد الله بن عمرو، قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من علم لا ينفع، ودعاء لا يسمع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع "

أخرجه أحمد في مسنده


إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سنان، وهو ضرار بن مرة الشيباني الأكبر الكوفي، وعبد الله بن أبي الهذيل، وهو العنزي، أبو المغيرة الكوفي، فمن رجال مسلم، وهما ثقتان.
عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" ٤/٣٦٢ و٥/٩٣ من طريق أحمد، بهذا الإسناد، وقال: غريب من حديث الثوري، تفرد به عبد الرحمن.
قلنا: تابعه قبيصة بن عقبة، عن الثوري عند الحاكم ١/٥٣٤، لكنه لا يعتد به، لأنه غير ثقة في حديث سفيان كما سيأتي، وقد تحرف عبد الرحمن بن مهدي في الموضع الأول من "الحلية" إلى: عبد الرحمن بن عمرو.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" ٨/٢٥٤-٢٥٥ من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.
وأخرجه الحاكم ١/٥٣٤ من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به، وسكت عنه هو والذهبي، لأن قبيصة ثقة إلا في حديث سفيان، فإنه سمع منه وهو صغير.
قاله أحمد وابن معين فيما نقله عنهما الحافظ ابن حجر في "التهذيب".
وأخرجه الترمذي (٣٤٨٢) من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر، عن عبد الله بن عمرو، به، نحوه، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن عمرو، ثم قال: وفي الباب عن جابر وأبي هريرة وابن مسعود.
قلنا: حديث جابر هو عند ابن أبي شيبة ١٠/١٨٥، وابن حبان (٨٢) .
وحديث أبي هريرة، سيرد (٨٤٨٨) و (٨٧٧٩) و (٩٨٢٩) .
وحديث ابن مسعود عند ابن أبي شيبة ١٠/١٨٧، والحاكم ١/٥٣٣-٥٣٤.
وفي الباب أيضا عن أنس، سيرد ٣/٢٥٥ و٢٨٣.
وعن زيد بن أرقم عند ابن أبي شيبة ١٠/١٨٧، ومسلم (٢٧٢٢) ، والطبراني في "الدعاء" (١٣٦٤) ، والبيهقي في "الشعب" (١٧٧٩) ، والحاكم ١/١٠٤، والبغوي (١٣٥٩) .
وعن جرير عند الطبراني في "الكبير" (٢٢٧٠) ، أورده الهيثمي في "المجمع" ١٠/١٤٣، وقال: ورجاله رجال الصحيح.
وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (١١٠٢٠) ، أورده الهيثمي في "المجمع" ١٠/١٤٣، وقال: فيه يونس بن خباب، وهو ضعيف.

شرح حديث (كان يتعوذ من علم لا ينفع ودعاء لا يسمع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله: "من علم لا ينفع": أي: كالعلم بما لا يعني، والعلم الذي لا يعمل به صاحبه.
وبالجملة: فإن من العلم ما لا ينفع صاحبه، بل يصير عليه حجة.
وقال الطيبي: هو العلم الذي لا يهذب أخلاقه الباطنة، فيسري منها إلى الأفعال الظاهرة، ويفوز بها إلى الثواب الآجل، وأنشد فيه: يا من تقاعد عن مكارم خلقه ليس التفاخر بالعلوم الزاخره من لم يهذب علمه أخلاقه لم ينتفع بعلومه في الآخره قوله: "لا يسمع": على بناء المفعول؛ أي: لا يستجاب، فكأنه غير مسموع؛ حيث لم يترتب على السماع فائدته المطلوبة منه.
"لا تشبع": أي: حريصة على الدنيا، لا تشبع منها، وأما الحرص على العلم والخير، فمحمود مطلوب، قال تعالى: وقل رب زدني علما [طه: 114].
ثم المشهور أن هذه استعاذة من نفس العلم غير النافع ونحوه، وعليه بني ما سبق من الكلام في تفسيره.
قال أبو طالب المكي: قد استعاذ صلى الله عليه وسلم من نوع من العلوم، كما استعاذ من الشرك والنفاق ومساوئ الأخلاق، والعلم الذي لم يقرن بالتقوى، فهو باب من الدنيا والهوى، انتهى.
لكن النظر الدقيق يرشد أن ليس المقصود الاستعاذة من العلم ونحوه؛ إذ لا يعقل الاستعاذة من القلب والنفس، وإنما المقصود: الاستعاذة من الصفات المقارنة بها، والمعنى: أعوذ بك من أن تجعل علمي علما لا ينفع، ودعائي دعاء لا يسمع، وقلبي قلبا لا يخشع، ونفسي نفسا لا تشبع.
ثم في استعاذته صلى الله عليه وسلم من هذه الأمور إظهار للعبودية، وإعظام للرب - تبارك وتعالى - وأن العبد ينبغي له ملازمة الخوف، ودوام الافتقار إلى جنابه تعالى.
وفيه حث للأمة على ذلك، وتعليم لهم، وإلا فهو صلى الله عليه وسلم معصوم من هذه الأمور.
وفيه: أن الممنوع من السجع ما يكون عن قصد إليه، وتكلف في تحصيله، وأما ما اتفق حصوله بسبب قوة السليقة وفصاحة اللسان، فبمعزل عن ذلك، والله تعالى أعلم.


حديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من علم لا ينفع ودعاء لا يسمع

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سُفْيَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سِنَانٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كَانَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَتَعَوَّذُ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ وَقَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

ما أسكر كثيره فقليله حرام

عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أسكر كثيره، فقليله حرام "

ذكرت الأعمال فقال ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذ...

عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت الأعمال، فقال: " ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشر " قالوا: يا رسول ال...

اللهم إني أعوذ بك من نفس لا تشبع وقلب لا يخشع ومن...

عن عبد الله بن أبي الهذيل، حدثني شيخ قال: دخلت مسجدا بالشام، فصليت ركعتين، ثم جلست، فجاء شيخ يصلي إلى السارية، فلما انصرف، ثاب الناس إليه ، فسألت من ه...

ما رئي رسول الله ﷺ يأكل متكئا قط ولا يطأ عقبيه رج...

عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، قال: " ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط، ولا يطأ عقبيه رجلان "

خرج علينا رسول الله ﷺ وفي يده كتابان فقال أتدرون م...

عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال: " أتدرون ما هذان الكتابان؟ " قال...

إن الله حرم على أمتي الخمر والميسر والمزر والقنين...

عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والقنين، والكوبة، وزادني صلاة الوتر "

ما أبالي ما أتيت أو ما أبالي ما ركبت إذا أنا شربت...

عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي، يقول إنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاصي، يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما أبالي ما أتيت "، أو: " م...

خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عن...

عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره "

إن الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالح...

عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة "