حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل - سنن أبي داود

سنن أبي داود | أبواب قيام الليل باب نسخ قيام الليل والتيسير فيه (حديث رقم: 1304 )


1304- عن ابن عباس، قال: " في المزمل {قم الليل إلا قليلا نصفه} [المزمل: 3]، نسختها الآية التي فيها: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن} - وناشئة الليل أوله - وكانت صلاتهم لأول الليل "، يقول: " هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل، وذلك أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ، وقوله: أقوم قيلا هو أجدر أن يفقه في القرآن، وقوله: {إن لك في النهار سبحا طويلا} [المزمل: 7] "، يقول: «فراغا طويلا»

أخرجه أبو داوود


صحيح، وهذا إسناد حسن.
من أجل علي بن حسين - وهو ابن واقد المروزي -.
يزيد النحوي: هو ابن أبي سعيد المروزي.
وأخرجه البيهقي 2/ 500، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" ص 497 من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
ورواية ابن الجوزي مختصرة.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 29/ 126 عن محمد بن حميد الرازي، عن يحيى ابن واضح، عن الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة والحسن.
مرسلا.
وابن حميد الرازي متروك الحديث.
وأخرجه بنحوه موصولا الطبري 29/ 126 من طريق سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس.
وسماك وإن كان في روايته عن عكرمة اضطراب، تصلح روايته هنا للاعتبار.
وأخرجه بنحوه أيضا الطبرى 29/ 125 من طريق علي بن أبي طلحة، والنحاس ص 291من طريق عطاء الخراساني، كلاهما عن ابن عباس.
وهذان الطريقان وإن كانا لا يخلوان من مقال، يصلحان للاعتبار.
وسيأتي بعده بنحوه من طريق سماك الحنفي، عن ابن عباس، بإسناد صحيح.
وفي الباب عن عائشة عند مسلم (746) وسيأتي عند أبي داود (1342) وفيه: فقلت: أنبئيني عن قيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فقالت: ألست تقرأ: {يا أيها المزمل} قلت: بلى، قالت: فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حولا، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف، فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة.

شرح حديث (هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من قيام الليل)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( قَالَ فِي الْمُزَّمِّل ) ‏ ‏: أَيْ فِي سُورَة الْمُزَّمِّل , يُقَال تَزَمَّلَ وَتَدَثَّرَ بِثَوْبِهِ إِذَا تَغَطَّى بِهِ أَرَادَ يَا أَيّهَا النَّائِم قُمْ فَصَلِّ.
قَالَ الْعُلَمَاء كَانَ هَذَا الْخِطَاب لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّل الْوَحْي قَبْل تَبْلِيغ الرِّسَالَة ثُمَّ خُوطِبَ بَعْد بِالنَّبِيِّ وَالرَّسُول ‏ ‏( قُمْ اللَّيْل ) ‏ ‏: أَيْ لِلصَّلَاةِ ‏ ‏( إِلَّا قَلِيلًا ) ‏ ‏: وَكَانَ الْقِيَام فَرِيضَة فِي الِابْتِدَاء ثُمَّ بَيَّنَ قَدْره فَقَالَ تَعَالَى { نِصْفه أَوْ اُنْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا } أَيْ إِلَى الثُّلُث أَوْ زِدْ عَلَيْهِ أَيْ عَلَى النِّصْف إِلَى الثُّلُثَيْنِ , خَيَّرَهُ بَيْن هَذِهِ الْمَنَازِل , فَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ يَقُومُونَ عَلَى هَذِهِ الْمَقَادِير , وَكَانَ الرَّجُل لَا يَدْرِي مَتَى ثُلُث اللَّيْل وَمَتَى النِّصْف وَمَتَى الثُّلُثَانِ , فَكَانَ يَقُوم حَتَّى يُصْبِح مَخَافَة أَنْ لَا يَحْفَظ الْقَدْر الْوَاجِب , وَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ حَتَّى اِنْتَفَخَتْ أَقْدَامهمْ فَرَحِمَهُمْ اللَّه وَخَفَّفَهُ عَنْهُمْ وَنَسَخَهَا اللَّه تَعَالَى بِقَوْلِهِ الْآتِي كَمَا قَالَ الرَّاوِي ‏ ‏( نَسَخَتْهَا ) ‏ ‏: أَيْ هَذِهِ الْآيَة ‏ ‏( الْآيَة ) ‏ ‏: الْأُخْرَى ‏ ‏( الَّتِي فِيهَا ) ‏ ‏: أَيْ فِي هَذِهِ السُّورَة وَهُوَ قَوْله ‏ ‏( عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) ‏ ‏: أَيْ لَنْ تُطِيقُوهُ ‏ ‏( فَتَابَ عَلَيْكُمْ ) ‏ ‏: أَيْ فَعَادَ عَلَيْكُمْ بِالْعَفْوِ وَالتَّخْفِيف ‏ ‏( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآن ) ‏ ‏: مِنْ غَيْر تَحْدِيد لِوَقْتٍ لَكِنْ قُومُوا مِنْ اللَّيْل مَا تَيَسَّرَ , عَبَّرَ عَنْ الصَّلَاة بِالْقِرَاءَةِ , فَهَذِهِ الْآيَة نَسَخَتْ الَّذِي كَانَ اللَّه أَوْجَبَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَوَّلًا مِنْ قِيَام اللَّيْل : وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُدَّة الَّتِي بَيْنهمَا سَنَة أَوْ قَرِيب مِنْهَا أَوْ سِتَّة عَشَر شَهْرًا أَوْ عَشْر سِنِينَ.
أَخْرَجَ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد فِي زَوَائِد الزُّهْد عَنْ عَائِشَة قَالَتْ : " كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَلَّمَا يَنَام مِنْ اللَّيْل لَمَّا قَالَ اللَّه لَهُ قُمْ اللَّيْل إِلَّا قَلِيلًا " وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيْرهمْ عَنْ اِبْن عَيَّاش قَالَ " لَمَّا نَزَلَتْ أَوَّل الْمُزَّمِّل كَانُوا يَقُومُونَ نَحْوًا مِنْ قِيَامهمْ فِي شَهْر رَمَضَان حَتَّى أُنْزِلَ آخِرهَا وَكَانَ بَيْن أَوَّلهَا وَآخِرهَا نَحْو مِنْ سَنَة " وَأَخْرَجَ اِبْن جَرِير وَغَيْره عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ قَالَ " لَمَّا نَزَلَتْ يَا أَيّهَا الْمُزَّمِّل قَامُوا حَوْلًا حَتَّى وَرِمَتْ أَقْدَامهمْ وَسُوقهمْ حَتَّى نَزَلَتْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ فَاسْتَرَاحَ النَّاس " وَأَخْرَجَ اِبْن جَرِير وَغَيْره عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ : " لَمَّا نَزَلَتْ يَا أَيّهَا الْمُزَّمِّل قُمْ اللَّيْل إِلَّا قَلِيلًا مَكَثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذِهِ الْحَال عَشْر سِنِينَ يَقُوم اللَّيْل كَمَا أَمَرَهُ اللَّه وَكَانَتْ طَائِفَة مِنْ أَصْحَابه يَقُومُونَ مَعَهُ فَأَنْزَلَ اللَّه بَعْد عَشْر سِنِينَ إِنَّ رَبّك يَعْلَم أَنَّك تَقُوم إِلَى قَوْله فَأُقِيمُوا الصَّلَاة فَخَفَّفَ اللَّه عَنْهُمْ بَعْد عَشْر سِنِينَ " كَذَا فِي الدُّرّ الْمَنْثُور ‏ ‏( وَنَاشِئَة اللَّيْل أَوَّله ) ‏ ‏: أَيْ أَوَّل اللَّيْل هَذَا تَفْسِير مِنْ اِبْن عَبَّاس فِي مَعْنَى نَاشِئَة اللَّيْل.
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى إِنَّ نَاشِئَة اللَّيْل قَالَ قِيَام اللَّيْل بِلِسَانِ الْحَبَشَة إِذَا قَامَ الرَّجُل قَالُوا نَشَأَ.
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا فِي سُنَنه عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة قَالَ سَأَلْت اِبْن عَبَّاس وَابْن الزُّبَيْر عَنْ نَاشِئَة اللَّيْل قَالَا قِيَام اللَّيْل ‏ ‏( وَكَانَتْ صَلَاتهمْ ) ‏ ‏: أَيْ الصَّحَابَة ‏ ‏( لِأَوَّلِ اللَّيْل ) ‏ ‏: أَيْ كَانَ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُونَ لِلتَّهَجُّدِ فِي أَوَّل اللَّيْل خَشْيَة أَنْ لَا يَقُومُوا بَعْد نَوْمهمْ فَيَفُوت عَنْهُمْ الْفَرْض وَهُوَ قِيَام اللَّيْل ‏ ‏( يَقُول ) ‏ ‏: أَيْ اِبْن عَبَّاس ‏ ‏( هُوَ ) ‏ ‏: قِيَام أَوَّل اللَّيْل ‏ ‏( أَجْدَر ) ‏ ‏: أَيْ أَلْيَق وَأَحْرَى ‏ ‏( وَقَوْله ) ‏ ‏: تَعَالَى ‏ ‏( أَقْوَم قِيلًا ) ‏ ‏: قَالَ اِبْن عَبَّاس فِي تَفْسِيره ‏ ‏( هُوَ أَجْدَر أَنْ يُفَقَّه فِي الْقُرْآن ) ‏ ‏: لِأَنَّ قِيَام اللَّيْل أَصْوَب قِرَاءَة وَأَصَحّ قَوْلًا مِنْ النَّهَار لِسُكُوتِ الْأَصْوَات فِي اللَّيْل فَيُتَدَبَّر فِي مَعَانِي الْقُرْآن ‏ ‏( يَقُول ) ‏ ‏: اِبْن عَبَّاس فِي تَفْسِير قَوْله سَبْحًا طَوِيلًا أَيْ فِرَاقًا طَوِيلًا أَيْ لَك تَقَلُّبًا وَإِقْبَالًا وَإِدْبَارًا فِي حَوَائِجك وَتَصَرُّفًا فِي أَشْغَالك لَا تَفْرُغ فِيهِ لِتِلَاوَةِ الْقُرْآن فَعَلَيْك بِهَا فِي اللَّيْل الَّذِي هُوَ مَحَلّ الْفَرَاغ ‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن وَاقِد الْمَرْوَزِيُّ وَفِي مَقَال.


حديث فراغا طويلا

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ابْنِ شَبُّوَيْهِ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يَزِيدَ النَّحْوِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عِكْرِمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏فِي ‏ ‏الْمُزَّمِّلِ ‏ { ‏قُمْ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ ‏} ‏نَسَخَتْهَا ‏ ‏الْآيَةُ الَّتِي فِيهَا ‏ { ‏عَلِمَ أَنْ لَنْ ‏ ‏تُحْصُوهُ ‏ ‏فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ ‏} ‏وَنَاشِئَةُ اللَّيْلِ أَوَّلُهُ وَكَانَتْ صَلَاتُهُمْ لِأَوَّلِ اللَّيْلِ يَقُولُ هُوَ أَجْدَرُ أَنْ تُحْصُوا مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ وَذَلِكَ أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا نَامَ لَمْ يَدْرِ مَتَى يَسْتَيْقِظُ وَقَوْلُهُ ‏ ‏أَقْوَمُ قِيلًا ‏ ‏هُوَ أَجْدَرُ أَنْ يَفْقَهَ فِي الْقُرْآنِ وَقَوْلُهُ ‏ { ‏إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ ‏ ‏سَبْحًا طَوِيلًا ‏ } ‏يَقُولُ فَرَاغًا طَوِيلًا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

أحاديث أخرى من سنن أبي داود

سافرنا في رمضان فصام بعضنا وأفطر بعضنا

عن أنس قال: «سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فصام بعضنا، وأفطر بعضنا، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم»

قام له رجل من مجلسه فذهب ليجلس فيه فنهاه عن ذلك

عن ابن عمر، قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام له رجل من مجلسه، فذهب ليجلس فيه فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم»، قال أبو داود: "...

لا عقر في الإسلام

عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا عقر في الإسلام»، قال عبد الرزاق: «كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة»

لكان أن يقف أربعين خير له من أن يمر بين يديه

عن بسر بن سعيد، أن زيد بن خالد الجهني، أرسله إلى أبي جهيم يسأله ماذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي؟ فقال أبو جهيم: قال ر...

بال قائما ثم دعا بماء فمسح على خفيه

عن حذيفة، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سباطة قوم «فبال قائما، ثم دعا بماء فمسح على خفيه»

إن الله أنجاها عليها لتنحرنها لا وفاء لنذر في معصي...

عن عمران بن حصين، قال: كانت العضباء لرجل من بني عقيل وكانت من سوابق الحاج، قال: فأسر فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في وثاق والنبي صلى الله عليه وس...

هذا رسول الله ﷺ مقبلا متقنعا في ساعة لم يكن يأتي...

قالت عائشة رضي الله عنها: بينا نحن جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر رضي الله عنه: «هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا متقنعا في ساع...

إن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون ف...

عن معاوية بن أبي سفيان، أنه قام فينا فقال: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: " ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين...

لو تركنا هذا الباب للنساء

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو تركنا هذا الباب للنساء»(1) 463- عن نافع، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه بمعناه...