حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

خرج علينا رسول الله ﷺ وفي يده كتابان فقال أتدرون ما هذان الكتابان - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المكثرين من الصحابة مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما (حديث رقم: 6563 )


6563- عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال: " أتدرون ما هذان الكتابان؟ " قال: قلنا: لا، إلا أن تخبرنا يا رسول الله، قال للذي في يده اليمنى: " هذا كتاب من رب العالمين تبارك وتعالى، بأسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا " ثم قال للذي في يساره: " هذا كتاب أهل النار، بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا " فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلأي شيء إذن نعمل إن كان هذا أمرا قد فرغ منه؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سددوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أي عمل، وإن صاحب النار ليختم له بعمل أهل النار، وإن عمل أي عمل " ثم قال: بيده فقبضها ثم قال: " فرغ ربكم عز وجل من العباد " ثم قال باليمنى: فنبذ بها، فقال: " فريق في الجنة "، ونبذ باليسرى، فقال: " فريق في السعير "

أخرجه أحمد في مسنده


إسناده ضعيف، أبو قبيل المعافري -وهو حيي بن هانىء- مختلف فيه، وثقه أحمد وابن معين في رواية، وأبو زرعة والفسوي والعجلي وأحمد بن صالح المصري، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان يخطىء، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره الساجي في "الضعفاء" له، وحكى عن ابن معين أنه ضعفه، وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص ٢٧٧ في ترجمة عبيد بن أبي قرة البغدادي: ضعيف لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة.
قلنا: فهو لا يحتمل مثل هذا الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات.
هاشم بن القاسم: هو أبو النضر، وليث: هو ابن سعد، وشفي الأصبحي: هو ابن ماتع.
وأخرجه الترمذي (٢١٤١) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (٣٤٨) ، والنسائي في "الكبرى" (١١٤٧٣) ، وأبو نعيم في "الحلية" ٥/١٦٨ من طرق، عن الليث، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح! وأخرجه أيضا الترمذي (٢١٤١) ، والنسائي في "الكبرى" (١١٤٧٣) ، والطبري في "تفسيره" [الشورى: ٧] ، وأبو نعيم في "الحلية" ٥/١٦٨ من طريقين عن أبي قبيل المعافري، به.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/٣، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه.
وله شاهد عن ابن عمر لا يفرح به، أخرجه البزار (٢١٥٦) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (١٠٨٨) من طريق عبد الله بن ميمون القداح، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعا.
وعبد الله بن ميمون القداح، قال البخاري: ذاهب الحديث، وقال الترمذي وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وضعفه النسائي، وقال ابن حبان: يروي عن الأثبات الملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وقال الحاكم: روى عن عبيد الله بن عمر أحاديث موضوعة.
وأورده الهيثمي في "المجمع" ٧/٢١٢، وقال: وفيه عبد الله بن ميمون القداح، وهو ضعيف جدا.
وأورده الذهبي في "الميزان" ٢/٦٨٤ من طريق عبد الوهاب بن همام الصنعاني (وقد وصفه ابن معين بالغفلة وعد ابن عدي هذا الحديث من منكراته) أخي عبد الرزاق، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، ثم قال: هو حديث منكر جدا، ويقضي أن يكون زنة الكتابين عدة قناطير.
قوله: "ثم أجمل على آخرهم": هو من قولهم: أجملت الحساب: إذا جمعت آحاده، وكملت أفراده، أي: أحصوا وجمعوا، فلا يزاد فيهم ولا ينقص.
قاله ابن الأثير.
وقوله: "سددوا": قال ابن الأثير: أي: اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة، وهو القصد في الأمر والعدل فيه.
وقوله: "وقاربوا": قال ابن الأثير: اقتصدوا في الأمور كلها، واتركوا الغلو فيها والتقصير، يقال: قارب فلان في أموره: إذا اقتصد.

شرح حديث (خرج علينا رسول الله ﷺ وفي يده كتابان فقال أتدرون ما هذان الكتابان)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله: "وفي يده كتابان": الظاهر إبقاؤهما على حقيقته، ولا إشكال فيه، إلا أنه كيف حمل صلى الله عليه وسلم ذينك الكتابين بيديه، مع أنه لو جمع أسماء أهل الجنة في كتاب بالتفصيل، لجاء مجلدات تعجز عن حملها الجمال، لكن منشأ هذا الإشكال قياس ذلك الخط بهذا الخط المعلوم، وهو غير سديد، فانظر كيف جمع الله في قلب واحد، وهو قدر لوزة، من العلوم ما تعجز عن حملها الجمال؟! والله تعالى أعلم.
"إلا أن تخبرنا": أي: لا نعلمه بسبب إلا بإخبارك، أو في وقت إلا في وقت إخبارك، فالاستثناء متصل مفرغ، وقيل: منقطع؛ أي: لا نعلم، ولكن إذا أخبرتنا نعلم.
قلت: ظاهر تقريره يقتضي أنه جعل إن - بكسر الهمزة - شرطية، وهو فاسد رواية، فليتأمل.
"للذي": أي: في شأنه، وإلا فقد قال للحاضرين.
"أجمل على آخرهم": أي: أوقع الإجمال على ما انتهى إليه التفصيل من العدد؛ بأن كتب الجملة كذا على طريق أهل الحساب، ولأجل تضمين "أجمل" معنى "أوقع" عدي بعلى.
"إن كان هذا أمر": هكذا في نسخ المسند، فإما أن يجعل "أمر" بدلا من هذا، ويدل عليه رواية الترمذي: "إن كان أمر" بدون "هذا" وإما أن يجعل منصوبا خبرا لكان؛ بناء على شيوع ترك الألف في المنصوب كتابة في كتب الحديث، صرح به شراح الحديث.
"سددوا": اجعلوا أعمالكم مستقيمة على طريق الحق.
"وقاربوا": أي: الاستقامة إن لم تتم هي، أو اطلبوا قرب الله وطاعته بقدر ما تطيقونه.
قال الطيبي: هذا الجواب من أسلوب الحكيم؛ أي: فيم أنتم من ذلك القدر، وإنما خلقتم للعبادة؛ فاعملوا وسددوا وقاربوا.
وقد تقدم في مسند عمر ما يتعلق بتحقيق الجواب.
"فرغ ربكم": أي: قدر أمرهم على وجه لا يقبل تغييرا ولا تبديلا، فكأنه فرغ من أمرهم، والله تعالى أعلم.


حديث أتدرون ما هذان الكتابان قال قلنا لا إلا أن تخبرنا يا رسول الله

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏لَيْثٌ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏أَبُو قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏شُفَيٍّ الْأَصْبَحِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ‏ ‏عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ فَقَالَ أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الْكِتَابَانِ قَالَ قُلْنَا لَا إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِأَسْمَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ لَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي يَسَارِهِ هَذَا كِتَابُ أَهْلِ النَّارِ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ لَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا فَقَالَ ‏ ‏أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَلِأَيِّ شَيْءٍ إِذَنْ نَعْمَلُ إِنْ كَانَ هَذَا أَمْرًا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏سَدِّدُوا وَقَارِبُوا فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ لَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ فَقَبَضَهَا ثُمَّ قَالَ فَرَغَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ الْعِبَادِ ثُمَّ قَالَ بِالْيُمْنَى فَنَبَذَ بِهَا فَقَالَ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَنَبَذَ بِالْيُسْرَى فَقَالَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

إن الله حرم على أمتي الخمر والميسر والمزر والقنين...

عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والقنين، والكوبة، وزادني صلاة الوتر "

ما أبالي ما أتيت أو ما أبالي ما ركبت إذا أنا شربت...

عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي، يقول إنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاصي، يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما أبالي ما أتيت "، أو: " م...

خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عن...

عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره "

إن الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالح...

عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة "

إذا سمعتم مؤذنا فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي

عن عبد الرحمن بن جبير، يقول: إنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاصي، يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا سمعتم مؤذنا فقولوا مثل ما يقول...

إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن عز...

عن عبد الله بن عمرو، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلب واحد، يصرف كيف يشاء " ثم...

أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء والمهاجرون...

عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم قال: " أول...

إن أول ثلة تدخل الجنة لفقراء المهاجرين الذين يتقى...

عبد الله بن عمرو، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول ثلة تدخل الجنة لفقراء المهاجرين، الذين يتقى بهم المكاره، وإذا أمروا، سمعوا وأ...

قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه

عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه "